الإيزيديون يعيدون بناء قببهم ومزاراتهم الدينية التي فجّرها “داعش”

متطوعون وحفاة أقدام يعملون تحت المطر ويسابقون الزمن
القسم الأول
نينوى ـ خدر خلات:

بغياب مطلق للدعم الحكومي والرسمي، وبمبادرات فردية تحولت الى جماعية، بدأ الايزيديون اعادة بناء مزاراتهم وقببهم ذات الطراز العمراني الفريد، في سهل نينوى، بعدما قام تنظيم داعش المتطرف بتفجير 39 قبة و مزاراً او “نيشاناً” في بلدتي بعشيقة وبحزاني ذات الاغلبية الايزيدية.
كان الجو ممطراً عندما وصلنا الى مزار (شيخ شمس) ببلدة بحزاني، التابعة لناحية بعشيقة (17 كلم شمال شرق الموصل) لكن هذا لم يمنع من تواجد العشرات من (الخلمت كارين) أي المتطوعين للقيام بواجبات التنظيف والادامة في المزارات الايزيدية، وجميعهم ملتزمون دينياً، بعضهم كانوا حفاة الاقدام، والبقية يرتدون جوارب مبللة بالمياه.
قال محيب خدر، احد الخلمت كارين لـ “الصباح الجديد” انه “لا يمكن للمطر ان يعوقنا عن اداء اعمالنا، لكنه قد يؤخرنا قليلا”.
واضاف “نحن هنا قرابة 40 متطوعاً نعمل منذ نحو 25 يوماً، نتوجه من المناطق التي نزحنا اليها الى موقع العمل يومياً، ونسعى لاعادة قبابنا التي فجرها الارهابيون الدواعش الى ما كانت عليه”.
ولفت خدر الى ان “المتطوعين ليسوا جميعهم من بلدتنا بحزاني، بل هنالك متطوعون ايزيديون للعمل معنا قدموا من قضائي سنجار (124 كلم غرب الموصل) و الشيخان (45 كلم شمالي الموصل)”.
وتابع “نعوّل على تبرعات وخيرات الاهالي فحسب لشراء المواد الاولية كالاسمنت والرمل و الرخام الابيض وبقية الاحتياجات، ونحن مصرون على اعادة قببنا الى ما كانت عليه قبل تفجيرها برغم كل الصعاب”.
وحول سبب قيامهم باعمالهم الشاقة وهم حفاة الاقدام، افاد خدر بالقول “احتراماً لقدسية المكان، نحن نعمل كحفاة داخل مساحة القبة، سواء كان الجو ممطراً او غير ذلك”.
ويشار الى ان “جميع” الايزيديين حين يزورون معبدهم الوحيد بالعراق والعالم، معبد لالش (50 كلم شمالي الموصل) في مناسباتهم الدينية، يتجولون في رحابه وهم حفاة الاقدام احتراماً لقدسية المكان على وفق رؤيتهم.
من جانبه، قال المهندس الايزيدي والمتطوع في اعمال اعادة بناء القبب والمزارات الايزيدية، خيري كدي، في حديثه لـ “الصباح الجديد” ان “تنظيم داعش الارهابي قام بتدمير 39 قبة و مزاراً ونيشاناً تابعاً للايزيديين ببلدتي بعشيقة وبحزاني، بضمنها 15 قبة و 12 نيشاناً في بحزاني، و 5 قبب و 5 نواشين ببعشيقة”.
واضاف “تم اعادة بناء 12 نيشاناً ببحزاني، والعمل جارٍ لاعادة اعمار القباب، وبعضها وصل الى مراحل جيدة، والبعض الآخر لم يتم البدء به بعد”.
واضاف “الاعتماد المطلق في اكمال اعمالنا يعتمد على التبرعات من الايزيديين، كما وردتنا مبالغ زهيدة نوعاً ما من ايزيديين عراقيين مغتربين في المانيا، لكنها ليست بمستوى ما نتامله”.
ولفت كدي الى ان “توفر الاموال سيسارع بانجاز الاعمال، الايدي العاملة تعمل مجاناً برغم انه شغل شاق ومتعب، لكن لابد من شراء المواد الاولية وتوفير الطعام واحتياجات أخرى ضرورية قد تكون ثانوية لكن من دونها العمل لن يسير الى الامام”.

كم هي كلفة إعادة بناء قبة ايزيدية واحدة؟
يقول المتطوع الايزيدي صباح خدر حسن، البالغ نحو 64 سنة، والذي يدير امور العشرات من المتطوعين العاملين باحد المزارات الواقع بين بلدتي بعشيقة وبحزاني المتجاورتين “اعادة بناء قبة ايزيدية بالاعتماد على تبراعات الخيرين مسألة صعبة الى حد ما، لكن برغم ذلك فانني واشقائي تكفلنا بسد أي عجز قد يحصل في اثناء بنائنا لهذا المزار”.
واضاف “الكلفة التقريبية لإعادة بناء قبة أيزيدية على وفق الطراز المعروف قد يتراوح بين 15 الى 20 مليون دينار عراقي، مع التذكير ان الايدي العاملة مجانية”.
.. يُتبع

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة