فريقان متضادان داخل المنطقة الخضراء وخارجها
بغداد – وعد الشمري:
بلغت الأوضاع على الساحة السياسية مرحلة حادة، بنزول متظاهرين تابعين إلى الاطار التنسيقي قرب الجسر المعلق وسط بغداد، في حين يواصل اتباع التيار الصدري اعتصامهم داخل المنطقة الخضراء، محكمين سيطرتهم على مجلس النواب.
وذكرت مصادر مقربة من التيار الصدري، ان «زعيم التيار السيد مقتدى الصدر يتابع تطورات الاعتصام داخل المنطقة الخضراء ويعطي توجيهاته إلى المتظاهرين سواء بتغريدات تصدر باسمه الشخصي أو عن طريق وزيره صالح محمد العراقي».
وطالب زعيم تحالف الفتح هادي العامري التيار الصدري والاطار التنسيقي ان يغلبوا منطق العقل وضبط النفس والحكمة.. من خلال الحوار الجاد البناء بهدف التوصل إلى حلول لنقاط الاختلافات فيما بينهما»، وحذر من خروج الأمور عن السيطرة وتفضي إلى العنف.
لكن المقرب من الصدر، صالح محمد العراقي، نشر في تغريدة شروط للحوار وهي انسحاب العامري عن الإطار التنسيقي واستنكاره التسريبات المنسوبة إلى زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وتحديد ضامن لتنفيذ مخرجات الحوارات.
وفي هذه الاثناء نشرت «اللجنة التحضيرية لدعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة» المدعومة من الإطار التنسيقي عدداً من التوجيهات أبرزها أن تكون تظاهراتها أمام الجسر المعلق وعدم الدخول إلى المنطقة الخضراء إلا بناء على تعليمات خاصة، والتعاون مع الاجهزة الأمنية ورفع الاعلام العراقية والحسينية وبيارق العشائر العراقية فقط.
إلى ذلك، ذكر عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني هيثم المياحي في تصريح إلى «الصباح الجديد»، أن «موقفنا مع كل تظاهرة سواء كانت تابعة للتيار الصدري او انتفاضة تشرين أو غيرها طالما أنها بنيت على أسس وطنية».
وتابع المياحي، أن «بقاء الأوضاع على التصعيد يعني أننا نسير في مرحلة خطيرة قد ينتج عنها صراع داخلي يفتك بالعملية السياسية والمجتمع ومنظومة الديمقراطية والدولة».
وأشار، إلى أن «حدوث أي مكروه سواء للتظاهرات المدعومة من التيار الصدري، او التظاهرات المدعومة من الاطار التنسيقي أو أي مواطن خرج للمطالبة بحقوقه سوف ينتج عن ذلك دمار وهدر للدماء».
وشدد المياحي، على أن «الجميع ينبغي أن يدرك أننا أمام مؤسسات الدولة التي يجب الحفاظ عليها، إضافة إلى أهمية الحفاظ على صورة العراق امام المجتمع الدولي».
إلى ذلك، ذكر عضو تحالف الفتح علي الفتلاوي في تصريح إلى «الصباح الجديد»، أن «الاطار التنسيقي دائما يقف إلى جانب التهدئة والابتعاد عن التصعيد».
وتابع الفتلاوي، أن «التيار الصدري عليه أن يكون أكثر حذراً من الانزلاق في منحدر خطير مع وجود جهات تحاول أن تستغل الوضع في خلق فتنة شعواء تحرق الاخضر واليابس».
ولفت، إلى أن «الدخول في أية مفاوضات يجب أن يسبقه تهدئة الموقف، لكي نتوصل إلى حلول تحت سقف الدستور والقانون».
وأوضح الفتلاوي، أن «تعطيل العملية السياسية والاستحقاقات الدستورية له ابعاد خطيرة، نحن نرفض تسفيه الدستور».
وما زالت جلسات البرلمان معطلة إلى إشعار أخر بموجب قرار اتخذه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي يوم السبت الماضي.