قاهر الألم

تكمن خصوصية مهنة الطب بانها الاقرب الى مشاعرنا الانسانية، فالطبيب ربما يكون رسول الرحمة الذي ينقذ حياة انسان يسقط في شباك مرض لعين، او يتسبب في موت او تازيم حالة انسان اخر.
ومهنة الطب في العراق لها تاريخ عريق ربما يمتد الى العصر العباسي، كما شهدت العقود الاخيرة من القرن الماضي ظهور اسماء عراقية كبيرة في مجال الطب والجراحة لمعت عالميا.
واليوم وبقدر ما تواجهنا من احباطات بسبب مانعانيه من تعقيدات الوضع السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي والصحي ايضا، الى درجة نكون فيها محبطين نبحث عن فسحة امل تبدد غمامة الاحباط، نجد ان الامل يكمن في شخصيات تعمر وتبني وتضحي وتبدع، وفي الغالب هكذا طراز من الشخصيات يختارون الابتعاد عن الصخب والاضواء ووسائل الاعلام التي احتكرها صناع القلق ومنتجو الاحباط..
ومن هذا المنطلق اجد من واجبي ان اكتب عن احد هؤلاء العراقيين الناجحين المتميزين، عن شخصية لها الفضل في انقاذ حياة العشرات بل المئات من العراقيين من دون صخب او ضجيج، وتخفيف آلام المئات بل الالاف منهم من دون ادعاء او تفاخر، شخصية سمعت عنها مصادفة، وعرفتها عن قرب.
هو الدكتور مرتضى جبارة طبيب الاعصاب الشاب الذي تخصص بجانب مهم وخطير هو التعامل مع الالم المناطقي، او علاج تداخلات الالم والتخدير، ادخل هذا الطبيب الشاب التقنيات الحديثة في معالجة الالم، وفي مقدمتها التخدير الموضعي لمن لايتحمل التخدير العام، بطريقة لم تكن مالوفة في مستشفياتنا، وعلاج اصابات الاعصاب بالتردد الحراري.
جبارة الذي اكمل دراسته في الولايات المتحدة عاد الى العراق متزودا بمعارف مضاعفة وعلوم نافعة وارادة صلبة وطاقة هائلة فهو لايكل ولا يمل من التعامل مع اصعب واعقد الحالات المرضية ليزيل الالم عن المرضى والهم عن ذويهم.
وجدته في اصعب الظروف مبتسما لمرضاه واثقا من نفسه، بخلاف اكثر الاطباء الذين صادفتهم وعرفتهم بانهم الاقل اهتماما بالجانب النفسي للمريض، واستطيع القول ان جبارة هو جزء من جيل جديد لفرسان مهنة الطب في العراق التي كادت تفقد هيبتها وسموها المعروف عبر عشرات السنين، من المؤكد هناك العشرات من طراز هذا الرجل الذي نامل من المعنيين رعايته ودعمه ودعم هكذا تجارب ورعاية مثل هكذا شخصيات فالامل معقود بها.
عباس عبود سالم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة