التنظيم المسلح يستثمر في أموال بيع الاثار والسلاح
بغداد- سالم علي:
كشفت مصادر مطلعة عن امتلاك (داعش) فصيل مكون من 70 مقاتلاً متحصنين في تلال حمرين، موضحة أنهم يقومون بمهام خاصة كالتهريب السلاح والعملات المزورة والآثار، لافتة إلى أن أثمان هذه البضائع تعود إلى خزينة أموال التنظيم العراقي.
يأتي ذلك بالتزامن مع تاكيد حكومة ديالى المحلية بأن طيران الجيش سيعالج المقاتلين الموجودين في تلال حمرين، منبهة الى ان عملية امنية بدأت حاليا من محاور عدة لقطع الامدادات التي تصل داعش في هذه المناطق.
وقال مصدر استخباري إلى «الصباح الجديد» إن «تنظيم أبو بكر البغدادي المعروف بـ(داعش) ينظر بأهمية خاصة إلى منطقة تلال حمرين في ديالى».
وتابع المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن «أهمية هذه المنطقة تأتي من كونها غير مؤهلة بالسكان وخالية من الخدمات المدنية وغير معبدة وصعوبات التي تواجه القوات الأمنية في اقتحامها لوعورتها واحتوائها على وديان وكهوف عديدة».
وأفاد بأن «تنظيم القاعدة وقبل انشقاق البغدادي عنه ركز على تلال حمرين منذ بداية العام 2009 كمكان امن لتدريب المقاتلين المحترفين».
وكشف المصدر أن «المعلومات المتوفرة حالياً تؤكد تحصن عن 70 مقاتلا من (داعش) في هذه المنطقة ولديهم مهام مختلفة عن زملائهم في الساحة العراقية».
وارد فان «هؤلاء المقاتلين يتمتعون بقدرة عالية على القتال والتنقل السريع ويعرفون بطبيعة المكان الذين يعيشون فيه حاليا كما إنهم يتكلمون اللغات الفارسية والكردية والتركمانية».
وعن نوع المهام الملقاة على عاتق هذا الفصيل أوضح المصدر أن من بينها «تهريب السلاح والعتاد والعملات المزورة بالإضافة إلى السيارات المسروقة والآثار الثمينة، وأثمان هذه البضائع تدخل في خزينة (داعش)».
وتعد جبال حمرين معقلا للجماعات المسلحة التي تتخذها مأوى لها، فيما تشهد المناطق القريبة منها عمليات امنية وعمليات استهداف لعناصر القوات المسلحة، فضلا عن احتلال قرى او نواحي قريبة منها.
من جانبه، ذكر صادق الحسيني رئيس اللجنة الامنية لحكومة ديالى المحلية، في تصريح الى «الصباح الجديد»، أن «قيادة العمليات ابلغتنا بأن متابعة هذه العناصر ستكون عبر طيران الجيش الذي سيحلق فوق المنطقة».
وتابع الحسيني ان «معلومات وردتنا بوجود بعض الاكواخ والاوكار في حمرين وان الطائرات ستحقق من الامر من خلال عملياتها المكثفة».
واشار الحسيني الى ان «القوات الامنية بدأت عمليتها في تلال حمرين من محاور عدة وبالتالي ستقطع على داعش الامدادات لاسيما الواصلة من كركوك وذلك سيسهل القضاء عليهم».
الى ذلك، أعلنت قيادة الفرقة 12 من قيادة عمليات دجلة للجيش العراقي عن العثور على معسكر لتنظيم «داعش» يحتوي على انفاق وغرف محصنة.
وقال قائد الفرقة 12 اللواء الركن محمد خلف الدليمي، في تصريحات صحافية امس الجمعة « قطعات قيادة الفرقة 12 شرعت ومنذ ساعات فجر صباح الجمعة بتنفيذ عملية استباقية لمطاردة عصابات داعش في سلسلة جبال حمرين ووادي ابو خناجرجنوب غرب كركوك».
واضاف انه «تم العثور خلال العملية حتى الان في سلسلة جبال حمرين على معسكر كبير لتنظيم داعش يحتوي على انفاق وممرات ترابية وغرف محصنة».
وزاد الدليمي «كما تمكنا من ضبط عجلات عليها رشاشات احادية، وكذلك اجهزة حاسوب واتصالات وبراميل تحتوي على مواد شديدة الانفجار ومستلزمات عسكرية»، مبينا ان «العملية الامنية يساندها طيران الجيش».
وقد شهدت كركوك وحسب ما افاد به مصدر في الشرطة بمقتل قائد صحوة ناحية الزاب مع احد افراد حمايته بنيران مسلحين جنوب غرب المحافظة.
وقال المصدر في تصريحات صحفية ان «مجموعة مسلحة اطلقوا النار على قائد صحوة ناحية الزاب عزيز محمد خلف واحد افراد حمايته وسط ناحية، مساء ( الخميس )، ما ادى الى مقتلهم في الحال، فيما لاذ المسلحون الى جهة مجهولة».
واضاف المصدر ان «قائد الصحوة اغتيل بعد خروجه من صلاة العشاء في طريقه إلى منزله مترجلا».
يذكر أن كركوك، التي يقطنها خليط سكاني من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين والصابئة، من أبرز المناطق المتنازع عليها، المشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي، فضلاً عن كونها من بين أهم المناطق العراقية الغنية بالنفط، وتشهد خلافات مستمرة بين مكوناتها فضلاً عن أعمال عنف شبه يومية تطال المدنيين والقوات الأمنية على حد سواء.