مع استمرار معاناة الأبرياء والأطفال
ترجمة: سناء علي
بعد عامين على بدء العملية العسكرية للتحالف حسب ما اشار اليه عدد من المراقبين وتم نشره على الموقع الذي قادته المملكة العربية السعودية في اليمن، دعماً لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد جماعة أنصار الله وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والتي اطلق عليها اسم «عاصفة الحزم». وما تبعها من دمار وحصار جائر، يبدو ان هذه الحرب وكما يرى بعض المراقبين ستستمر لمدة اطول بسبب تعدد أطراف الصراع والجهات الداعمة، التي تسعى الى تأمين مصالحها في المنطقة .»
وقد اكدوا إن « إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب اتفقت مع المملكة العربية السعودية على مواصلة عملياتها العسكرية في اليمن إلى نهاية العام الحالي بهدف تحقيق الحسم العسكري، الذي عده بعض الخبراء أمراً مستحيلاً لاسباب مختلفة، اهمها النفوذ الكبير للحوثيين وللرئيس اليمني السابق في هذا البلد، يضاف الى ذلك الخبرة والقوة القتالية التي اكتسبتها جماعة أنصار، واستمرار الحرب سيسهم بتفاقم معاناة الشعب اليمني الذي اصبح اليوم بعيداً عن اهتمام المجتمع الدولي. الذي اكتفى بالادانة والاستنكار.»
واضافوا ان « الحملة السعودية على رأس تحالف عسكري في اليمن دخلت عامها الثالث في وقت ما يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في البلد الفقير، مؤكدين قدرتهم على «الصمود» مع استمرار المعارك وتوقف العملية السياسية. وبعد سنتين من اولى الضربات في 26 مارس 2015، نظم الشيعة وحلفاؤهم من انصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي حكم البلاد لاكثر من ثلاثة عقود، تظاهرة حاشدة في العاصمة شارك فيها مئات الالاف.» وتجمع الحشد الكبير في ساحة السبعين حسب ما نوه اليه المراقبون ورفع المشاركون اعلام اليمن، ورددوا هتافات مناوئة للسعودية مؤكدين على «الصمود حتى النهاية» مع استمرار الحملة العسكرية. وكان صالح قال عشية التظاهرة في خطاب نشرته «سبأنت» ان «اليمنيين الأحرار سيظلون متمسكين بخيار التصدي والمواجهة والمقاومة مادام ظل تحالف العدوان بقيادة السعودية مستمرًا في غيّه وغطرسته وفي عدوانه على بلادنا وتمسّكه بخيار الحرب»
كما نوه المراقبون انه « وبالتحديد بين 2004 و2010 ، خاض الحوثيون الشيعة ست حروب مع صنعاء خصوصاً في معقلهم الجبلي في صعدة، كما خاضوا حرباً مع السعودية بين 2009 ومطلع 2010 في اعقاب توغلهم في اراضي المملكة. وفي تموز 2014، شنوا هجوماً كاسحاً سيطروا خلاله على معظم معاقل النفوذ للقوى التقليدية في شمال اليمن، ثم سيطروا على صنعاء في 21 ايلول، مستفيدين من عدم مقاومة الجيش لهم ومن تحالف ضمني لكتائب فيه ما تزال موالية لصالح.وتقدم الحوثيون الى الغرب والشرق والوسط قبل ان يواصلوا الزحف جنوباً حيث سيطروا في اذار 2015 على اجزاء من مدينة عدن، ثاني كبرى مدن البلاد، ما دفع بالرئيس هادي للانتقال الى الرياض. وفي 26 اذار من العام ذاته، بدأت السعودية على رأس التحالف العربي بشن ضربات جوية ضد الحوثيين وحلفائهم، ووفرت لقوات هادي دعماً ميدانياً مباشراً، ما اتاح لها استعادة محافظات جنوبية، بينها عدن. الآن ان المتمردين حافظوا على سيطرتهم على العاصمة والشمال اليمني.»
من جانب آخر وفي حصيلة امنية وضحوا انه تم قتل عشرة آلاف شخص في الأقل في الحرب على اليمن بين التحالف بقيادة السعودية الداعم للحكومة والحوثيين، حسبما قالت الأمم المتحدة. وقالت الأمم المتحدة إن حصيلة ضحايا الحرب في اليمن «تؤكد ضرورة حل الموقف» الذي استمر على مدى 21 شهرًا. وتصاعد الصراع بين الحوثيين والحكومة في/ آذار 2015 بعدما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومدن أخرى. وتقود السعودية تحالفاً ينفذ عمليات عسكرية ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.»
ويقول التحالف حسب ما اشار اليه المراقبون « إنه يستهدف إعادة حكم الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف به دولياً، في حين يقول الحوثيون إن التحالف يهدف إلى تدمير البنية التحتية لليمن، ويصرون على أن هادي لم يعد رئيساً شرعياً. وقال جيمي ماغولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إنه منذ ذلك الحين «تزيد التقديرات عن عشرة آلاف قتيل منذ بدء النزاع ونحو 40 ألف مصاب». وأضاف إن ملايين الأشخاص في البلاد الذين يعيشون في المناطق التي تأثرت بالقتال يواجهون نقصاً في الغذاء.وقال ماغولدريك «يوجد سبعة ملايين شخص لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية». ويأمل مبعوث الأمم المتحدة اسماعيل ولد شيخ أحمد في إحياء آمال السلام بعد رفض هادي لمقترح سابق لحكومة وحدة وطنية جديدة، يشمل انسحاب الحوثيين من العاصمة صنعاء وغيرها من المدن في البلاد. وتقول الأمم المتحدة إن الصراع في اليمن من أشد الأزمات الإنسانية في العالم.»
على صعيد متصل نوه المراقبون الى ان « محكمة في العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين أصدرت حكماً بالاعدام بحق الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي بتهمة «الخيانة العظمى»، وفقاً لوكالة الانباء «سبأنت». وصدر الحكم عن «المحكمة الجزائية المتخصصة» في اطار «قضية العدوان» الخاصة باتهام شخصيات يمنية بالمشاركة «في العدوان على اليمن»، في اشارة الى التدخل السعودي على رأس تحالف عسكري عربي.ودين هادي بحسب المحكمة، بجريمة «انتحال صفة رئيس الجمهورية بعد انتهاء مدة ولايته المنسوبة اليه في المدة الاولى وجريمة التحريض والمساعدة لدولة العدوان السعودية وحلفائها على جريمة الاعتداء على اراضي الجمهورية جوًا وبراً وبحراً والمساس باستقلال الجمهورية وسلامة اراضيها». وقضى الحكم باعدام هادي المقيم بين الرياض ومدينة عدن في الجنوب اليمني، وست شخصيات يمنية أخرى، بتهمة «الخيانة العظمى وتعريض أمن البلد للخطر والمشاركة في عمليات تحالف العدوان». كما امرت المحكمة بالحجز على املاكهم واموالهم.»
* عن موقع الفورين بوليسي