الديمقراطي الكردستاني يصعّد: «لن نشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة»

الأطراف الكردستانية لا تشاطره الموقف
السليمانية ـ عباس كاريزي:

في اطار السياسة المتاركة التي ينتهجها مؤخراً مع بغداد، والذي يتحمل المواطنون في الاقليم تبعاته الكارثية ،بدأ الحزب الديمقراطي الكردستاني خطوات عملية باتجاه قطع شعرة معاوية المتبقية بينه وبين الحكومة الاتحادية في بغداد، اذ كشف قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني ان حزبه لن يشارك في الانتخابات البرلمانية المقررة في نيسان 2017.
وبينما اعلن المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني محمود محمد عن قرب ارسال وفدين من اقليم كردستان الى بغداد للتباحث في عدد من القضايا والمسائل والمشكلات العالقة بين الاقليم وبغداد، اشار علي عوني عضو المجلس القيادي في الحزب الديمقراطي ان الحزب سيتناول عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية في العراق مع الاحزاب الكوردستانية، مضيفاً ان وفد الاقليم سبحث خلال زيارته المرتقبة الى بغداد مسألة استقلال كردستان مع المسؤولين في العراق.
واضاف محمود محمد ان الاطراف الكردستانية بحثت في اربيل مع وفد التحالف الوطني الذي زار اربيل مؤخراً برئاسة السيد عمار الحكيم مسألة استقلال الاقليم، عقب سعي بعض الاطراف لتخريب التوافق الذي بني عليه العراق الجديد والتجاوز على الشراكة الحقيقة في البلاد.
محمد اضاف ان لجنتين واحدة سياسية واخرى فنية ستزوران بغداد قريبا، الاولى ستتباحث في العلاقات السياسية ومسألة الاستقلال، بينما ستبحث اللجنة الثانية الامور الفنية والادارية.
في غضون ذلك اعلن علي عوني القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني اول امس الخميس، ان حزبه لن يشارك في الانتخابات البرلمانية المقررة في نيسان 2017.
وتابع عوني ان حزبه سيتناول عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية في العراق مع الاحزاب الكردستانية، موضحاً، ان البرلمان العراقي يتجاهل مصالح الكرد كما ان الشيعة هم من يتحكمون ويسيطرون على مفاصل الدولة، ويطالبون دائماً بحماية وحدة الاراضي العراقية.
واضاف: ان الحزب بحث مقترحاً قبل ايام، وهو عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في 4 نيسان 2017، مشيراً ان الحزب حسم امره بعدم المشاركة وسيبحث مقترحه مع الاحزاب الكردستانية.
مصدر مطلع داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني رفض الكشف عن اسمه بين للصباح الجديد ان الاجتماع الاخير الذي عقد الاربعاء للمجلس القيادي للحزب الديمقراطي، بحث عدة خطوات باتجاه الإستقلال، كان بضمنها مقاطعة الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، وهو ما لقي اجماعاً لدى اغلب قيادات الحزب.
واضاف المصدر إن عدم ملء حقيبة ومنصب وزير المالية الذي كان من حصة الحزب الديمقراطي الكردستاني في الحكومة العراقية يأتي في سياق سياسة المتاركة التي ينتهجها الديمقراطي الكردستاني تجاه المركز.
بدوره قال عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني جعفر إبراهيم، في تصريح ان الحزب الديمقراطي بحث بجدية مسألة قرار مشاركته في الانتخابات العراقية المقبلة، مضيفاً أن هناك رأياً غالباً في الحزب الديمقراطي بعدم المشاركة في الانتخابات العراقية و»هذا الرأي قوي جداً».
وقالت قناة روداو القريبة من الحزب الديمقراطي في خبر نشرته انها حصلت على معلومات تفيد بأن مجيء وفد التحالف الوطني العراقي خلال الأيام الماضية الى أربيل، جاء لمنع الحزب الديمقراطي من الانسحاب من العملية السياسية في العراق، وبينت ان السيد عمار الحكيم طالب أربيل باعطاء فرصة أخرى لبغداد لاعادة النظر بتوجهاتها تجاه الاقليم.
ويعكس قرار الانسحاب من بغداد وعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية العراقية رغبة الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي لا تشاطره فيه بقية الأحزاب الكردستانية، اذ قال عضو المجلس القيادي النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني اريز عبدالله «انه مادام بقينا جزءاً من الدولة العراقية، فبالتأكيد سنشارك في الانتخابات بل يجب أن نشارك فيها، لا يمكن أن نهمش أنفسنا بأنفسِنا، وواضاف «هناك الآن مساعي لتسوية المشكلات العالقة بين أربيل وبغداد».
من جانبه عدّ عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون موفق الربيعي قرار الحزب الديمقراطي مقاطعة انتخابات مجلس النواب، محاولةٌ من بعض الافراد للضغط على بغداد، مبيناً ان تلك المحاولة لن يجدي نفعاً لان بغداد ليست على قرار واحد بل هناك قرارات متعددة، وتابع «إن الديمقراطي الكردستاني لن يستطيع فرض قراراته الحزبية على مجلس النواب ولا على الحكومة لأننا نحاول جعلها حكومة أغلبية سياسية ومجلس نواب بأغلبية سياسية. فإذا تماشى الحزب في سياسات الاغلبية فإنه سيحصل على ما يريد وعلى جميع حقوق الشعب الكوردي».
وحول استقلال إقليم كردستان قال الربيعي أن الحزب الديمقراطي الكردستاني غير قادر وحده على تقرير مصير كردستان «مع إيماننا بحق الشعب الكردي في تقرير مصيره» حيث أن للديمقراطي شركاء في كردستان وفي العراق»، مبيناً أنه «ينبغي الاتفاق على الخطوات التي يتبناها الحزب الديمقراطي الكردستاني، التي عدّ بعض هذه المواقف نفسية موجهة ضد اشخاص معينين وهي غير مفيدة لشعب كردستان.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة