سها الشيخلي
حضرت قبل ايام احتفالية اقامتها وزارة النفط من اجل الاسهام في فعاليات الحشد لمواجهة الارهاب وقد نجحت تلك الاحتفالية ليس في الحشد بل اشعرتنا ايضا كم نعاني من الحزن والالم لضياع مدينة هي رئة العراق التي نتنفس منها معاني الحب والسلام والرقي والحضارة ، نينوى العزيزة ماذا وكيف نقيم العراق وقد انتزعت منه انتزاعاً ، واعود الى تلك الاحتفالية والتي اختتمت باغنية موصلية طالما اطربتنا سابقا ولكني عندما سمعتها في تلك الاحتفالية تفجرت في قلبي كل معاني الالم والحسرة على ضياع الموصل العزيزة ، شعرت بالحرج وانا اكاد اجهش بالبكاء مع ان الجميع قد اطربتهم تلك الاغنية ذات الايقاع السريع و الخفيف المنساب برقة مثلما ينساب نهر الزاب الحبيب ، ومع كل ذلك التصفيق الذي اشعل قاعة الاحتفال الا انني كنت ارى الالم والحزن وقد كسا كل تلك الوجوه ، وتكاد تكون اغنية يردلي هوية الموصل الفنية مع العلم انني لا اعرف بالتحديد ماذا تعني ( يردلي ) كلماتها تقول انها امرأة سمراء، ومن خلال ايقاع تلك الاغنية الجميلة تذكرت صديقتي في الجامعة عامرة وكيف كانت تطرب لهذه الاغنية كلما شاركنا في سفرة طلابية ، كما تذكرت وجوهاً موصلية حبيبة كان لها شأن في عالم الشعر والادب والطب والسياسة وكانت تربطني معهم صداقة عميقة منهم المرحوم الشاعر يوسف الصائغ زميلي في مجلة الف باء والطبيب الجراح البارع سرمد خونده الذي شغل منصب عميد كلية الطب في جامعة بغداد وقد التقيته قبل سنوات قليلة ، كما اذكر وزير الثقافة المرحوم دريد الدملوجي وغيرهم من الاعلام الذين انجبتهم الموصل الباسلة .واعود الى التراث الموصلي من خلال اغنية يردلي فاقول ان للفن قوة ربما اكبر من قوة السلاح الا انه يختلف عنه بطول المدة فالبندقية تصيب بسرعة ولكن الاغنية او اللحن يستغرق زمناً بعيداً لكي يحقق اهدافه ، تقول كلمات الاغنية الرومانسية ان رجلا يتوسل تلك السمراء التي احبها في البقاء معه ربما لانه كان يخشى الوحدة ، ولا ادري لماذا تصورت ان يردلي هي الموصل التي فرطنا في الحفاظ عليها والتي ضيعناها بخلافاتنا وطيشنا السياسي ، ايتها الجميلة سوف لن يطول الزمن لتعودي الى حضن الوطن بهمة رجال العراق المخلصين لك وليس الذين باعوك بثمن بخس …
ايتها العزيزة الموصل الحدباء لقد اسهمنا جميعنا في ضياعك شيعة وسنة اكراداً وعربا عندما تخلينا عن نجدتك فهل تغفرين لنا تقاعسنا ؟