برعاية لجنة الثقافة والإعلام النيابية ومؤسسة برج بابل
سامي حسن
عقدت النقابة الوطنية للصحفيين ومنظمة دعم الاعلام الدولي ( (IMS مؤتمر الميثاق الاخلاقي لوسائل الاعلام حول بناء السلم الاجتماعي في العراق في قاعة مجلس النواب بالتعاون مع مؤسسة برج بابل وبرعاية لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب لبحث السبل الكفيلة بضمان الالتزام بخطاب اعلامي مهني يحفظ السلم المهني في البلاد ويعززه في مرحلة ما بعد تحرير الموصل ودحر تنظيم داعش الارهابي .
وقد تم استعراض بنود الميثاق من قبل نخبة من الصحفيين والاعلاميين والمسؤولين في المؤسسات والوزارات ذات العلاقة مع اعضاء لجنة المناقشة التي ضمت رئيسة لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب ميسون الدملوجي ومدير برنامج العراق لمنظمة (ims) اسامة الهباهبة ورئيس منظمة برج بابل عماد الخفاجي ورئيس اللجنة القانونية البرلمانية محسن السعدون وعضو مجلس ادارة النقابة الوطنية للصحفيين عدنان حسين وتم التوصل الى دعوة رؤساء تحرير الصحف الرسمية الاساسية والرصينة ووسائل الاعلام لقراءة فقراته اضافة الى تشكيل لجنة للصياغة النهائية للميثاق .
ويهدف الميثاق الى ابراز الدور الكبير الذي يلعبه الاعلام في نشر ثقافة التسامح واحترام الرأي الاخر لاسيما في الدول التي تشهد صراعات طائفية وعرقية ، فالاعلام الجيد يمكنه ان يسهم بصورة كبيرة في تعزيز السلم الاجتماعي واحترام الاختلافات بين الجميع في المجتمعات ذات الاعراق والطوائف المتعددة وفي مقدمتها العراق .
فمنذ التغيير الذي حصل في البلاد عام 2003 والتحولات السياسية التي رافقته فقد شهد العراق اوضاعا امنية سيئة وزادت الهوة بين مكونات الشعب العراقي وخصوصا عقب احداث حزيران عام 2014 وكان للاعلام بصورة عامة عراقيا او عربيا دور سلبي في هذا المجال اذ قام بتغذية الصراعات الطائفية بصورة مباشرة او غير مباشرة وانجرفت بعض وسائل الاعلام المستقلة ايضا الى تلك الصراعات واصبحت تتبنى وجهات نظر اطراف معينة مبتعدة عن المعايير الاخلاقية للمهنة ومفتقدة للموضوعية والحيادية والمصداقية بصورة كبيرة ومتخلية عن مسؤولياتها الاجتماعية بما فيها تعزيز السلم الاجتماعي وترصين الامن .
ويستند هذا الميثاق الى اخلاقيات العمل الاعلامي وقواعده المهنية التي صدرت عن مؤسسات اعلامية عالمية واقليمية ، اضافة الى استناده لمواثيق صدرت في بلدان عربية عاشت او تعيش الظروف ذاتها التي يعيشها العراق ومرت بحالة التخبط التي مرت بها وسائل الاعلام العراقية .
واكدت بنود الميثاق على ضرورة الالتزام الكامل باحترام التعايش السلمي في البلاد والتأكيد على اهمية احترام جميع المعتقدات الدينية والمذاهب وعدم اثارة النعرات المذهبية او الطائفية او التحريض على العنف وارتكاب الجرائم والامتناع عن استعمال عبارات التحقير والتحريض ضد الاديان والقوميات والطوائف والمذاهب والاجناس والمعتقدات والافكار .
واشارت بنود الميثاق الى حرص وسائل الاعلام العراقية على رفض مبادئ التمييز بين السكان على اساس الدين والمذهب والعرق بل تحض على احترام حرية الفكر والامتناع عن الطعن بكرامة الناس والتشهير بهم وعدم التدخل في شؤونهم الشخصية في حال تبنيهم لوجهات نظر معينة تعارض الرأي السائد ، اضافة الى الالتزام عند كتابة الاعمدة والمقالات وخاصة المقالات الافتتاحية للصحف او عند تسجيل البرامج الحوارية للاعلام المرئي المسموع بالقواعد المهنية للعمل الاعلامي وعدم بث روح العنف والفتنة بين الناس والحرص على ان يكون مقدمو البرامج السياسية حياديين وعلى درجة عالية من المهنية والموضوعية والاحتراف ، وان يتم التمسك بالموضوعية في تداول تصريحات من شخصيات معروفة بميلها الى التحريض وعدم التركيز على الشخصيات الجدلية فقط والبحث عن الشخصيات المعتدلة .
كما اكدت بنود الميثاق على عدم نشر الصور او التسجيلات المأخوذة من مواقع التواصل الاجتماعي من دون التأكد من صحتها او من اهميتها المهنية في نقل الخبر وان لا تكون هذه المواقع مصدرا رئيسا للاخبار والتصريحات والبحث والتقصي في مصداقية اي خبر او وثيقة او صورة يتم تداولها في تلك المواقع قبل نشرها في وسائل الاعلام .
واوضحت هذه البنود ان على الاعلام المهني ان لا يخلط بين الاخبار والاراء والمعتقدات السياسية وان لا ينشر الاراء والتوقعات باسم الاخبار وعلى الاعلامي العمل دائما على التمييز بين الاراء الخاصة به التي يبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ودوره كاعلامي يعمل في وسيلة اعلام معينة بحيث يعلن ان ما ينشره على تلك المواقع يعبر عن ارائه الشخصية وليس عن رأي المؤسسة الاعلامية التي ينتمي اليها .
ولفتت بنود الميثاق الى حرص الاعلاميين على عدم استغلال المنصب للترويج او الانحياز لاي توجه يخدم جهة ما بطريقة مباشرة او غير مباشرة ، والالتزام بعدم تقاضي المال او الهدايا او اي مقابل مادي او معنوي لقاء نشر الاخبار والتصريحات والمقالات او من اجل حجبها .