أهالي الموصل يطلقون حملات توعوية تدعو للإسراع بنجدة النازحين
نينوى ـ خدر خلات:
في الوقت الذي تستعر فيه المعارك في قلب مدينة الموصل بالجانب الايمن حيث المناطق الشهيرة، باب الطيب والدواسة والمجمع الحكومي فيها وصولا لمناطق السرجخانة وباب جديد، تتدفق مئات العائلات الهاربة من الاحياء الساخنة او البعيدة نسبياً عن مناطق الاشتباك باتجاه القوات الأمنية من خلال الممرات الأمنية التي أمنتها القوات المشتركة.
وبسبب تدمير الجسور الخمسة من قبل عناصر داعش الارهابيين، فان جميع النازحين يتجهون الى مناطق جنوبي الموصل باتجاه ناحيتي حمام العليل والقيارة، بعد مسيرة متعبة محفوفة بالمخاطر وسط معاناة صعبة بسبب قلة حجم الجهود الاغاثية الحكومية و تلك التي تقوم بها منظمات انسانية وخيرية والتي لا تتناسب وحجم اعداد النازحين الذي يشهد “زيادة انفجارية” على وفق تعبير احد الصحفيين الموصليين لمراسل “الصباح الجديد”.
الناشطون الموصليون لم يقفوا مكتوفي الايدي وهم يرون اهاليهم يمرون بمحنة مريرة، عنوانها الجوع والحاجة لأي دعم، فاطلقوا عدة حملات توعوية تدعو للاسراع بنجدة النازحين الذين فرّوا من مجاعة حقيقية بسبب سيطرة داعش على مدينتهم التي باتت شبه منكوبة.
يقول احد الناشطين الموصليين “في حين كانت المائدة الموصلية الأنيقة توضع في كل منزل ليلتف حولها الأحباب وتقدم لكل ضيف أصبحت العائلة الموصلية “نازحة” تحت المطر تفترش الطين وتلتحف الغمام ولا يدخل جوفها غير كسرة خبز مبللة إن جاد بها الخيرون”.. ضمن حملة #الموصل_مدينة_منكوبة.
ووجه الناشطون الموصليون نداءً لكل العراقيين يقولون فيه نداء الى العراقيين.. الى اخوتنا العراقيين من شمالي العراق حتى جنوبه، من زاخو الى الفاو، الى العراقيين في دهوك، اربيل، السليمانية، زاخو، كركوك، ديالى، صلاح الدين، بغداد، الانبار، واسط، بابل، كربلاء، القادسية، ميسان، ذي قار، النجف، المثنى، البصرة.
اخوتكم في الموصل يمرّون في اشد محنة عرفتها البشرية، ذل الشيوخ ومشت النساء حافيات، ودموع الاطفال غذاؤهم في الصباح، والحكومة العراقية وحكومة نينوى المحلية تخلت عنّا وتركونا لشرّ داعش وحدنا نحن وابطال القوات العراقية المسلحة نصارع هذا الشرّ المطلق.
هل ترضون ان نجوع ونتشرد وانتم في العراق اخوتنا؟ هل ترضون هذا لاهلكم؟
نناشدكم بكل روابط بيننا وبكل ما فيكم من رحمة وانسانية ان تنقذوا اخوتكم في الموصل، ان النازحين يعيشون حالة لا تقدر اللغة على تفسيرها، انطلقوا اليهم وساعدوهم.
نساء يبتن في العراء، وشيوخ هدّهم التعب والقهر، وانتم تعرفون ما هو قهر الرجال.
ان #الموصل_مدينة_منكوبة نناشدكم لما فيكم من ضمير فاغيثونا فقد تركونا وحدنا نحن والشرّ المطلق نصارع الموت، فلا نحن نموت فننجو ولا الحرب تنتهي فنسكن.
نشكو اليكم ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، وانتم اخوتنا وأهلنا، الى من تتركونا؟ الى عدو يتهجمنا؟ يا اخوتنا اننا مغلوبون فانتصروا لنا.
من جانبه قال الناشط الحقوقي والمدني لقمان عمر الطائي لـ “الصباح الجديد” ان “معاناة النازحين في الجانب الغربي تتفاقم يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة، حيث اعدادهم تزداد وجهود الاغاثة لا تتناسب واعدادهم المتزايدة”.
واضاف “ينبغي على القوات الامنية العراقية الاسراع بنصب جسر عائم يربط جانبي المدينة، ويمكن نصب الجسر في المناطق المحررة من جانبي المدينة لتأمين سلامة الأهالي بعيداً عن مرمى نيران داعش الاجرامي”.
واشار الطائي الى انه “ينبغي ان يكون هنالك تدقيق أمني لمن يعبر من الجانب الغربي للجانب الشرقي، فضلا عن ان سكان الأخير سيساعدون بإغاثة المقبلين من الجانب الغربي وكل حسب امكاناته”.
عادًا ان “نصب الجسر العائم سيخفف من معاناة النازحين كما سيسهم في تخفيف العبء على الحكومتين المحلية والاتحادية في جهودهما الاغاثية”.
هذا وقد اقدمت عشائر جنوبي الموصل على ارسال مواكب تحمل اغذية ومواد اغاثية للنازحين المقبلين من ايمن الموصل بأطراف مدينة حمام العليل.