مجسرات بغداد.. ظاهرة حضارية وحركة مرور أسهل

بغداد – الصباح الجديد:

لا تتوقف الأخبار الجميلة عن قرب افتتاح هذا المجسر أو ذاك. بغداد التي كانت الزحامات المرورية تشوه الحياة فيها، وتعقّد المشهد العام للبلد، وتجعل الحياة أكثر صعوبة، لجميع فئات المجتمع، فالتنقل والتجول من أهم ضروريات إدامة الحياة في بغداد، حيث يذهب العامل الى عمله والموظف الى دائرته، وسائق الأجرة، يكسب رزقه من التجول في الشوارع لنقل الزبائن. إضافة الى فئات أخرى كثيرة، تستغل الشارع كوسيلة لكسب الرزق. شوارع بغداد، ونتيجة لاستيراد أعداد هائلة من السيارات، وبقاء الشوارع على حالها دون توسعة أو تطوير، سنين طويلة، عدا محاولات صيانة ترقيعية، لا ترقى الى مستوى العمل الحقيقي، نتيجة لكل ذلك، تحولت تلك الشوارع الى أماكن لتضييع الوقت وهدره، وصرف أكثر للطاقة، دون فائدة، حيث أن الازدحامات المرورية، تستهلك وقتا طويلا، إذ يضطر الموظفون الى الخروج من منازلهم قبل ساعتين أو أكثر من بدء الدوام، رغم قرب المسافة بين مقر العمل والبيت، وصاحب سيارة الأجرة، يفرض مبالغ مالية أكثر من اللازم، بسبب إنفاقه للوقود، بسبب توقفه في الازدحامات لساعات. فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وأصبح التنقل من منطقة الى أخرى داخل بغداد يحتاج الى أوقات وجهود مضاعفة. الحكومة الحالية، وضعت ضمن أولوياتها معالجة تلك المشكلة المزمنة، عبر بناء الجسور الحديثة والمجسرات التي ستساهم الى حد كبير بتقليل تلك الزحامات، إن لم تنهها، وفعلا شرعت الحكومة منذ أيامها الأولى بالبناء في الأماكن التي تشهد زخما مروريا كبيرا، وفعلا تم افتتاح عدد من المجسرات خلال أوقات قياسية، وقبل موعدها في بعض الأحيان كمجسر قرطبة والفنون الجميلة وعدن وصنعاء..

أبو محمد، وهو سائق سيارة، قال لنا: إن مجسر صنعاء، ساهم الى حد كبير بالحد من ظاهرة الزحامات المروية، حيث كنت في السابق أقف وقتا طويلا لتجاوز التقاطع الرئيس في تلك المنطقة، أما اليوم، وبعد الانتهاء من المجسر وفتحه أمام حركة المرور، لم أعد أقف في تلك المنطقة، بل أتوجه لعملي مباشرة، مما ساهم باختصار الوقت لي كثيرا.

أبو عباس الجنابي، يسكن الحلة، ويعمل في بغداد قال لنا: قبل عدة سنين، كنت أقضي أكثر من ساعتين لقطع المسافة بين مدخل بغداد ومنطقة العلاوي، لأن الطريق الوحيد الذي يربط بغداد بالحلة والمحافظات الجنوبية هو الطريق القديم المار بسيطرة اليوسفية، أما اليوم، فالسائق، يمر من الطريق السريع الجديد الرابط بين الطريق الدولي والدورة، حيث لا يستغرق الوقت للوصول الى مركز المدينة، أقل من نصف ساعة، وأنا مثل غيري، ننتظر الانتهاء من المجسر الذي يربط جسر الطابقين بالجسر المعلق، حتى يختصر الطريق أكثر، فلو تم هذا المشروع، سوف تكون المسافة بين الطريق الدولي ومنطقة العلاوي لا تتجاوز الساعة من الزمن، وسوف لا نشهد أي توقف أثناء الطريق!

مواطن آخر تحدث لنا عن وجود إعلام مضاد لهذه المشاريع، تقوده جهات معروفة، حيث أضاف: هنالك فضائية تابعة لجهة سياسية، تقلل من قيمة تلك المجسرات، وتقول عنها أنها شوّهت صورة بغداد، وأنها مشاريع غير رصينة! والسبب ليس حبا بالمواطن، بل بغضا بالحكومة التي أراها الوحيدة التي أولت هذا الجانب اهتمامها، وهذا يأتي من باب التنافس الانتخابي والتسقيط السياسي، لكنه للأسف على حساب مصلحة المواطن والوطن.

بقي أن نقول: بقدر ما نقوم بتشخيص السلبيات التي ترافق أداء الحكومة ومؤسساتها، بقدر ما نقوم بتسليط الضوء على الإيجابيات، خصوصا تلك التي تمس الحياة الواقع العراقي بشكل مباشر، ولها تأثيرا مباشرا على حياة الناس ومصالحهم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة