مع ازدياد المخاوف العالمية من نشوب حرب تجارية
ترجمة : سناء علي
في عدة تقارير نشرها عدد من المختصين للشأن السياسي في مجلة « بوليتيكو « الأميركية أشاروا فيها الى ان « الاجتماع الأول بين دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، عدوه تحرك مهم من قبل الرئيس الأميركي ترامب، يمكن ان يسهم بتطور العلاقات، وفي العام الفائت بدأ ترامب في اثناء حملته الرئاسية متجهاً نحو نزاع مع الصين، التي اتهمها بالتلاعب بأسواق العملة والغش في التجارة لسرقة وظائف الأميركيين، الامر الذي أثار مخاوف العديد من الجهات والدول، التي حذرت من حدوث حرب تجارية كبيرة بسبب تصريحات ترامب الذي خفف لهجته حيال الصين بعد انتخابه.»
وعدت محادثات شي وترامب، حسب اراء الخبراء التي جاءت بمناسبة الذكرى الـ45 لتطبيع العلاقات الثنائية، نقطة إنطلاق جديدة للعلاقة بين البلدين. وساعدت المحادثات المعمقة التي دامت 7 ساعات خلال زيارة شي التي استغرقت يومين على بلورة علاقة عمل سليمة ومودة شخصية بين الزعيمين. ومن قبيل المصادفة أن كلا الزعيمين استعملا كلمة « جيدة» لوصف محادثاتهما. وأكد شي على تعميق التفاهم بين بعضهما البعض وتعزيز الثقة المتبادلة، في حين قال ترامب إنه» تم تكوين نوايا حسنة وصداقة هائلين».
وفي هذا الشأن بين الخبراء ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب « أشاد بالتقدم الهائل» في العلاقات بين واشنطن وبكين بعد محادثاته مع الرئيس الصيني في فلوريدا، وقال الرجلان إنهما عززا المودة الشخصية بينهما. وأوضح ترامب من دون الدخول في تفاصيل «أحرزنا تقدماً هائلا في علاقاتنا مع الصين»، مضيفاً «أعتقد حقيقة أننا أحرزنا تقدما»، واصفاً العلاقة الثنائية بأنها «استثنائية».ورد شي شاكراً الرئيس الاميركي «لاستعداداته الممتازة واستقباله الدافئ» مؤكداً ان «هذا اللقاء كان مميزًا وتبعاته مهمة جداً للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة». ولم يتطرق الرئيس الصيني الى فحوى «المحادثات المطولة في العمق» مع ترامب، مكتفياً بالاشارة الى انها ادت الى «كثير من المواقف المتشابهة، خصوصاً تعزيز الصداقة والثقة» بين البلدين.»
الى جانب ذلك بين الخبراء ان « الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغط على الرئيس الصيني شي جين بينغ من أجل فعل المزيد لكبح البرنامج النووي لكوريا الشمالية والمساعدة في تقليل العجز التجاري الأميركي مع بكين في محادثات على الرغم من تخليه عن الخطاب المناهض للصين في أثناء حملته الانتخابية. وتحدث ترامب علناً عن إحراز تقدم في مجموعة من القضايا في أول قمة بين الصين والولايات المتحدة مثلما فعل عدد من مساعديه لكنهم لم يقدموا تفاصيل تذكر بخلاف اتفاق الصين على العمل المشترك لتضييق هوة الخلافات وإيجاد أرضية مشتركة للتعاون.»
وفي حين اختتم الزعيمان قمة فلوريدا، التي طغت عليها الضربات الصاروخية الأميركية على سوريا، انضم شي إلى ترامب في التأكيد على الروح الإيجابية للاجتماعات مع تجاهل الخلافات العميقة التي تسببت في احتكاكات بين أكبر اقتصادين في العالم. وأصر مساعدو ترامب على أنه التزم بتعهده بإثارة مخاوفه بشأن الممارسات التجارية الصينية وأشاروا إلى إحراز بعض التقدم بينما وافق شي على خطة مدتها 100 يوم لإجراء محادثات تجارية تهدف إلى تعزيز الصادرات الأميركية وتقليل الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة.
كما اكد الخبراء انه « وبعد قمة فلوريدا قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أيضاً إن شي وافق على زيادة التعاون في كبح البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية على الرغم من أنه لم يقدم أي صيغة جديدة لمواجهة موقف بيونج يانج. وخلال الحملة الانتخابية تعهد ترامب بوقف ما وصفه بسرقة الصين للوظائف الأميركية. وساعد كثير من العمال ترامب على تحقيق الفوز غير المتوقع في انتخابات الثامن من نوفمبر تشرين الثاني ويتعرض ترامب لضغوط من أجل الوفاء بتعهداته لهم.»
الى جانب ذلك بين الخبراء إن» الصين بدأت تنفيذ حملة تودد للاتحاد الأوروبي منذ تولى الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه فغيرت موقفها من المفاوضات التجارية وألمحت إلى توثيق التعاون في عدد من القضايا الأخرى. ويشعر دبلوماسيون أوروبيون في بروكسل وبكين بإلحاح أكبر من جانب الصين لإيجاد حلفاء مستعدين للدفاع عن العولمة وسط مخاوف من أن يعمل ترامب على تقويضها بسياسات الحماية التي يتبعها تحت شعار «أميركا أولا».
كما بينوا ان «ترامب يدفع الصين وأوروبا معا» مستنداً في ذلك للدعم الصيني للتجارة ومكافحة التغير المناخي والأمم المتحدة وغيرها من المجالات التي يسعى الرئيس الأميركي الجديد لتحويل الاتجاه فيها. وقال أربعة دبلوماسيين ومسؤولين كبار في الاتحاد الأوروبي على صلة وثيقة بالجانب الصيني إنهم يرون أيضاً فرصة لحدوث انفراجة في قضايا الأعمال التي تسير ببطء منذ سنوات بما فيها إبرام معاهدة خاصة لزيادة التدفقات الاستثمارية.
على صعيد متصل بين الخبراء ان « الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقع قرارَيْن تنفيذيين استهدفا العجز التجاري في الولايات المتحدة،. ويشمل قرارٌ منها دراسة تبحث في أسباب العجز من خلال تحديد الضرائب غير المدفوعة والمخالفات التجارة الخارجية. ويشرع الآخر في مراجعة العجز التجاري الأميركي وقوانينه التي يقول ترامب إنها أضرت بالعمال في الولايات المتحدة. ويقول مسؤولون في الحكومة الأميركية إن بكين ليست هي محور قرارَيْ ترامب، لكن الصين تعد أكبر مصدر لعجز التجارة الأميركي.»
موضحين ان « الرئيس ترامب،قال في أثناء توقيعه القرارين أمام الصحفيين «إننا بصدد التعامل مع هذه الصفقات التجارية السيئة». وقال ويلبر روس، وزير التجارة الأميركي، وهو يستعرض القرارين، إن «تلك الإجراءات صيغت ليعلم الجميع أن هذا رئيس يخطو خطوة أخرى للإيفاء بوعوده التي قطعها في حملته الانتخابية». وكان الرئيس الأميركي خصص جزءاً كبيرًا من حملته الانتخابية لمهاجمة العجز التجاري الأميركي وصفقات التجارة الخارجية.»
* عن مجلة (بوليتيكو الأميركية )