فيما شهدت الجادرية تجمعا مضادا من مناصري الاطار
بغداد – الصباح الجديد:
شهد عدد من محافظات البلاد امس الاثنين، تظاهرات مؤيدة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ومساندة المعتصمين في بغداد، كان من بينها محافظة نينوى، في وقت تجمع مئات من مناصري الاطار التنسيقي امام المنطقة الخضراء في تظاهرات مضادة دعا اليها بيان صدر عن الاطار امس الأول الأحد.
وكان وزير الصدر صالح محمد العراقي، دعا وبتوجيهات مباشرة من زعيم التيار، أبناء وعشائر المحافظات باستثناء النجف باعتبارها آمنة لقدسيتها، الى مساندة إخوانهم المعتصمين في بغداد منذ ثلاثة أيام، في خطوة تعكس ارتياح الصدر بالتعامل مع أنصاره تتمثل بعدم الحاجة الى استدعائهم الى بغداد، والتظاهر كل في محافظته.
ونقلت الفضائيات وقنوات التلفزة بمختلف أنواعها، الحضور الكبير لأنصاره في المناطق الرئيسة في محافظات بابل والمثنى والبصرة والناصرية وميسان ونينوى وغيرها من المحافظات في الوسط والجنوب.
وزاد من زخم التظاهرات، حضور عدد من العشائر التي أيدت دعوة الصدر بنفسه في تغريدة على تويتر «لتغيير النظام السياسي بشكل شامل»، ولوحظت «البيارق» التي تحمل عناوين هذه العشائر وسط تظاهرات الصدريين «.
وشهدت العاصمة بغداد، معقل التظاهرات الصدرية، حضوراً كبيراً لأنصار التيار الصدري في المنطقة الخضراء مدعومة أيضاً بعدد من العشائر العراقية من النسيج المتنوع في بغداد، فيما ردد المتظاهرون وعلى مدار اليومين الماضيين انشودة «اليوم الشط زايد مايه»، في إشارة لزيادة أعدادهم و»رؤيتهم» أن هناك استجابة لدعوة الصدر في التظاهر والتغيير السياسي.
وللمرة الأولى، شهدت محافظة نينوى، تظاهر المئات من أنصار زعيم التيار الصدري
والتي تجمعت قرب كلية النور في ناحية برطلة للتظاهر من أجل مساندة متظاهري التيار في بغداد بعد دعوات أطلقها التيار لكل المحافظات.
ويترقب الشارع ما سيؤول إليه الوضع في العاصمة بغداد، بعد دعوات الى التظاهر مضادة لزعيم التيار الصدري دعا اليها الإطار التنسيقي أمام أسوار الخضراء قرب الجسر المعلق.
ويشتد الخلاف بين الصدريين الذي يعتصمون في مقر البرلمان العراقي بالمنطقة الخضراء، والإطار التنسيقي الذي دعا أنصاره للتظاهر قربها، ففيما جاءت تظاهرات الصدريين في المحافظات تأييدا للاعتصام المستمر في العاصمة بغداد، نظم جمهور الإطار التنسيقي الذي يضم مجموعة من الأحزاب الشيعية أمام المنطقة الخضراء، تظاهرة في منطقة الجادرية بدعوة من ما اسماه الاطار «اللجنة التنظيمية لدعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة»، رداً على الاعتصام المفتوح لأنصار التيار الصدري في البرلمان ودعوة الصدر لتغيير النظام السياسي.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد الى المتابعة الدقيقة للتظاهرات، سواء تلك التي هي للتيار الصدري ام لجمهور الاطار التنسيقي، اذ يتضح من سيرها، انها تدار من اعلى المراكز في الطرفين المتضادين، فكما شهد اعتصام البرلمان توجيهات صدرية يوم امس الأول بتنظيم طريقة العمل وعدم استفزاز الآخرين ونقل مراسم العزاء الحسيني الى خارج قبة البرلمان، وتنظيم صلاة الجمعة المقبلة في ساحة الاحتفالات، بالمنطقة الخضراء، دعا رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي امس الاثنين، المتظاهرين قرب جسر المعلـق الـى الالتـزام بالقانـون.
وقال المالكي في كلمة: «اتقدم بالشكر الجزيل على التظاهر وكان هدفه تثبيت الدفاع عن الدولة وعن مؤسساتها وعن الدستور وعن النظام وقد ساهمتم برفع صوتكم بحضوركم دفاعا عن الدولة ومؤسساتهـا وعـن نظامهـا».
وأضاف «لا نريد ان يصدر من هذا الجمع اي مخالفة تسجل بتجاوز على اي مؤسسة من مؤسسات الدولة»، داعياً إياهم الى «عدم عبور الجسر باتجاه المنطقة الخضراء ولا تدخلوا المنطقة الخضراء ولا تشتبكوا مع الاجهزة الامنية ابداً».
وكان بدأ متظاهرو الإطار التنسيقي، التجمع قرب الجسر المعلق وسط العاصمة بغداد مساء امس الاثنين، بعد ان اصدر الإطار التنسيقي أمس الأول، بياناً دعا فيه مناصريه إلى التظاهر الاثنين، في محيط المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد في الساعة الخامسة عصراً، الأمر الذي دفع القوات الأمنية الى اتخاذ إجراءات مشددة امس، خصوصا حول المنطقة الخضراء، وقامت بإغلاق طرق مهمة، تحسبا لخروج تظاهرات التنسيقي كما أغلقت معظم مداخل المنطقة الخضراء.
وفي السياق، أعرب وزير زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في وقت لاحق امس الاثنين، عن أسفه لاعتداء بعض متظاهري الإطار التنسيقي على القوات الأمنية، فيما دعاهم إلى إعلان «التوبة» والالتحاق بفسطاط «الإصلاح».
وقال صالح محمد العراقي في تغريدة عبر تويتر، «شيء مؤسف أن نرى بعض المتظاهرين من الاطار يعتدون على القوات الأمنية وعلى قوات مكافحة الشغب، فذلك فعل مشين، فالقوات الأمنية سور الوطن».
وأضاف، «كما إننا نثمّن موقف أخوتنا في الحــشــد الشــعــبي بالوقوف على الحياد بين الفسطاطين: فسطاط الإصلاح وفسطاط الاطار».
وتابع، «من هنا أدعو تلك الثلة (المغرر بها) الى الإلتزام بالسلمية وعدم التعدّي على أحبتنا القوات الأمنية وعلى الممتلكات العامة. وبابنا مفتوح لإعلان توبتهم ولالتحاقهم بفسطاط الإصلاح وحبّ الوطن».