حول مهرجان جواهريون

ربما لأن روح الشعر تكمن في المغامرة ومحاولة دفع عربة الأمل بطاقات شعرية جديدة في طرقات من الجمر والتكوين والأسئلة ، وربما تكمن في الجنون الكامل بالإيمان بالشعر ووظيفته الجمالية الأولى في الدفاع عن إنسانية الشعر وعن الإنسان والأشياء ، عبر مسافاته التي تجعل من قميص خفيف ملون كافياً للدفء العظيم في يوم ثلجي ماطر .
أو ربما لن الشعر هو كل ما نملك في هذه الأزمنة التي نعيش ، الأزمنة التي تبدو بلا حلول نادرة ولا أجوبة كافية لترميم سقف العيش والحياة والوطن ، أجوبة تحاول الامساك بمفتاح القلق اليومي وغلقه لتلك الفتاة التب تعبر الشارع في بغداد مثلاً أو ذلك العجوز الذي ينتظر الشاي على باب مخيم اللجوء أو الرجل الذي يمتلك الكثير من الشجاعة ولا يجد ما يلبسه في الصباح .
هنا تكمن طاقة الشعر ربما في إسعاد الكائن البشري ولو بحجم ريشة صغيرة في الهواء ، أو صرخة طويلة بمعنى الأمل ، هنا كان « جواهريون « الملتقى الثاني للشعراء الشباب دورة الشاعر الراحل « عبد الأمير جرص « الذي نظمه نادي الشعر ورعاه الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وعقد ليومين متتالين في العاصمة بغداد بمشاركة فاعلة من 60 شاعراً وشاعرة عراقية من مختلف مدن العراق بواقع ثلاث جلسات شعرية وجلسة نقدية واحدة تحت عنوان « الأصوات الجديدة في المشهد الشعري العراقي ،فراديس الألم والينابيع والأسئلة « الملتقى الذي كان امتداداً لنسخته الأولى قبل عام والتي شارك فيها قرابة 40 شاعراً.
ولهذا كانت نصوص سرمد سليم وسعد شفان وصالح رحيم وسلام جليل وآلاء عادل ومصطفى الخياط ومرتضى مريود وحسين هليل ونورس الجابري وهناء أحمد ومحمد حسن ووائل السلطان وإيهاب شغيدل وحسن مجيد وعباس حسن وعمار الصلف وجميع الشاعرات والشعراء الذين قدموا نصوصاً لامست تلك الحناجر الساخنة التي تشعر باليتم مرة وبالعذوبة المطلقة مرة أخرى ، نعم كانت هناك بعض الاشارات النقدية التي واكبت المهرجان وخرجت بالعديد من الأسئلة والرؤى منها أن النصوص كانت تشبه قصيدة واحدة أو أنها حاولت أن تجتهد في رؤيتها للعالم أو طريقة طيرانها حول شجرة الشعر العراقي .
لكنها بالتأكيد كانت نصوصاً حقيقة حاولت وثابرت من أجل قصيدة عراقية أجمل لذلك خرجتْ توصيات المهرجان بالعديد من المقترحات منها اطلاق جائزة للشعراء المشاركين في الملتقى في دوراته المقبلة بواقع 3 جوائز ، وضرورة اشراك الأصوات الشبابية في المهرجات الشعرية الوطنية بشكل أوسع واستضافة صوت شعري عراقي له بصمته الواضحة في المشهد الشعري العراقي والعربي لفتح طاولة حوار تفاعلي مع الشعراء المشاركين وغيرها من التوصيات التي لامست تلك الأرواح الشبابية النبيلة التي عطرت ليل بغداد وصباحاتها بنصوصها الشعرية المتنوعة.
قاسم سعودي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة