الكويت ـ وكالات:
عاش جمهور المركز الثقافي الأمريكاني،أول من أمس، ليلة طربية عراقية مميزة أحياها الفنان ياس خضر الذي ملأ المكان بكل ألوان الموسيقا والتراث الغنائي العراقي الأصيل وسط حضور لم يتسع المسرح له وكان عدده في الخارج أكثر مما كان موجوداً في الداخل، حيث كان أكثر الحضور من النخب الثقافية والفنية والدبلوماسية، بالإضافة إلى محبي الطرب العراقي وعدد كبير من أبناء الجالية العراقية، وقد نظم هذا الحفل دار الآثار الإسلامية.
واستهل خضر حفلته الغنائية بكلمات بسيطة عبّر فيها عن سعادته بوجوده في الكويت، وقال: «يسعدني ويشرفني أن أكون بين أهل الكويت»، ثم قدّم أغنيته الأولى (قالوا راح ومشى)، ثم عاد إلى الأسلوب نفسه الذي اعتاد عليه بأن يسبق كل أغنية بموال على طريقته، واستعد مع الفرقة لتقديم أغنية «ليل البنفسج»، هذه الأغنية التي أشعلت القاعة بمجرد أن بدأت الفرقة تعزفها، وهي من الأغاني التي قدمها ياس في سبعينيات القرن الماضي مع الملحن طالب القره غولي وكلمات الشاعر مظفر النواب، وقد صدح في هذه الأغنية ولون بصوته قائلا «يا طعم يا ليل البنفسج يا حلم» واستطاع أن يغازل الجمهور من خلالها وكأنه أراد أن يجعل الأجواء رومانسية بالكامل. وبالرغم من أنه لم يكن في حالته الصحية المعتادة، إلا أنه لم يهدأ إلى أن انتهى منها.
وفي الأغنية الثالثة «نهاري وليلي» أراد أن يحرك جنبات المسرح عندما قدم موال «أمر على الأبواب من غير حاجة» ثم أكمل الأغنية التي اتسمت بالمقامات العراقية الأصيلة. ثم قدّم أغنية «عزاز» وكان في أحسن حالاته حين قال «آه عزاز شوقهم لشوطئ دجلة» وقد تعالت صيحات الجمهور حين قال «أعزاز عدنا ومنهو ينكر رمش عينه ويا هو أقرب من جفن للعين لينه»، وهي من كلمات الراحل زامل سعيد فتاح.
ولم يجعل خضر – الملقب بصوت الأرض – المسرح يهدأ، فقد أشعله بأغاني الزمن الجميل من خلال «مرينه بيكم حمد» التي قدمها في بداية السبعينيات بالتعاون مع الملحن القره غولي والشاعر زامل سعيد، فقد جمع في هذه الأغنية ما بين أهل البادية والحضر حين قال «مرينا بيكم حمد واحنا بقطار الليل سمعنا دقة هوى شمينا ريحة هيل»، وقد استبق هذه الأغنية بموال «آه بعد ما تفيد آهات». وفي ختام أمسيته الغنائية قدم أغنية «يا عزيز الروح»، وهي من الأغاني التي قدم فيها كل أنواع الإيقاعات العراقية.
يبقى أن الفنان ياس خضر هو من مطربي الزمن الجميل، فقد تجول في بلاد العالم يصدح بعبق التراث الغناء العراقي وقد اشتهر في الخليج بشكل كبير وكان لديه أسبوعياً عدد من الحفلات فيها.
وعقب انتهاء الحفل، عبّر خضر عن سعادته بالحفاوة التي استقبل بها في المسرح، وقال: «أنا سعيد بوجودي في الكويت وأتردد على أهل الكويت من وقت إلى آخر بالرغم من ظروفي الصحية. كما أنني متواجد في الكويت في هذه الزيارة لمدة شهر ولدي عدد من الحفلات الخاصة سأقوم بإحيائها هنا»، مشيراً إلى أنه بصدد التعاون مع عدد من الشعراء والملحنين الكويتيين، ولكنه يبحث عن شيء متميز.