أمن العاصمة أولاً

ينطوي الحديث عن امن العاصمة العراقية بغداد على اهمية استراتيجية بالنظر لطابع التحديات الكبيرة التي تحوط الاوضاع العراقية ولاننا مقبلون على تحديات اكبر بعد تحرير الطرف الايمن من الموصل ومن هنا كان الحفاظ على امن العاصمة العراقية من اولويات الحكومة ومن المفترض ان يكون من اولويات القوى السياسية العراقية الشيعية والسنية.
لو كنت مكان الاخ وزير الداخلية لاقمت فور وصولي الى الوزارة مؤتمرًا في العاصمة بغداد نتحدث فيه عن الامن كل من موقعه السياسي والخبير الامني والمحلل الاستراتيجي في شؤون الامن وسائل الاعلام وقادة الاجهزة الامنية والاستخبارية بمشاركة متخصصة من شتى مناطق العالم سيما الدول الاوروبية التي ابتليت بالارهاب الداعشي في الاونة الاخيرة فرنسا والمانيا وبلجيكا لالفات النظر لموضوع الامن واهميته واهمية ان تكون بغداد آمنة.
المشكلة ان القوى السياسية تتحدث عن السيادة والاستقلال والحرية والامن والعراق المستقل السيد الحر والبعض منها يمارس لعبة في الامن خطيرة لاعلاقة لها بالكلام عن السيادة والاستقلال والامن السيادي والوطني من هنا ادعو ككاتب عراقي كل القوى السياسية الوطنية والاسلامية الواعية الى عقد مؤتمر او طاولة حوار هدفها الاجتماع والبحث والاتفاق تاليًا على «تحييد» العاصمة العراقية من التحديات الحزبية والتنافس الانتخابي والمعارك الضارية ازاء المفوضية والمشاركة في الانتخابات ومعارك أي قانون انتخابي نريد!.
مايقال عن الامن في الادبيات السياسية للقوى السياسية النافذة ومايمارس من افعال خارجة عن قوانين حماية الامن الوطني تناقض كبير يعكس حال التخبط وتفاوت كبير في «الرؤية» ازاء المسألة الوطنية والا كيف يمكن حماية الاوضاع الامنية في العاصمة في ظل ترجيح التظاهر بتاجيل الاعتراض على قانون المفوضية واعداد موظفيها والحرب ضروس مع داعش والخلايا بدات تنشط في العاصمة وعلى جبهات القتال.. هل يعرف القادة السياسيون ان الحشد الشعبي منذ يومين يصد اكبر هجوم عسكري تعرضي على قطعاته في تلعفر لم تشهده جبهة القتال منذ سقوط الموصل عام 2014 الى اليوم؟!.
ان الحرص والاخلاص للمسألة الوطنية كما قلنا في مقالات سابقة يكمن في الذهاب الى المؤسسات النيابية والدستورية العراقية لحل المشكلات العالقة بشان المفوضية العراقية للانتخابات والقضايا المختلف عليها بين القوى السياسية والا فان التفسير الوحيد الفريد لمايجري هو ان القوى السياسية الحالية تغلب مصالحها الانتخابية على امن العاصمة وعلى عموم المسألة الامنية الاستراتيجية في البلاد.
ماذا يتصور المرء حين تخرج جثامين الضحايا الذين سقطوا في المواجهات الاخيرة بين المتظاهرين والشرطة العراقية في بلد مكهرب ووضع امني متوتر واوضاع سياسية قائمة على قرن ثور..هل سيقف الامن في منطقة الحياد اذا ماتحركت بعض الجموع والكتائب على المنطقة الخضراء او تخطت التظاهرات الخطوط الحمر لها مثلا؟.
نحن مقبلون على مشهد ميلودرامي قد نشيع فيه « الامن» على هامش تشييع جثامين ابنائنا واخواننا وشبابنا الذين سقطوا في شوارع بغداد وقيل في معركة كربلاء بين الحسين عليه السلام وقادة الجيش الاموي وماورد على لسان زهير بن القين.. اذا وقع السيف انقطعت العصمة واظن ان العصمة انقطعت او في طريقها الى البتر!.
امن العاصمة مسؤولية القوى السياسية والدولة ومالم نكن بمستوى مسؤولية حماية العاصمة فلن نكون بمستوى ادارة البلد او التصدي لكتيبة هاربة من داعش على حدود العاصمة..
ولات حين مندم!.
عمار البغدادي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة