مدرسة طوال القامة حلم كرة السلة

وصلتني رسالة رقيقة تنص التالي: لاعب واعد عمره لا يتجاوز ٢١ عاما مواليد ١٩٩٦، طوله ١٩٦. واضح انه قرأ خاطرتي الاخيرة بشأن واقع كرة السلة محليا وشده طرحي لفكرة مدرسة طوال القامة. اسمه ابراهيم عبد رسول. مثل نادي الشطرة عام ٢٠١٣ بإشراف المدرب محمد فلاح. يطلب مني دعمه للانضمام لأحد الفرق السلوية حيث يمتلك الرغبة بتعلم مهارات كرة السلة.
سؤالي كم لاعب عملاق مثله يملك هذا الطموح؟ ثم لماذا يترك هذا العملاق دون تأهيل حتى عمر ٢١ عاما.؟ ولماذا لا يقوم اتحاد كرة السلة باحتضان مثل هذه المواهب.
وكرة السلة من دون وجود لاعبين عمالقة لن يكون لها شان. من يتذكر المرحوم العملاق كاظم حسين لم تكن لي معرفة به سابقا لكن سمعت عنه وتابعته مع منتخب العراق والرشيد والكرخ كان له شأن كبير لكن ايضا تم استقطابه في عمر متاخر وايضاً صدفة. علمت انه جاء ليشاهد مباراة بكرة السلة وتم ابلاغه للحضور والتدريب مع الفريق الاول!! وسمعت ايضا من رئيس اتحاد اللعبة في مقابلة تلفزيونية انه كان يفتش عن لاعبين عمالقة لضمهم للمنتخبات الوطنية. لماذا هذا العناء؟ اين البرامج والاستراتيجيات في تأهيل اللاعبين اصحاب الأطوال العالية.
اعتقد إننا نمتلك عمالقة من الممكن تأهيلهم ليكونوا نجوما في كرة السلة. هذا الامر لم يحصل لانه فشلنا في اربعة عقود من الاهتمام بطوال القامة. الحل الوحيد اننا نحتاج الى تأسيس مدرسة طوال القامة. مدرسة متخصصة لاستقطاب العمالقة وهم بإعمار صغيرة ١٣-١٥ سنة مثلا وصنعهم كنجوم كبار. هذا ليس مستحيل واعتقد انه اولوية قصوى.
قد اسال، كيف نحول هؤلاء العملاقة لنجوم في كرة السلة ونحن لا نمتلك خبرات تدريبية نجحت في هذا المجال لأننا لا نمتلكها. اعتقد من اجل ضمان نجاح عال نحتاج في المرحلة الأولية الى مدربين متخصصين من صربيا او روسيا لهم خبرة واضحة في تطوير لاعبي كرة السلة الصغار اصحاب الأطوال العالية للاشراف على هذه المدرسة في الجوانب التدريبية حتى يتقن المدرب المحلي فن تطوير اصحاب الأطوال العالية. علينا ان نبدأ وبعد عشر سنوات سنمتلك منتخب عملاق مختلف جدا على ما تعودنا عليه.
المدرسة المقترحة ستشجع الآباء لدفع ابناءهم واللاعبين الصغار للانضمام اليها بدل التفتيش عنهم وفي إعمار صغيرة بدلا من ان يأتوك في عمر من الصعب تطويره بدرجات عالية. هذه المدرسة ستكون بوابة لاستقطاب النجوم اليها من دون تعب من جميع ارجاء العراق. قد تكون البداية في بغداد لتتوسع بعدها ليكون لها مراكز في البصرة والموصل وغيرها.

* لاعبة دولية سابقة
فداء اسماعيل

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة