فلاح الناصر
منذ صدور العدد الاول لصحيفة ( الصباح الجديد)، التحقت باسرتها المعطاء، وجدت فيها تعاملا مثاليا من اساتذة خبراء وطااقات شبابية، وما زلت اواصل رحلتي فيها التي اشعر كأنني مؤرخ فيها لا صحفي رياضي، الثقة التي غمرتني بها إدارة الصحيفة ممثلة بشخص الراحل الاستاذ المعلم الإنسان إسماعيل زاير، لا يمكن تصور حجمها، فقد كان ابا ظافر ابا روحيا للجميع، محبا ، متواضعا، مهنيا، دؤوبا في السؤال وتفقدنا شخصا شخصا.
لرئيس التحرير ألف حكاية وحكاية مع العاملين في اسرة صحيفتنا الصباح الجديد، يخبرنا في كل اجتماع تشاوري بأننا اسرة واحدة يكمل بعضنا البعض، يستأنس بالاراء وصولا إلى رؤى مشتركة تخدم العمل وتسهم في تقدمه، مراعيا في ذلك الجميع، يترك حرية الحديث لكل شخص تعبيرا عن انسانيته ومهنيته وابويته.
نعم، كان استاذنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، طيلة سنواتي في العمل، تعلمت الكثير منه، في جلساتنا عن الحديث والتحاور بشأن القطاع الرياضي، كان يشكو ما وصلت إليه احوال الرياضة سواء على صعيد التقاطعات بين اهلها او بعض النتائج غير الإيجابية لمنتخباتنا الوطنية في العديد من الألعاب، لكن استاذنا الراحل المحب إسماعيل زاير، كان متفائلا برغم ذلك، يحرص على فتح آفاق التعاون مع الجميع، لم يضع خطوط حمر على اية شخصية، بل كانت صفحاتنا الرياضية مفتوحة للزملاء تعبيرا لما يملكونه من رؤى او انتقادات بناءة تسهم في اصلاح واقع الحال، او تشجيعا لقفزات ونتائج ايجابية هنا وهناك.
يحدثني عن اصدقاءه الرياضيين، له مواقف معهم ولقاءات، يحرص على متابعة الدوري الإسباني وفريقه المفضل برشلونة، احاديث كثيرة تغلفها جو المرح والسعادة عندما يحقق فريقه التفوق، فيما ينتقده بشدة عند الإخفاق، مستعرضا نقاط تراجعه وكيفية النهوض مجددا!.
عذرا كابتن، كلمات يرددها الاستاذ إسماعيل باستمرار، حي نلتقي، يخبرني انه يعتذر لعدم كتابته لمقال رياضي كان وعد به قبل ايام، تارة بسبب انشغالاته او سفره تارة أخرى، فكانت الابتسامة على محياه، تعبيرا عن اعتذاره، الحقيقة يضعني في موقف محرج جدا، كيف اتعامل مع رئيس تحرير لصحيفة وأسم له ثقلا كبيرا في الإعلام، عندما يتقدم ويبادر بالاعتذار لتأخره عن كتابة مقال؟!.
ما تعلمناه سيضاعف اصرارنا على المضي في طريق المهنية الذي تحرص على اكماله، انتصارا للإعلام المعتدل المبني على أسس رصينة، الباحث عن الحقيقة من مصادرها الرسمية والمعتمدة، سنبقى أوفياء لما كسبناه في مسيرة عملنا في جريدتنا الصباح الجديد.
وداعنا استاذنا إسماعيل، لن ننساك ما دام فينا نبض، فقد تركت فينا أثرا جميلا بما تحمله من إنسانية، حزننا برحيلك مؤلم وزاد من مآسينا، نعزي انفسنا واسرتك بفاجعة رحيلك، لهم ولنا الصبر والسلوان، نسال الله ان يتغمدك برحمته الواسعة ويسكنك فسيح جناته، والعزاء انك عند مليك مقتدر.