استعمال تكنولوجيا متقدمة وصديقة للبيئة
بغداد ـ هدى فرحان:
تعد شركة الفرات العامة للصناعات الكيمياوية من شركات وزارة الصناعة والمعادن المعروفة بعراقتها وتخصصها في انتاج شتى المواد الكيمياوية من الكلور السائل والصودا الكاوية ومحلول هايبوكلورات الصوديوم وحامض الهيدروكلوريك ومحلول كلوريد الحديديك وحامض الكبريتيك المركز وحامض الكبريتيك المخفف والاكياس البلاستيكية المنسوجة والاكياس البلاستيكية المنسوجة ذات الطلاء الحراري ومادة النشا والدكسترين.
واستطاعت الشركة بجهود ادارتها والعاملين فيها وبدعم من وزارة الصناعة بتحديث وتطوير مصانعها بتكنولوجيا حديثة وصديقة للبيئة ضمن تخصيصات الخطة الاستثمارية لمواكبة التطور الحاصل في الصناعات الكيمياوية ولضمان ديمومة عملها وانتاجها والاسهام في تغطية جزء من حاجة القطاعين العام والخاص لشتى منتجاتها الكيمياوية وتعزيز مواردها المالية بما يمكنها من تحمل نفقاتها والارتقاء بواقعها وادائها الانتاجي والمالي .
وقال المدير العام للشركة المهندس جبار مظلوم لول أن الوضع الحالي للشركة في تطور بعد اكمال المرحلة الاولى من مشروع انتاج الاكياس البلاستيكية المنسوجة بطاقة (30) مليون كيس/سنويا ومواصلة العمل لانجاز المرحلة الثانية من المشروع بطاقة (20) مليون كيس/سنويا والتي من المتوقع الانتهاء منها خلال الستة اشهر المقبلة لرفع الطاقة الانتاجية الى (50) مليون كيس/سنويا ، لافتا الى ان الشركة تعاني حاليا من مشكلة ضعف تسويق منتجها الوطني من الاكياس البلاستيكية المنسوجة بسبب عدم حماية المنتج الوطني وعزوف وزارة التجارة عن التعاقد والشراء على الرغم من ان وحسب المعلومات المتوفرة لدينا احتياج الشركة العامة لتصنيع الحبوب التابعة لوزارة التجارة اكثر من (60) مليون كيس/سنويا اضافة الى شركة تجارة الحبوب وشركات صناعة الاسمدة والفوسفات ، مشيرا الى ان الشركة نفذت فقط ومنذ مباشرتها بالانتاج في ايار من العام الماضي عقدين احدهما لتجهيز الشركة العامة لتجارة الحبوب التابعة لوزارة التجارة بكمية مليوني كيس وعقد آخر مع الشركة العامة لصناعة الاسمدة الجنوبية لتجهيزها بكمية مليوني كيس ، موضحا بأن المعمل يعمل حاليا بـ 20% من طاقته التصميمية لتكدس الانتاج في المخازن وعدم تسويقه الى الشركات التي تحتاجه .
وتابع بالقول ان العمل جار لتنفيذ المصنع الجديد لانتاج الصودا والكلور والذي من المتوقع انجازه وافتتاحه في منتصف تشرين الاول من العام الحالي لتغطية نحو 30 % الى 40% من احتياجات البلد من مادة الكلور وحامض الهيدروكلوريك والصودا الكاوية ومحلول الهايبو او القاصر ، مضيفا بأن للشركة مصنع متقادم وملوث للبيئة لانتاج حامض الكبريتيك بطاقة 30 طن/يوم تعتزم تحديثه بتكنولوجيا متقدمة وصديقة للبيئة خلال المرحلة المقبلة من تخصيصات الخطة الاستثمارية للعام الحالي ، مفصحا عن نشاط الشركة في تأهيل وشراء معدات حديثة قيد النصب لمعالجة التلوث والحفاظ على البيئة في مصنع النشا والدكسترين بالتعاقد مع شركات تركية ويابانية لتحويل الفضلات الى علف حيواني بأسعار مغرية .
في ختام حديثه اكد لول ان مستقبل شركته مشرق بعد اكتمال وانجاز هذه المشاريع ، داعيا الى تدخل الحكومة والجهات المعنية لتفعيل قانون حماية المنتج والزام شركات القطاع العام بتلبية احتياجاتها والشراء من شركات وزارة الصناعة المنتجة ، مؤكدا ضرورة سد احتياج البلد من الشركات الوطنية المنتجة والبقية من الحاجة يتم استيراده من الخارج .
من جانبه اوضح المهندس اسماعيل شافي ابراهيم معاون مدير عام الشركة بأن للشركة 4 معامل انتاجية قائمة تتضمن معمل الصودا الكاوية وهو اكبر المعامل لانتاج منتجات مهمة لمحطات الطاقة الكهربائية وشركات وزارة النفط ووزارة الصناعة والمعادن والقطاع الخاص كمادة الصودا الكاوية السائلة بتركيز اكثر من 30% وبصدد رفع تركيزها كما تتوجه الشركة نحو انتاج صودا كاوية صلبة بتركيز 100% على شكل صودا قشرية لكون ان مادة الصودا الكاوية الصلبة تكون اما على شكل كتل كبيرة صلبة او على شكل قشرية اوماتسمى (فلكس) ، مبينا بأن انتاج المعمل سيكون على شكل صودا قشرية (فلكس) كونها مرغوبة اكثر وسهلة الاذابة عند الاستعمال اضافة الى حامض الهيدروكلوريك ومادة هايبوكلورات الصوديوم التي تستعمل في محطات الاسالة لتعقيم المياه وكذلك مادة الكلور السائل والتي تستعمل بصورة واسعة من قبل امانة بغداد ومحطات الاسالة ، مفصحا عن انشاء مصنع جديد لزيادة الطاقات وتحسين نوعية المنتجات الى جانب الحفاظ على البيئة لموقع الشركة قرب مناطق آهلة بالسكان ، مشيرا الى انجاز 90% من المشروع ومن المؤمل انجازه خلال الاشهر المقبلة والمباشرة بالانتاج بطاقات انتاجية كافية لسد حاجة البلد مع امكانية التصدير ، معلنا عن تنفيذ المشروع الاول لنصب محطة كهربائية بطاقة (7) ميكاواطات بالتعاقد مع الشركة العامة للمنظومات والتي من المؤمل تشغيلها خلال الاشهر المقبلة والاستفادة منها في حالات الضرورة عند انخفاض او نقص الطاقة الكهربائية المطلوبة للتشغيل وذلك لارتفاع اسعار الوقود وقلة الكميات المجهزة منه اضافة الى احالة تنفيذ مشروع آخر لنصب محطة كهربائية بطاقة (12) ميكاواطا الى الشركة العامة للمنظومات بمدة انجاز امدها عامين لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية لاسيما وان حاجة الشركة تقدر بنحو(15) ميكاواطا عند تشغيل المصنع الجديد لانتاج الصودا والكلور بكامل طاقته لحاجته الى (10) ميكاواطات و(5) ميكاواطات لبقية المعامل الاخرى ، مضيفا بأن للشركة معملا لانتاج حامض الكبريتيك المركز والمخفف بطاقة (40) طنا / يوم ويغطي جزءا من الاحتياج المحلي وبنوعية افضل من انتاج معامل اخرى فضلا عن سهولة نقله لموقع الشركة الاستراتيجي ، كاشفا عن انشاء مشروع جديد لانتاج الاكياس البلاستيكية المستعملة لتعبئة الطحين والحبوب والاسمدة الكيمياوية لرفد وزارة التجارة المسوق الرئيس وشركات صناعة الاسمدة والفوسفات .
واضاف بأنه وحسب دراسة الجدوى فأن احتياج البلد يقدر بنحو (120) مليون كيس/ سنويا في حين ان المعمل الجديد بطاقة (50) مليون كيس / سنويا الى جانب معامل اخرى كمعمل نسيج الحلة بطاقة (25) الفا قابلة للزيادة وبالامكان تلبية الحاجة على وفق احدث التقنيات وبالمواصفات العالمية ، لافتا الى مشكلة ضعف التسويق بسبب توقف الشركة عن الانتاج طيلة مدة التحديث والتطوير واغراق السوق بمنتجات مستوردة مماثلة رديئة وعزوف وزارة التجارة عن التعاقد والشراء على الرغم من ان انتاج الشركة ينافس بقوة ما موجود في السوق بجودته ونوعيته ومواصفاته العالية كونه ينتج على وفق احدث التكنولوجيا وخاضع للفحوصات القياسية واستعمال مواد اولية من مناشئ رصينة بعكس المستورد ردئ النوعية رخيص السعر غير خاضع للرقابة والذي يكون مدعوما لتسويقه ولتخريب اقتصاد البلد ، مطالبا بضرورة الاسراع بتفعيل التشريعات لحماية ودعم المنتج المحلي كما معمول به في دول العالم .
وكشف ابراهيم عن سعي الشركة لتنفيذ خططها ومشاريعها الطموحة لتوسيع نشاطها وتعزيز طاقاتها الانتاجية وعوائدها المالية عن طريق الاستثمار او بالاستفادة من تخصيصات مجلس المحافظة في بابل لانتاج اكياس الاسمنت واكياس البولي اثيلين واكياس النفايات ومشروع لتعبئة المياه بعبوات صغيرة وكبيرة اضافة الى مشروع لانتاج النشأ الجيلاتيني المستعمل في عمليات حفر الابار لصالح وزارة النفط والذي اصبح غير ذي جدوى اقتصادية لقلة الكميات المطلوبة من قبل وزارة النفط فضلا عن مشروع لانتاج الكبسول الصيدلاني لصالح معامل صناعة وانتاج الادوية .
من جهته بين المهندس باسل علي كاظم مدير مشروع تحديث الصودا والكلور بأن المشروع تم اقراره ضمن الخطة الاستثمارية لوزارة الصناعة لصالح شركة الفرات لانتاج 5 مواد كيمياوية متنوعة تحتاجها الصناعات الكيمياوية في كل مجالات عملها اضافة الى قطاعات النفط والكهرباء وفي تنقية مياه الشرب وان الشركة عريقة بهذه المنتجات منذ عام 1968 ، موضحا بأن المعمل القديم ينتج بطاقات متدنية لتقادم مكائنه والتكنولوجيا المستعملة فيه والمسماة بالتكنولوجيا الزئبقية الملوثة للبيئة خصوصا بعد حظر استعمال الزئبق عالميا في حين ان المصنع الجديد صديق للبيئة لاستعماله احدث التكنولوجيا المسماة التكنولوجيا الغشائية او الاغشية الانتقائية وبكلفة (43) مليارا و(500) مليون دينار بطاقة (45) طنا/يوم صودا وحامض الهيدروكلوريك بطاقة (45) طنا / يوم وهايبوكلورات الصوديوم بطاقة (60) طنا /يوم ومادة الكلور بطاقة (40) طنا / يوم اضافة الى انشاء وحدة توسعية لانتاج كلوريد الحديديك سيتم تنفيذها مستقبلا بعد انجاز المشروع ، مشيرا الى ان المشروع يتم تنفيذه من قبل شركة (S.V.ERECTOR) الهندية بمعدات ذات مناشئ اوروبية ويابانية واميركية حسب ما تم الاتفاق عليه ضمن بنود العقد وقد تمت المباشرة بتنفيذ المشروع منذ عام 2011 وانجاز مانسبته 90% من مراحل العمل ، لافتا الى انه كان من المقرر انجاز المشروع مطلع العام الحالي الا ان حدوث بعض المشكلات وتأخر وصول بعض المعدات حال دون ذلك ومن المؤمل الانتهاء من تنفيذه واكماله خلال الستة اشهر المقبلة واجراء عمليات الفحص والتشغيل .
