اكتشاف جمجمة تساعد في حل لغز إنسان نياندرتال

تطور الإنسان موضع اهتمام عالمي
واشنطن ـ وكالات:

قد يساعد اكتشاف جمجمة لأشباه البشر «هومينيدي» في البرتغال تعود لنحو 400 ألف سنة على توضيح كيفية تطور أسلاف البشر في أوروبا، لا سيما منهم إنسان نياندرتال الذي انقرض قبل نحو 30 ألف سنة.
وتعد أقدم جمجمة متحجرة لإنسان من نوع هومينيدي أو ما يعرف أيضا بالقردة العليا، يتم العثور عليها في شبه الجزيرة الإيبيرية، ما «يساعد كثيراً على فهم تطور الإنسان خلال العصر المعروف بالبليستوسين الأوسط في أوروبا عموماً وأصول إنسان نياندرتال خصوصا»، بحسب الفريق الدولي القيم على هذه الأبحاث التي نشرت في حوليات الأكاديمية الأميركية للعلوم (بناس).
وتاريخ تطور أسلاف الإنسان في هذه الحقبة في أوروبا غامض بسبب ندرة المتحجرات والتأريخ غير الأكيد لها الذي يراوح بين 200 و400 ألف، بحسب العلماء.
وتسنى تحديد عمر هذه الجمجمة بدقة أكبر بفضل تأريخ الرواسب والصواعد التي كانت عالقة في وسطها.
وقال رالف كوام الأستاذ المساعد في علم الأنتروبولوجيا في جامعة بينغامتون في نيويورك وأحد القيمين على هذا الاكتشاف إن «هذه الجمجمة المتحجرة الجديدة مثيرة للاهتمام إلى حد بعيد لأن هذه المنطقة في أوروبا أساسية لفهم أصول إنسان نياندرتال».
وأوضح أن «هذه الجمجمة التي عثر عليها سنة 2014 في موقع أرويرا تتمتع بمواصفات شكلية شبيهة بتلك الموجودة عند متحجرات أخرى تعود للحقبة عينها عثر عليها في شمال إسبانيا وجنوب فرنسا وإيطاليا».
واضاف «تزيد هذه الجمجمة التنوع الشكلي في مجموعة متحجرات الهومينيدي العائدة إلى تلك الحقبة في أوروبا، ما يدفع إلى الظن أن الجماعات كانت تتمتع بعدة تشكيلات من المواصفات الشكلية»، بحسب عالم الأنتروبولوجيا. وتظهر هذه الجمجمة مع سنين تالفين أن صاحبها كان بالغاً لكن تعذر تحديد نوعه أو جنسه.
وهي تعكس مواصفات شكلية لما يبدو سلف إنسان نياندرتال، أبرزها كثافة عظمية متزايدة عند مستوى الحاجبين، بحسب الباحثين.
وتعد هذه القطعة المتحجرة من أقدم المتحجرات في القارة الأوروبية التي هي على صلة مباشرة بأدوات تعود للحضارة الأشولية التي بدأت بالتوسع في أوروبا قبل 500 ألف سنة بعد بروزها في إفريقيا وتمددها في القارة الأوروبية مروراً بالشرق الأدنى.
وعثر على جمجمة أرويرا بالقرب من عدد كبير من الأدوات الحجرية تشمل فؤوسا صغيرة. كذلك وجد علماء الإحاثة في الموقع 209 متحجرات من بقايا الحيوانات، مثل الأيليات.
وكانت الجمجمة عالقة في كتلة صخرية وهي نقلت إلى مختبر مركز الأبحاث حول تطور البشر وأنماط سلوكهم في معهد علم الإحاثة في العاصمة الإسبانية لعملية استخراجها الدقيقة من الصخرة التي استغرقت سنتين. وقال عالم الآثار البرتغالي جوياو زيلاو «أعمل في هذا الموقع منذ أكثر من 30 عاما وقد جمعنا بيانات مهمة جدا لكن هذه الجمجمة العائدة لنوع بشري قديم إلى هذه الدرجة هي في غاية الأهمية».
وستكون هذه الجمجمة المتحجرة موضع معرض حول تطور الإنسان من المزمع إقامته في أكتوبر/تشرين الاول المقبل في المتحف الوطني لعلم الآثار في لشبونة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة