بابل- عادل محمد:
كشفت دراسة اكاديمية في جامعة بابل عن تراجع كبير بزراعة محصول الحنطة في محافظة بابل بلغ نسبة (49.2) بالمائة في غضون الاعوام العشرة الماضية (2013 – 2023). وبينت الدراسة الجغرافية التي أعدتها الدكتورة زينب عباس موسى السرحان، أن مساحات الأراضي المزروعة بمحاصيل الحبوب في المحافظة شهدت تغيرا سلبيا كبيرا جدا والتي بلغت في عام ۲۰۱۳ نحو ٥۲۹۳۰۰ دونم ثم تراجعت في ۲۰۲۳ واصبحت ۲۸۹۲۹۷ دونم، أي أن مساحتها قلت بمقدار (٢٤۰۰۰۳) دونم فضلا عن اختفاء زراعة محاصيل الذرة الصفراء والشعير والشلب بنسبة 100 بالمئة. وأوضحت الباحثة ان تقليص المساحات الزراعية بهذه النسبة الكبيرة جاء نتيجة لشح المياه والزيادة الكبيرة في عدد السكان الذي يتطلب التوسع العمراني على حساب الاراضي الزراعية. وأوصت الدراسة بتشجيع المزارعين على استخدام تقانات الري الحديثة (الرش والتنقيط ) للاستفادة من الحصص المائية واستثمار مياه الري بشكل فعال ، وتعريف المزارعين بالمقنن المائي عن طريق الندوات الزراعية وتعليمهم أهمية إرواء المحاصيل الزراعية كل حسب احتياجه لمواجهة ازمة شحة المياه والقدرة على زراعة مختلف المحاصيل الزراعية وخاصة محاصيل الحبوب كالذرة الصفراء والشلب . ودعت الدراسة الى تبني سياسة زراعية جديدة جادة تضع زراعة محاصيل الحبوب في اولويات خططها الزراعية السنوية وذلك لأهمية هذه المحاصيل في توفير غذاء السكان فضلا عن المحاصيل الزراعية وخاصة الحبوب عن طريق زيادة المساحات المزروعة بها وزراعة مساحات جديدة ما يتوجب من الحكومة ايجاد حل جذري لمشكلة المياه عن طريق عقد الاتفاقيات واتخاذ موقف سياسي جاد لا يقبل التسويف مع دول الجوار ، لأنها مشكلة خطيرة تهدد الأمن القومي وآثارها بدأت تظهر بمنع زراعة محاصيل الحبوب المهمة والأساسية في حياة السكان والاقتصاد في منطقة الدراسة بشكل خاص وفي البلد بشكل عام . ولفتت الدراسة الى أن محافظة بابل تبلغ مساحتها 5092 كم وتشكل بذلك نسبة 1.2 بالمئة من مساحة العراق وتتكون من (16) وحدة ادارية تضم (4) أقضية وهي قضاء الحلة بنواحيه ( مركز القضاء، ابي غرق ، والكفل )، وقضاء المحاويل بنواحيه (مركز القضاء ، المشروع، الامام ، والنيل )، وقضاء المسيب بنواحيه ( مركز القضاء ، الاسكندرية ، الهندية ، جرف النصر) ، وقضاء الهاشمية بنواحيه (مركز القضاء، القاسم ، الشوملي، الطليعة ، المدحتية).