بوادر عمليات نزوح من الضواحي الجنوبية إلى عمق المدينة
نينوى ـ خدر خلات:
اقدم تنظيم داعش الارهابي على حشر عائلات مقاتليه في منازل مكتظة بعد اشتداد الخناق على الجانب الايمن من المدينة، فيما بدأت العشرات من العائلات في الضواحي الجنوبية بالنزوح نحو احياء اكثر امناً بعمق الجانب الايمن هرباً من المعارك التي تقترب من مناطقهم.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” انه “بعد تضييق الخناق على الجانب الايمن من مدينة الموصل، وقيام قيادات تنظيم داعش الارهابي بإخلاء العديد من عائلات عناصرها في الضواحي الخارجية بات التنظيم يعاني من ازمة اسكان عناصره وعائلاتهم”.
واضاف “اضطرت قيادات العدو الى اسكان كل 3 عائلات بمنزل واحد، مع اجبار عناصره الذين يمتلكون منزلا بالايمن على استضافة عائلتين من المقاتلين، مع وعود بأن يتكفل التنظيم بمسألة المواد التموينية”.
واشار المصدر الى ان “مفارز من التنظيم، ابلغت عدداً من الاهالي في الاستعداد لإسكان عائلات داعشية معهم في حال سقوط بعض الاحياء في الضواحي الجنوبية من الجانب الايمن، فيما يتعذر الاهالي بان منازلهم اصلا صغيرة ومكتظة بالسكان ولا يمكن اضافة المزيد من الافراد اليها”.
وتابع “كما ان غالبية سكان الايمن يعانون من ازمة نقص حاد في المواد الغذائية، ولا يمكن لداعش توفيرها لهم، لهذا من المستبعد ان يستطيع اسكان عائلات مقاتليه بين المدنيين”.
وبحسب المصدر ذاته فان “التنظيم المتطرف يطبق الاوامر نفسها بمدينة تلعفر (56 كلم غرب الموصل) بعد ان وصلت عشرات العائلات الموالية له من مناطق تم تحريرها خلال الاشهر القليلة المنصرمة، وحوصرت جميعها بمركز تلعفر”.
ويشار الى ان مئات العائلات الموالية للتنظيم الارهابي وصلت في اوقات متفاوتة الى مدينة الموصل وتلعفر، بعد هربهم من المناطق المحررة في محافظات الانبار وصلاح الدين وغيرها، وكان وصول العشرات من تلك العائلات الى تلعفر على امل الهرب لاحقاً الى سوريا، لكن سيطرة القوات العراقية المشتركة على الاجزاء الغربية من تلعفر والتحامها بقوات البيشمركة بمحور شرقيي سنجار قطع الطريق على تلك العائلات الداعشية.
وشن داعش هجومين كبيرين خلال الاسبوعين الماضيين على تلك القوات المشتركة بهدف احداث ثغرة لتهريب عائلات مقاتليه، لكن دفع خسائر باهظة من دون تحقيق أي نتيجة تذكر.
بوادر النوزوح الداخلي
مع اقتراب هدير المعارك بأطراف الجانب الايمن، بدأت بوادر نزوح من السكان باتجاه مناطق اكثر امناً.
ورصد ناشطون موصليون قيام الاهالي باستغلال اوقات الظلام والهدوء النسبي بالاشتباكات والانتقال من حي المامون (اول حي سكني من جهة طريق بغداد الموصل) باتجاه حيي الصحة والاصلاح الواقعين شمالي حي المأمون والاكثر امناً نسبياً في هذه الاوقات.
ويضطر الاهالي الى ترك ممتلكاتهم وحمل المستمسكات الرسمية فقط والسكن لدى اقرباء ومعارف لهم في عمق الجانب الايمن وسط ازمة غذاء حقيقية.
وكان اقتراب القوات الامنية من معسكر الغزلاني قد ادى الى وصول صوت الاشتباكات الى الضواحي الجنوبية من ايمن الموصل.
ويرى ناشطون موصليون بضرورة الاسراع بفتح ممرات آمنة امام الاهالي، الذين تقترب منهم خطوط القتال من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية، فيما يمنعهم النهر من الوصول الى الضفة الاخرى، بعد قيام داعش بتفجير الجسور الخمسة في المدينة.
ويشار الى ان مساحة الجانب الايمن اصغر بكثير من الجانب الايسر لكنه مكتظ بالسكان بنحو اكبر وسط توقعات بوجود نحو 750 الف مواطن، مع وجود 12 حياً سكنياً قديم الطراز.