أزمة الأجيال الشابة مع وسائل التواصل الاجتماعي في ندوة بالشارقة

ابتسام الطاهر – مندوبة الصباح الجديد في الشارقة:
في كل يوم من ايام مهرجان الشارقة القرائي للطفل، تنظم الندوات والمحاضرات التي تصب في موضوع الطفل نفسه، وعلاقته بالكتاب، وكيفية تشجيعه على القراءة، لاسيما في عصر الغزو التكنولوجي، وتصاعد المتغيرات التقنية التي تسيطر على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل مهمة الكتّاب في تأليف الكتب المتخصصة للطفل مهمة في غاية الصعوبة، والاصعب منها اقناع الطفل بالتخلي عن تلك المغريات.
من بين تلك الندوات العديدة، وورش العمل، ندوة بعنوان “الكتابة للطفل في العصر الرقمي” ومستقبل الكتاب الورقي، واتجاه بعض المؤلفين نحو الكتاب الالكتروني.
تميزت الندوة بحيويتها، والحضور الكبير من زوار المهرجان، اقامها الفنان القطري غازي حسين، والكاتبة الكويتية عواطف البدر، وكانت بعنوان “أجيال مغايرة”. وقامت بادارة الندوة الشاعرة والإعلامية الإماراتية شيخة المطيري. لخّص حسين والبدر أبرز السمات التي يتصف بها جيل اليافعين، والشباب اليوم، بالقول: “إن وسائل التواصل الاجتماعي المعاصرة، هدمت الرابط الأسري في المجتمعات العربية، وشكلت نماذج جديدة للمعرفة والتعليم، لا تحتكم إلى الكتاب، أو البحث، أو غيرها من الوسائل الموثوقة”.
واستعرض الضيفان صوراً حية لممارسات الأجيال الجديدة، وعلاقتهم بالتكنولوجيا الحديثة، كاشفان عن دور الأسرة، والمؤسسة التربوية، والرسمية، في تصويب وتوجيه مسار الشباب أخلاقياً، ومعرفياً.
وذكرا: أن الكثير من المتابعين للتغييرات الطارئة على جيل اليوم، يجد أنها طبيعية، ومناسبة لمتغيرات العصر، وتسارعه العلمي، متجاهلين أن هذا الاختلاف لا يعني التنازل عن القيم، والمبادئ الأخلاقية الراسخة في ثقافتنا “. وأشار الفنان حسين إلى أن جيل الشباب اليوم يعيش في الواقع الافتراضي، ويتجاهل الواقع اليومي تماماً، بقوله: “لم تعد جلسات العائلة، وأحاديثها محل اهتمام الشباب، ولم يعد للشباب مرجعيات أخلاقية، قائمة على خبرة الأب، ونصائح الأم، وإنما باتوا يحاكون ما تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي، من نماذج لشخصيات متعددة الثقافات، ولا تنتمي للهوية العربية، والإسلامية بصلة، الأمر الذي يعني فقدان هوية لجيل كامل من الشباب خلال السنوات القليلة المقبلة”.
وتوقفت البدر عند دور العائلة، والمؤسسات التربوية والتعليمية في تصحيح مسار الأجيال الصاعدة، وأهمية العمل على النهوض بها، عبر مشروع معرفي ثقافي يبدأ من حكايات ما قبل النوم، فقالت: “إن مهمة أدب الطفل اليوم، هو ترسيخ قيم وثوابت في افكار الأطفال واليافعين، ليكونوا في السنوات المقبلة شباباً مدركين، قادرين على اختيار ما يناسبهم، وينتمي لهم، ويطوّر من مستواهم في شتى المجالات”.
وأضافت: “تزاد مهمة الأسر، والمؤسسات الرسمية اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لما يشهد العصر من متغيرات، تجذب الأجيال الجديدة، وتوجههم نحو اهتمامات تضيع وقتهم، وتفقدهم قيمة العمل، والوقت، الأمر الذي يدفعنا نحو التمسك بالأدب، كواحدة من الأدوات التي يمكنها أن تساعد في النهوض بالأجيال، وفتح مداركهم، وتعزيز رؤاهم”.
وتجدر الاشارة الى ان الفنان غازي حسين بدأ شوطه الإبداعي من خلال إذاعة قطر عام 1968، خلال تقديمه برامج منوعات، ثم شارك في التلفزيون القطري عبر برامج أطفال من مسابقات، وفوازير رمضانية، إضافة إلى مشاركته الأبرز في برنامج الأطفال افتح يا سمسم، وشارك غازي في العديد من المسرحيات كان أولها مسرحية “باقي الوصية” مع فرقة قطر المسرحية، والتي كانت تقدم عروضا مسرحية في ذاك الحين، حيث حصدت مجموعة من الجوائز على مستوى الوطن العربي وكان ذلك خلال فترة منتصف السبعينيات.
أما الكاتبة عواطف البدر فعملت قارئة نصوص درامية بتلفزيون دولة الكويت، وشغلت منصب مدير عام مؤسسة البدر للإنتاج والتوزيع الفني، واسهمت في تأسيس المسرح المدرسي في الكويت على مستوى مدارس البنات بوزارة التربية، وذلك في مطلع الستينيات، إضافة إلى أنها أعدت وألفت مجموعة كبيرة من المسرحيات المدرسية الهادفة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة