ظروف الحياة القاهرة والضغوطات المعيشية التي يتعرض لها الفرد من انعدام الامن والاستقرار وحرمان المواطن من الطمأنينه وسط بلده ،يشعره بالرغبه بالابتعاد عن الأجواء المضطربة والبحث عن اماكن تمنحه الهدوء والراحة النفسية ،تخفف عنه الاعباء وتحميه من الارتباك و الاحباط ،فلا يجد أمامه متنفسا إلا فرصة السفر ،يبتعد من خلالها عن واقعه المرير ويجد وقتا للتخفيف عن الذات وكسر الرتابة وشحن الطاقه بالإيجابية. التي تساعده على تحمل أعباء الحياة من جديد.
تجربة السفر نجدها ممزوجة برموز الحياة ,تمنحنا الوعي والمعرفة من خلال استكشاف العالم ورحلتنا تكون ممتعة مليئة بالطاقة للتعرف على اماكن جديدة متنوعة منها اثرية وحضارية ، ومنها زيارة للاماكن الدينية ، وبعضها ترفيهية تساعدنا على الخوض بجمال الطبيعة الخلابة ، ,عداك عن الاختلاط مع شعوب مختلفه ثقافيا وفكريا ولغويا مما يزيد من معارفنا ويعزز شخصيتنا ,ويساعدنا على تطوير الذات.
«سافروا تصحوا وتغنموا» ،السفر يمنحنا فرصة للتملص من اعباء الحياة ، يعطينا حرية ذاتية تضفي لانفسنا السكينة والتفاؤل ،مما يحعلنا نتصالح مع النفس ،ونغير نظرتنا للواقع ويشحننا بالطاقة الايجابية، ونجد بأن هناك ثقافات مختلفة نضيفها الى ثقافتنا ،نكتسب من خلالها الافكار المتحررة يجعلنا نحلم بالتغيير والتجديد لأجل حياة فضلى ،ويفتح لنا نوافذ الطموح ،النجاح ،الثقة ،والادراك لنجد أنفسنا امام مدرسة جديدة في الحياة .
أهمية السفر بوجود اصدقاء محببين برفقتنا ،وبناء علاقات جديدة تساعدنا على التعرف على ثقافات الغير،عاداتهم وتقاليدهم وتذوّق اطعمتهم المختلفة التي تنم عن تراث بلدانهم، والتحرك بحرية بعيدا» عن القيود والعقد والروتين اليومي ،مما يجدد نشاطنا ويغذي فضولنا لمعرفةالآخر عن كثب.
يعّد السفر من الأمور المرهقة وبرغم ذلك له فوائد ومنافع ،هناك من يسافر لطلب الهدوء والاسترخاء وتمضية الوقت بعيدا عن الروتين، وآخر للمغامرة والاكتشاف وتطوير الذات ،وألبعض يذهب للتحصيل العلمي مما يعود بالفائدة على البلاد او البحث عن فرص عمل تحسن من اوضاعه المعيشية، فلولا التغرب «ما ارتقى البحور الى النحور» .
*كاتبة لبنانية
ايمان عبد الملك