وداد إبراهيم
” امسكت الة الكمان وعزفت بحرفية وانا في السادسة من عمري، ولم تكن دروس الموسيقى التي كنت اخذها في معهد الامل للمكفوفين ترضي شغفي وحبي وطموحي للموسيقى لذا تركت الدراسة في المعهد عام 1958 واشتريت الة الإيقاع لأعمل مع فرقة موسيقية تكونت من طلبة في المعهد وبعض الأساتذة، وصرت اشارك في الحفلات معهم علما إني كنت الأصغر بينهم فاكتسبت خبرة وجرأة في الدخول الى الحفلات لأني كنت حينها لا امتلك مبلغ شراء الة الكمان فتواصلت في العزف على الإيقاع”.
هكذا بدأ عازف الكمان والرائد الموسيقي فالح حسن حديثه معنا وأضاف: حتى التقيت الملحن الكبير جميل بشير فتعلمت منه الكثير عن الموسيقى وترعرعت على يده، ما عزز الثقة بموهبتي وصارت الموسيقي تشكل جزء مهما من حياتي، فطلبت من احد الأصدقاء ان يشتري لي الة الكمان على ان اعيد له المبلغ على شكل دفعات شهرية فأشتراها لي بعشرة دنانير بعد ان دفعت له دينارين كمبلغ اولي، وما ان امسكت الكمان حتى شعرت ان الطريق للاحتراف بات قريبا، حينها اخذني والدي الى الفنان الراحل الكبير(حضيري أبو عزيز) في احدى مقاهي منطقة العلاوي مقابل سينما بغداد فوجدت عددا من المطربين مثل (داخل حسن وناصر حكيم) وجلست وسطهم وعزفت على الة الكمان فأثرت اعجابهم، كانت هذه الخطوة بداية الدخول الى الإذاعة والعمل في فرقة الهواة مع الاستاذ (كمال عاكف) ومن ثم انتسبت الى برنامج ركن الريف الذي كان يقدمه حينها الفنان (عبد الواحد جمعة)”.
*والغناء الريفي ؟
” لم أكن احب هذا اللون لاني كنت اعشق الأغاني وروادها (ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب)، لكني عرفت ان اللون الريفي مطلوب وسائد في ساحة الطرب فاصبح طريقي في العزف حتى أعيش، قدمت الحانا لبعض المطربين لكني وجدت ان الكثيرين ينكرون علي اللحن فتركت التلحين وامتهنت العزف الريفي”.
*والفنانين والفنانات الذين عملت معهم؟
” تعرفت على المطرب (سلمان المنكوب) وكان يعزف على الربابة فعملت معه وكنت اعيد عزفه على آلة الكمان، كما رافقت الفنان الريفي (عبادي العماري) في الكثير من حفلاته واذكر اني رافقته في اول اغنية له ليسجلها في استوديو في مدينة الصدر عام 1963، وافضل من غنى اللون الريفي هم الغجر وقد رافقت المطربتين (حمدية صالح ووحيدة خليل) اما (ساجدة عبيد) فأنا من اخذها من منطقة الكمالية الى الإذاعة لتكون واحدة من مطربات الريف”، ويضيف “اذكر اني في احدى سفراتي الى الحلة تعرفت على سائق تكسي اعجبت بصوته فأخذته الى الإذاعة ولحنت له اغنية واذا به يصبح من اشهر المطربين وهو المطرب (سعدي الحلي) وصرت ارافقه واتعلم منه كونه يمتلك القرار والجواب في الغناء، وحين ظهر جيل من المطربين مثل (سعدون جابر وحميد منصور وكريم حسين وكريم منصور وكاظم الساهر) كنت انا المفضل لديهم، وعملت معهم ورافقت الفنان سعدون جابر في كل رحلاته وكان المطرب المفضل ومحط اعجاب السعوديين واعتبر حينها سفيرا للاغنية العراقية ، كنت اعزف معه على الإيقاع بالاضافة للكمان”. ويتابع” عملت مع جميع المطربات ما عدا عفيفة إسكندر اذ كان يعزف معها على الة الكمان العازف (فاروق العبيدي) لكني رافقت مائدة نزهت واحلام وهبي وغيرهن”.وعن امل خضير يقول انها تمتلك صوتا وأداء رائعا ولها تاريخ غنائي مهم.
ويأسف حسن لحال الاغنية العراقية اليوم بقوله: الاغنية العراقية تدهورت والمطرب اليوم لا يعتمد الات العزف مثل الكمان والناي والقانون هذه الآلات تستخدم في الموال والمقام والعزف السائد اليوم هو الة الاورغ لذا أصبحت الأغاني عبارة عن صخب وفوضى، انا لحد الان استمع للأبوذية واغاني داخل حسن والمطرب الوحيد اليوم هو رعد الناصري”.