سعد الشلاه
كلّما أطبقَ الصمتُ على حروفِكَ
ازدادَ الصخبُ من بين يديكَ
هكذا، دونَ أيَّ اكتراثٍ لما سيؤول
حرفٌ أو كلمةٌ أو رسالةٌ لنبي
لم تكنْ تشعرُ بالاغترابِ حين تراها
تنفجرُ من حيثُ يسودُ الهدوء
مرةً واثنتينِ وثلاثَ وربما أكثر
حتى إذا اقتربَ المعنى
تنهّدتَ وابتعدتَ عنهُ خائضاً في متاهاتِ الغياب
كأيَّ حرفٍ أمعنَ في نسيانِ الاحتراف
كنتُ أراكَ وأنتَ تجُسُّ نبضَ اللون
وحين تُسرجُ لهُ فضاءَ اللوحةِ بالكتلِ
أو بالممكناتِ من التهاويم
أراكَ حين تتكئُ على درجاتِهِ الغامضةِ
لينطلقَ متّشحاً بتراتيل الاتزان
وكنتُ أراكَ تعاتبُ جسدَكَ عند بعضِ العتبات
لم تكنْ لتهدأ قدماكَ ولا الفرشاةُ عن الأنين
لكنّكَ تعودتَ أنْ تكتنزَهُ في فؤادِكَ
أعني ذلك التعبَ الشفيفَ الذي يُشعرُكَ دائماً بالرضا
كنتَ تراكمُهُ لعلّهُ يبتكرُ نوعاً جديداً من الآهات
وكان
ما أنْ أمسكتَ بها لتفكَّ شفرتَها
حتى انفلتتْ من بين شفتيكَ آهٌ بلونٍ عجيب
أذهلتِ اللوحةَ والفرشاةَ والحروف
لملمتَها سريعاً جداً كأنكَ على موعدٍ هام
لا يجوزُ معهُ أو خلالهُ التفكير
ورجعتَ بها إلى ذلك الغياب
لتعيشَ مطمئناً تماما..