الإعلام والإعلان فن وصنعة ومهارة، وعالمياً يصنف على انه عمل احترافي ,إضافة الى موهبة من يتعامل مع هذا العالم، لكننا هنا وأقصد في العراق، وبرغم مرور عقود على اشتغال مؤسساتنا بهذا العالم الساحر، مازلنا نراوح في مكاننا ، فطرق الإعلان عن النشاطات الفنية والثقافية مازالت متواضعة، ولا يتمتع المشرفين عليها بنسبة ذكاء من له باع في هذا المجال، وأظن ان من يعلن ومن يشرف على الإعلان يتبعون حتى هنا نظام المحاصصة!، ويعلم القارئ والمتابع للأنشطة الفنية، سواء كانت تشكيل، مسرح ، سينما، إن إعلامنا يتعامل بخجل وتردد مع بعض النشاطات، ومازال الإعلان عن أي نشاط ، وليكن مسرحياً، لا يتعدى حشر مشاهد بطريقة عشوائية، وعرضها تباعاً على الشاشة، يرافقها صوت نادراً ما يكون مقبول لدى المتلقي، يعلن عن موعد وتاريخ عرض هذا العمل، وبنحو سريع تكاد لا تميز الموعد واسم العمل، بسبب السرعة اختصارات لدقائق الإعلان التي يتحمل المعلن عنها مبالغ كبيرة، في البلدان المجاورة وجميع دول العالم هناك مؤسسات خاصة تعنى بموضوع الإعلان، وتجند لهذا الموضوع جيوش من الموظفين المحترفين، والمحترمين لأصول الاعلان وقوانينه، مع رقابة صارمة على ما يطرح في جميع المجالات، ولا يترك الموضوع فضفاضاً وغير منضبط، على يد أفراد لا يفقهون من لغة الاعلان سوى الصوت العالي وتداخل الصور، وأتساءل لماذا لا تكون هناك دورات خاصة بهذا الموضوع، ولا نبقى نعتمد على المعارف والاصدقاء، أو العمل بأجور زهيدة ، لتفادي (الصرف) على موضوع الإعلان، ولنراقب الشركات العالمية، التي تؤمّن ملايين الدولارات لإعلان لا يستمر سوى دقيقتين، وهنا أكرر نحن نحتاج الى دورات من قبل أشخاص محترفين في موضوع الاعلان، وساعتها سيوجه اللوم لجهة محددة بعينها ، في حال فشل الاعلان او تلكأ الوصول الى الهدف المنشود من وراء هذا الاعلان، أخيرًا أدعو المؤسسات المعنية والتي يهمها حتماً مصير ما تعلن عنه، أن ينتبهوا الى أهمية موضوع الاعلان في عن أي موضوع وفي أي مجال، لاسيما ما يخص عالم الثقافة والفن، وعدم التعامل معه كموضوع ثانوي أو درجة تحت باب (الكماليات أو البطر).
حذام يوسف طاهر
الإعلان بين المهارة والمهنية والعشوائية!
التعليقات مغلقة