الرسم لمساعدة الأطفال على الشفاء من آثار الحرب
البصرة ـ وكالات :
الصراع والعنف وحالة الهيجان تمثل جزءاً من الحياة اليومية لكثير من الأطفال في العراق.
نُظم في الآونة الأخيرة مهرجان للرسم أو دورة فنية للأطفال على أمل مساعدتهم في التعامل بنحو أفضل مع آثار الصراع.
الدورة نظمتها كلية الفنون الجميلة في البصرة ومؤسسة الغدير للفنون على مدى ثلاثة أيام وذلك لتطوير مهارات الأطفال الفنية وتوفير متنفس لهم للتعبير عن مشاعرهم من خلاله.
فقد اجتاح تنظيم داعش الإرهابي البلاد في 2014, فارضاً نظام حكم أجرامي على الملايين، لكن بعد نحو عامين استعادت القوات العراقية البطلة معظم الأراضي التي كانت تخضع لسيطرة الارهابين .
وقالت حنان عبدالجبار الزبيدي أُستاذة في كلية الفنون الجميلة بالبصرة : إن الدورة التعليمية أو الورشة الفنية حيوية للمساعدة في معالجة أمور يواجهها أطفال عراقيون ,إضافة إلى تعزيز آمالهم وطموحاتهم.
وأضافت : الطفل هو أحد الشرائح المهمة بالمجتمع التي تحتاج العناية والاهتمام من قبل المنظمات الاجتماعية والدولية والمؤسسات الحكومية ومن ضمنها ما قامت به مؤسسة الغدير باحتضان الطفولة في الدورة الثالثة لمرسم الغدير الذي تقوم فيه باحتضان الأطفال ومعرفة تطلعاتهم إلى المستقبل ,احتياجاتهم والمشكلات التي يعانوا منها وكيفية معالجتها.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): إن عدد الأطفال العراقيين الذين يعملون ولا يذهبون للمدارس يُقدر بأكثر من نصف مليون طفل مع تضاؤل دخل ملايين الأُسر بسبب العنف والنزوح.
وأضافت يونيسيف في تقرير 2016 , أن مدرسة واحدة تقريباً من كل خمس مدارس في العراق أغلقت أبوابها بسبب الصراع وأن نحو 3.5 مليون طفل في سن الدراسة تسربوا من التعليم.
وأردفت حنان الزبيدي أن رسومات الأطفال تركز على مشاهد الحياة اليومية ,إضافة للحرب والمعارك.
وقالت ان : «المهرجان أو المعرض يشمل لوحات متنوعة تعبر عن تطلعات الأطفال، أولًا والرغبة في حياة حرة كريمة من خلال رسومات الأمن والاستقرار، والحياة العادية للإنسان، وللبيت والأسرة والمنابر الجميلة».
وقال حسين نزار مدير مرسم الغدير :إن الهدف الرئيسي من هذه الدورة هو مساعدة الأطفال على التعامل مع المشاعر السلبية والأحاسيس المرتبطة بالصراع العراقي.
وأضاف «من أهم الأهداف ان نخرج هذه الفئة العمرية من الأطفال من دائرة الحرب والقتل والتهميش والحرمان إلى دائرة الجمال والإنتاج الفني وتصنيف هذه الفئات العمرية والأطفال حتى يركزون على موضوعات الجمال من خلال هذا الفن ليكون حافز لهم للتخلص من الجوانب السلبية التي تستشري في مجتمعنا».
وقالت طفلة مشاركة في مهرجان الرسم تدعى شمس صفاء «ان هذا المهرجان جميل جداً , وقد رسمت من خلالهِ قطة جميلة «.
وسيُنظم مهرجان الرسم هذا مرتين كل عام في البصرة ويدير من خلاله أساتذة في كلية الفنون الجميلة دورات فنية.
ويتيح المرسم للأطفال الذين يعرضون أعمالًا فنية واعدة فرصة لمواصلة دراستهم في الاستوديوهات الفنية لمؤسسة الغدير ليستعملوا تجاربهم في العمر المبكر في تطوير أنفسهم إلى فنانين بارزين مستقبلًا.