واكد كاظم بأن انتاج المصنع سيغطي بحدود 30% من حاجة البلد من مادة الكلور وكامل احتياجه من مادة الهايبو و30% من مادة حامض الهيدروكلوريك وهذه المواد الكيمياوية اساسية ومن الضروري توفرها كونها مواد استيرادية ، مشددا على ان المصنع الجديد يعمل على وفق احدث التقنيات العالمية وبسيطرة الكترونية ودقة عالية فضلا عن تدريب الملاكات العاملة وتأهيلها للعمل ، لافتا الى هذا المشروع سيكون ذا مردود اقتصادي كبير للشركة للنهوض بواقعها المالي وجعلها قادرة على تغطية نفقاتها الى جانب توفير المواد الكيمياوية محليا وتقليل الحاجة الى الاستيراد .
الى ذلك قال المهندس محمد عبد الوهاب حاتم مدير مصنع الاكياس البلاستيكية بأن الشركة تمكنت وبدعم من وزارات التخطيط والمالية والصناعة من تخصيص مبالغ على الخطة الاستثمارية بقيمة (11) مليارا و(700) مليون دينار وعلى مرحلتين لتأهيل وتطوير مكائن مصنع الاكياس بتكنولوجيا حديثة وعلى وفق آخر ما وصلت اليه المكننة العالمية في تصنيع اكياس بلاستيكية منسوجة بالتعاقد مع شركة (B.S.W) النمساوية واضافة مواصفات مستحدثة حسب طلبات الزبائن من شركات الاسمدة ومعامل السكر بتنفيذ الطلاء الحراري للكيس البلاستيكي المنسوج بمادة البولي اثيلين ، مشيرا الى انجاز المرحلة الاولى بطاقة (30) مليون كيس/سنويا والتي تتكون من خط التحضيرات لانتاج الاشرطة البلاستيكية على شكل بوبين من حبيبات البولي بروبلين المادة الاولية التي يتم استيرادها من مناشئها العالمية ليتم تحويلها الى مكائن النسيج بطريقة التسدية واللحمة لنسج الكيس البلاستيكي ولفه على شكل رولات بحدود (1000) الى (2000) متر لكل رولة وينقل الى المرحلة اللاحقة وهي مكائن التقطيع والخياطة لتقطيع الكيس على وفق متطلبات الزبائن من حيث الطول والعرض والكثافة والوزن والتي يتم تحديدها في قسم النسيج واخيرا يتم رزم الاكياس وكبسها على شكل بالات ونقلها الى المخازن ، لافتا الى اضافة مكائن حديثة للطباعة من الشركة النمساوية ذاتها للطبع بأربع الوان بطاقة (9000) متر/ساعة وطلائها حراريا حسب طلبات الزبائن ، مضيفا بان المرحلة الثانية من المشروع لانتاج (20) مليون كيس /سنويا وزيادة الطاقة الانتاجية للمعمل الى (50) مليون كيس/سنويا من المقرر انجازها نهاية العام الحالي .
وتابع بالقول ان المعمل يواجه في الوقت الحالي مشكلة صعوبة تسويق انتاجه لاغراق السوق المحلية بالمنتج المستورد وعدم تفعيل التشريعات والقوانين الداعمة للمنتج الوطني على الرغم من نوعيته العالية التي تضاهي بل وتتفوق على المستورد وزيادة سعره بفارق بسيط لارتفاع كلف الانتاج بسبب التعليمات والضوابط الحكومية في تنفيذ العقود والتي توجب اعلان المناقصات لاستيراد المادة الاولية ودخول الوسطاء ، مشيرا الى مساعي وجهود ادارة الشركة والوزارة بشأن استحصال الموافقات المطلوبة لشراء المادة الاولية بشكل مباشر من الشركات المصنعة على وفق اسعار البورصة العالمية لمنافسة المنتج المستورد بالنوعية والسعر الا ان هذه المساعي لم تتكلل بالنجاح ، داعيا الى اهمية اقرار التشريعات لدعم انتاج المعمل الوطني ذي النوعية الافضل والمطابق للمواصفات العالمية والخاضع لفحوصات اجهزة السيطرة النوعية الحديثة في كل مراحل العمل والانتاج والفحوصات الدورية للجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية ومركز ابن البيطار ومنحه شهادات التقييم ، مؤكدا استعداد المعمل لتلبية كامل الحاجة لوزارة التجارة فيما لو اتجهت نحو شراء المنتج الوطني بدلا من الاستيراد وهدر العملة الصعبة.