(حرف من ماء)..
بغداد ـ الصباح الجديد:
صدرت للشاعر أديب كمال الدين مجموعة شعرية جديدة بعنوان (حرف من ماء) عن منشورات ضفاف في بيروت. (حرف من ماء) قصيدة حب طويلة تعتمد الحرف ملاذا روحيا وفنيا وفلسفيا كسائر مجاميع الشاعر، وتتأمل في موضوعة الحب الكبرى كخلاص وحيد للإنسان في زمن الصراعات والحروب والعولمة. وتتألف من أربعين مقطعا، منها: (ذات اليمين وذات الشمال)، (حرف بأربعة أجنحة)، (ماركيز يضحك)، (أُغْرِقُ ذاكرتي في الماء)، (دائماً أسألُ أصابعَ يدي)، (المطر يُغرقُ سريري الموحش).
أصدر أديب كمال الدين – منذ أن بدأ رحلته مع الشعر منذ السبعينيات- 19 مجموعة شعرية بالعربية والإنكليزية اعتمدت الحرفَ وتماهت معه. من أهمها: نون، النقطة، شجرة الحروف، أقول الحرف وأعني أصابعي، أربعون قصيدة عن الحرف، مواقف الألف، إشارات الألف، الحرف والغراب، ثمّة خطأ. في مرآة الحرف. كما أصدر، كذلك، المجلّدين الأول والثاني من أعماله الشعرية الكاملة.
من أجواء المجموعة نقرأ:
لأنّي لا أجيدُ شيئاً سوى الإقامة في الخيال،
لذا يُخيّلُ لي أنّي أحببتُكِ،
أحببتُكِ حدّ الجنون.
وقبلَ هذا وبعده،
يُخيّلُ لي أنّي قد رميتُ قصّةَ حُبّنا
من نافذةِ القصيدة،
أعني من نافذةِ الجنون.
* **
حُبّنا أغنيةٌ هائلة
ماتَ شاعرُها المسكين
قبلَ أنْ يستمعَ إلى لحنِها المُذهل
وهو ينتقلُ من غيمةٍ إلى غيمة
ومن نهرٍ إلى نهر
ومن شَفةٍ إلى شَفة.
* **
حُبّنا أغنيةٌ لا معنى لها
لأنّها وُلِدَتْ في زمنِ الشظايا
فتحدّثتْ كثيراً عن العواصفِ والزلازلِ والدخان
ونسيتْ أنْ تتحدّث عن القُبْلَة،
أعني القُبْلَة تحتَ المطر
حيث تكونُ شفتاكِ العالم
مِن أقصاه إلى أقصاه.
* * *
حُبّنا خرافة اخترعتُها
حتّى لا تنتحر حروفي
ولا تلقي نقاطي نَفْسها
من جبلِ المجهول.
* **
سأتذكّركِ كأيّ مجنونٍ
نسي اسمَه وعنوانَ بيته
لكنّه لم ينسَ طفولتَه التي غرقتْ أمامه
في الفراتِ الغريب
ولا شبابَه الذي ذُرَّ رمادُه سرّاً
في دجلة الأعاجيب.
* * *
حُبّنا طائرٌ بأربعةِ أجنحة:
جناحٌ أحمر للرغبة
وجناحٌ أصفر للشوق
وجناحٌ أسْوَد للموت.
وهناكَ جناحٌ رابع
لا أتذكّرُ لونَه أو معناه.
ربّما هو أزرق
وربّما هو للنسيان.
جديد الشاعر أديب كمال الدين
التعليقات مغلقة