حسين البلداوي … دوامات لونية

نصير الشيخ

ـــ ترى كيف يحق لنا فك الاشتباك في الرؤى الجمالية حين نكون بمواجهة اللوحة والعمل النحتي على حد سواء، للقبض على دهشة من نوع آخر، وبالتالي تتيح لنا الهروب عن مسائلة الذات وهي في حضرة الفن؟

والفنان حسين البلداوي في معرضه الشخصي الحادي عشر في قاعة الفن الحديث (كولبنكيان) وتحت عنوان (دوامات في رحلتي)، والذي انتظمت فيه 26 لوحة زيتية، اشتغل فيها الفنان بتقنيات متقدمة وخامات متنوعة لإبراز ملامح جمالية أكثر سطوعاً وأبعد تأويلا في ذات المتلقي.

ما قدم من لوحات وبحسب منطوق الفنان البلداوي هي (( مشاريع جمالية وخطاب بصريْ بتكوينات وأشكال ملونة، أعلن فيها عن تجربتي المتواضعة لمدة نصف قرن)). من هنا نقف مع الفنان في استعادة الفن ودوره الباعث وعبر التاريخ على صناعة الحياة والعابر لأزمنة القتل والحروب، والشاهد على انتصار قيم المحبة والجمال.

تحضر في لوحات الفنان حسين البلداوي طاقة لونية تشكل لنا مسار رؤية، وحيث تتشكل على السطح البصري جملة رموز وإيقونات مستدعاةٍ من عوالم ليست بعيدة عن خيالات الفنان وواقعه بنفس الوقت. هذه الرموز والأيقونات تأخذ مساحتها، وزاوية حضورها، وبما يؤكد دلالتها في النص/ اللوحة ( السمكة ــ الطيرــ المرأة ــ الكرات …). ورغم تشكل عوالم اللون في لوحات البلداوي في هارمونية مشبعة بطاقة الإيحاء وشدة السطوع، لكنا لمسنا هناك هندسة خفية تحضر في أكثر من لوحة، فهناك خطوط مستقيمة تمثل ناظماً جوهريا في عمله الفني، خطوط تتجلى أحيانا على شكل ( مشبك) حد الانضباط، حيث حضور الوعي الفني أثناء تنفيذ اللوحة، وبما لا يترك مجالاً للون أو التكوينات الأخرى أن تسيح عبثاً على السطح التصويري أو فضاء اللوحة.

والفنان حسين البلداوي يجد ذاته في التعبيرية عبر انفتاحها على آفاق أكثر سعةً وأبعد غوراً، وعبر إيجاده العلاقة بين ما يتشكل لديه من تكوينات وما تضج به من رموز حاملة دلالتها، مؤكدا في أعماله خطابه البصري.

وفي أعماله النحتية يحضر الاختزال واضحاً كتقنية جمالية، مكثفاً فيه الجانب التقني الذي يعتري العمل النحتي، وعبر خاماته ( الحديد والخشب). وإذا كان لابد من إشارة لتحديد ماهية العمل النحتي، فإننا نمسك بهيئات آدمية وشخوص مستلبة. إنه الوعي لدى الفنان ساعة تنفيذ عمله، وهو ليس بمعزل عن محيطه وما يجري في العالم من أحداث ووقائع، وبالتالي يجد الفنان في نقل انفعالاته لروح العمل الفني.

والفنان حسين علي البلداوي، عضو نقابة الفنانين العراقيين. – عضو جمعية التشكيليين العراقيين.  _نائب الرئيس التنفيذي لمجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب للفن التشكيلي بالمغرب. _عضو جماعة بصمات الفنانين التشكيليين العرب في القاهرة.

وعضو المركز العالمي للفنون التشكيلية. _حاصل على شهادة بكالوريوس فن في الفنون التشكيلية / فرع الرسم من أكاديمية الفنون الجميلة / جامعة بغداد عام 1977.

ـ أقام المعرض الشخصي الحادي عشر يوم 16/11/2024بعنوان (دوامات في رحلتي).

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة