اغتيال

علي السباعي

اغتيال

الناس في قريتنا يتشاءمون من صوت البلابل، إنهم يكرهون البلابل المغـردة صباحاً. ويتفاءلون بنعيق الغربان، يحبون الغربان، والغربان في قريتنا مدللة جداً، فتجدها تملأ قريتنا كلها، عجيب أمـر أبناء قريتنا يغتالون البلابل.

رأي

دوي كبير هز قلب العاصمة … اثـر انفجار سيارة ملغمة … تناثرت أجساد المارة … انهارت واجهــات الأبنية المحـــيطة … تحطمت السيارات … بدأنا بلـم أشلاء الناس … عثرت على قــدم رجل يمنى يغــطي ظاهرهــا وشــم أزرق ملطخ بالدماء والوحل … مسحتها بباطن كفي اليمنى: « كل النساء تحت قدمي ما عدا أمي «.

رؤيا

جلس في الحمام لغرض الاغتسال…بدأ بسكب الماء علــى جسده…تصلّـب…فقط عيناه تتحركان في محجريهمــا…جاهــد للفكاك من تيبسه…كان مصمتـاً…صرخ بأعلى صوته…لا أحـد يرد…جاهد ثانية للتحرر…تشظى.

ذات حصار

نظر معلم الجغرافية إلى خارطة العالم…قال بحسرة وعيونه حمر يتلألأ الدمـع في مقلتيه:-

أتساءل إن كنا موجودين على خارطة هذا العالم … ؟!!

فارس

كنت أمتطـي ظهــر فرســي الكميــت، شاهراً سيفي الفضي اللامع، ملوحاً بـه، ومطوحـاً به أشطر السماء إلى نصفين، كانت فرسي الكميت تقف على قائمتيهـا الخلفيتين فـــــوق ظهـر أسد بابل.

مغارس

بعد نيسان ألفين وثلاثة…رجل في الثالثة والستين، طفح به الكيل بعد الأحداث الطائفية الدامية عام ألفين وستة، جمع كل صور الطاغية في مدينته، الناصرية الغافية على نهر الفرات، وقام بغرسها وسط سوح المدينة وحدائقها المجدبة وخرائبها، وراح يومياً يجلب الماء من نهر الفرات إلى صوره التي غرسها، ويسقيها على أمــل أن تنبت (يخضر) واحد مثل صدام حسين.

محارب بلا جبهة

جندي بزي القتال …كان جالساً بكامل عدته الحربية وسط جثث زملائه القتلى واضعاً بسطاله الأسود العسكري الثقيل.. المدمى على صدر جثـة مشوهة وهو يكرع من قنينة شراب ما كإشارة على ما يشعـر به من أمان.

غفوة

راعٍ خرج لرعي ماشيته، أخذ منه التعب مأخذاً، ونال منـه الحر حتى أنهكه، أنهكته حرارة الشمس واستبد به العـطش، أخذ إغفاءة تحت ظل شجيرة تقيه هجير الشمس وقسوة حرارتها، امتدت إغفاءته إلى نوم عميق، عميق جداً، عندما أفاق من نومه، وجد كل ماشيته قد اختفت، «السماء والطارق»، بعد أن حدثَ نفسه- بأنه ليس هو، قرر العودة للنوم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة