ديالى – الصباح الجديد
مع ذروة موسم جني وتسويق محصول الرمان في محافظة ديالى، يشكو المزارعون من تضرر محاصيلهم وتدني أسعارها نتيجة منافسة المنتجات المستوردة وضعف الدعم الحكومي، فيما حذروا من احتمال زوال غابات الرمان الشهيرة على ضفاف نهر ديالى.
ويقول عبدالله العزاوي، مزارع من قضاء المقدادية إن “رمان ديالى، وتحديدًا في البساتين المحاذية لنهر ديالى في قضاء المقدادية وصولاً إلى بلدة شروين، لطالما كان له شهرة بسبب جودته ولذته، لكن اليوم الثمار جافة وفقدت طعمها ‘الحلو’ بسبب الجفاف وقلة المياه، فضلاً عن منافسة المستورد لاسيما الإيراني والمصري واليمني”.
ويضيف العزاوي أن “الكثير من المزارعين يعتمدون الآن على الآبار بسبب قلة مناسيب نهر ديالى، مما أثر بشكل كبير على جودة الثمار”، مشيرًا إلى أن “تراجع جودة المحصول أدى إلى خفض أسعاره إلى 250 دينارًا للكيلوغرام الواحد، بينما يصل سعر المستورد إلى 1500-2000 دينار”.
من جانبه، أوضح المزارع عمر الجبوري، من أهالي شروين، أن “زراعة الرمان لم تعد تحقق الجدوى الاقتصادية للفلاحين، رغم المتاعب العديدة خلال موسم الزراعة والعناية، وتكاليف الجني والنقل وشراء الأسمدة التي يبلغ سعر الطن منها قرابة مليون دينار وأكثر”.
ويشير الجبوري إلى أن “مساحات بساتين الرمان ومختلف أنواع الفواكه الأخرى تراجعت إلى النصف أو أقل في مناطقنا بسبب ضعف الدعم الحكومي وعدم توفير الأسمدة والمبيدات بأسعار رخيصة وملائمة”.
ويلفت الى أن “بعض المزارعين قد لجأوا إلى ترك بساتينهم والتوجه إلى مهن أخرى أو بيعها وتحويلها إلى أراضٍ سكنية أو مشاريع أكثر فائدة”.
وتابع الجبوري: “قلة الأسعار تدفعنا عادة إلى إعادة شحنات المحصول إلى البساتين أو تأجيل بيعها بسبب قلة الأسعار التي يدفعها التجار، ما يخلق موجة غضب بين المزارعين. إذ كنا نبيع الشحنة الواحدة بمليون دينار، لكن الآن نبيع شحنتين أو ثلاث شحنات بمليون دينار”.
ويؤكد الجبوري أن “الوضع في القضاء كما هو يعني زوال البساتين واندثارها مع أشجارها التي يعتبرها الفلاحون كل شيء بالنسبة إليهم جراء بذل جهود جبارة للعناية بها على مدى عقود”. وطالب الحكومة بـ”التدخل العاجل وتقليل كميات الاستيراد لتوفير فرص تسويق للمنتج المحلي ودعم الفلاحين بأسمدة ومبيدات حشرية”.
وفي سياق متصل، ذكر المزارع حافظ محمد أن “غابات الرمان كانت قبل عام 2006 عامرة وتنتج آلاف الأطنان، لكن الأحداث الأمنية في فترة الطائفية وتبعها أحداث 2014 والتهجير تسببت بتحول مساحات شاسعة إلى فحم”.
وأضاف أن “المزارعين حاولوا إحياء عدد كبير من البساتين بعد التحرير، وبالفعل لاحظنا نمو الإنتاج، سيما خلال عام 2019 مع توفر مياه وأمطار كافية”.
ويوضح محمد أنه “خلال آخر ثلاث مواسم، بدأت بساتين الرمان تواجه مشكلات كبيرة مع قلة المياه واغراق الأسواق بالمحاصيل المستوردة التي تؤثر على المحصول المحلي”.
من جهتها، أكدت مديرية زراعة محافظة ديالى تراجع إنتاج محصول الرمان مؤخرًا لأسباب عدة من بينها قلة الإدامة من قبل الفلاحين وعدم توفر مياه كافية، فضلاً عن تجريف مساحات كبيرة من الغابات الخاصة بأشجار الرمان، إضافة إلى العمليات الإرهابية والعسكرية.
ويقول المتحدث باسم زراعة ديالى، محمد المندلاوي إن “مساحات الأراضي المزروعة بالرمان في مناطق شمال المقدادية والمنصورية تقدر بنحو 10 آلاف دونم، وكان الإنتاج يصل إلى 5000-6000 طن سنويًا، لكن المتوقع هذا العام يتراوح بين 4000-4500 طن”.
ويؤكد أن “مديرية زراعة ديالى لديها خطة من أجل دعم وتشجيع الفلاحين لزيادة المساحات المزروعة والمحصول من خلال توفير الاحتياجات اللازمة للفلاح”.