سلام مكي
اختتمت يوم السبت الماضي، فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب، لتنطلق فعاليات معرض أربيل للكتاب، بمشاركة عربية ومحلية واسعة. الحكم على معرض بغداد، يمكن النطق به، عقب انتهائه، لكن الحكم على معرض أربيل، لا يمكن خصوصا وانه لم تمض ايام على افتتاحه. لكن ثمة مؤشرات للحكم عليه ومقارنة المعرضين. معرض بغداد، مجرد عقده، امر مهم، وانجاز بحد ذاته، خصوصا وان السنين الماضية شهدت تجاهله من قبل الجهات المختصة. والثيمة الأبرز فيه، والتي ساهمت بشكل كبير في نجاحه هو الاقبال الجماهيري عليه، والذي اضطر معه القائمون الى تمديده يوما اضافيا. وهو أمر يحسب للثقافة والقارئ العراقي. في حين ثمة أمور تتعلق بالتنظيم ساهمت بالحد من نجاح المعرض، وادت الى التقليل من اهمية المعرض قياسا الى باقي المعارض العربية. مناسبة افتتاح معرض أربيل، تستدعي منا الكشف عن اهم الاختلافات، خصوصا تلك التي تتعلق بالمثقفين والكتاب العراقيين، فثمة كتاب وروائيون مغتربون، لم يحضروا معرض بغداد، رغم عرض العديد من مؤلفاتهم، لكنهم حضروا الى أربيل منذ اليوم الأول. دور نشر محلية حرمت من المشاركة في بغداد، نجدها اليوم تشارك وبقوة في معرض أربيل. دور نشر عربية مهمة، لم نجدها في معرض بغداد، حضرت الى أربيل، وبنفسها دون توكيل دار أخرى. مثقفون يقطعون مسافات طويلة بعد ان عجزوا عن الحصول على تذاكر للطيران، كي يشاركوا في فعاليات المعرض. اعلام واسع، وتغطية في كبريات الصحف والمؤسسات الإعلامية المحلية والعربية، للافتتاح. اسباب، ينبغي على القائمين على معرض بغداد، دراستها، والوقوف على أسباب تفوق معرض أربيل على معرض بغداد. ان ما يوفر النجاح للكاتب وادارة المعرض هو القارئ، وهو ما توفر في معرض بغداد، فلماذا، عزف مثقفون ودور نشر مهمة عن المشاركة فيه، بينما تهافتوا للمشاركة في معرض أربيل؟ المشكلة تكمن وبشكل أساس في الادارة والآلية المتبعة وأمور كثيرة، اشير اليها في مناسبات سابقة، ينبغي معالجتها مستقبلا، والتنازل عن الروتين والتعقيدات الادارية لصالح القارئ اولا والكتاب ثانيا، وقبلهما بغداد.