خلافات عميقة بين الإرهابيين العرب والأجانب
نينوى ـ خدر خلات:
يوماً بعد يوم آخر، تتكشف أسرار الدواعش ومعها اوضاع الاهالي المحاصرين بالجانب الايمن من مدينة الموصل، وذلك بفضل المدنيين الهاربين من المناطق التي ما زال التنظيم الارهابي يسيطر عليها.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في حديث الى “الصباح الجديد” ان “المدنيين الهاربين من عمق الاحياء الغربية بالساحل الايمن يكشفون لنا تباعاً بعض اسرار تنظيم داعش كما يكشفون الاوضاع الصعبة والمزرية التي تعانيها آلاف العائلات لحد الان”.
واضاف “احد المدنيين الهاربين تحدث لنا عن وجود خلافات عميقة جداً بين عناصر العدو من المحليين وبين الارهابيين العرب والاجانب، وان الاخيرين لا يثقون بالعناصر المحلية ولا يقبلون بوجود مقاتل محلي ضمن مفارزهم، حيث ان المحليين يقاتلون ضمن مفارزهم من دون الأجانب، و الأمر نفسه للإرهابيين الأجانب أيضاً”.
واشار المصدر الى ان “الارهابيين الاجانب يبدو انهم لا يعلمون جيداً ان الموصل محاصرة بالكامل، لانه على وفق روايات احد المدنيين فان مفرزة مكونة من نحو 10 ارهابيين اجانب طرقوا باب داره قبل بضعة ايام وسألوه عن طريق المقبرة (يؤدي الى مناطق غربي الموصل باتجاه بادوش ثم تلعفر، لكن بادوش محررة حاليا) فقال لهم المواطن ان الطريق الى المقبرة يمر من الطريق الفلاني لكن لا يمكنهم الوصول الى تلعفر اذا كانوا ينوون ذلك، فقال له احد الدواعش، سنصل الى تلعفر عبر طريق المقبرة عليك ان تدلنا عليه فقط”.
ومضى بالقول “احد المدنيين تحدث لنا عن مشكلة جديدة باتت عناصر داعش منها، حيث يقول ان الدواعش انسحبوا من منزلنا بحي التنك وابلغوني بضرورة ان اقوم بسد الفتحات التي سبق ان استحدثوها في غرف منزلي التي توصلهم الى جاري والى جيران آخرين، فسألتهم لكن اخشى ان يتم معاقبتنا ان فعلت ذلك، لكنهم قالوا ان الروافض باتوا يستعملون هذه الفتحات وقد قتلوا عدداً من مقاتلينا بحيي المطاحن واليرموك بعد ان عبروا اليهم من هذه الفتحات”.
ولفت المصدر الى ان “امرأة مسنة تحدثت لنا عن وجود 5 الى 10 عائلات بالمنزل الواحد في احد الاحياء الغربية التي كانت تقيم به، مبينة ان بعضهم لم يذق الطعام منذ 3 ايام، ويعتمدون على مياه الابار والامطار، وانهم يخشون هلاكهم جوعًا قبل ان يهلكوا بسبب الاشتباكات والمعارك الطاحنة”.
وتابع “كما ان بعض محال الاسواق التجارية باتت مكاناً مكتظاً بالاهالي برغم انها غير آمنة بسبب ان ابوابها من الجنكو، ويمكن للرصاص ان يخترقها بسهولة، لكن بسبب الزحام الهائل في المنازل اضطرت عشرات العائلات بالسكن فيها، مع سد ابوابها باكياس من التراب لتوفير شيء من الحماية لعائلاتهم واطفالهم”.
ونقل المصدر عن بعض الاهالي اشاداتهم بالقوات الامنية التي توفر وجبات طعام سريعة للذين ينجحون بالوصول اليهم، مع دعواتهم الى جميع القوات العراقية بتوفير المواد الغذائية ومياه الشرب فضلا عن ادوية الامراض المزمنة.
تحذير من عصابات السلب والنهب
يستغل بعض ضعاف النفوس، الاوضاع الامنية غير المستتبة ويسرقون ممتلكات خاصة وعامة ببعض المناطق المحررة بالجانب الايسر.
واصدرت مديرية توزيع كهرباء نينوى بياناً قالت فيه انه بعد اكمال تأهيل الشبكة الكهربائية في حي المثنى وحي الرفاق تم ابلاغنا من قبل المواطنين بان سيارة نوع كيا نفرات حمراء اللون تحمل لوح تسجيل اسود وتحديداً بالساعة الخامسة والنصف صباحًا قاموا ضعاف النفوس بسرقة اسلاك نحاس لمسافات متفرقة من مواقع متفرقة في حيي الرفاق والمثنى، وبدورنا قمنا بتبليغ الاهالي لعدم تكرار هذه الحالة وابلاغ الجهات اﻻمنية المختصة، ﻻن الشبكة الكهربائية وجدت لخدمتهم وتم ابلاغ الجوامع ايضاً ليكون لهم موقف من هذه الظاهرة المتفشية في الوقت الحاضر.