الفنانة سمية البغدادي:
سمير خليل
في البصرة، مدينة النخيل والطيبة والابداع، تتنوع اشتغالات مبدعيها الفنية بشكل منظم ومتواصل برغم كل الصعاب، ومنهم مبدعة اختارت الصعب في الفن، الفخار، لغة الطين وخطاب الجمال، تنوعت اعمالها الخزفية وتناغمت بدفء بيئتها ومدينتها وطيبة اهلها.
سمية البغدادي، خزافة بصرية تنضم لكوكبة المبدعات من بنات وادي الرافدين. لم يتوقف ابداعها عند اصطفاف خزفياتها المتنوعة، بل سخرت خبرتها وموهبتها لتعليم اجيال من البراعم اسس واصول فن الخزف الراقي ما يضيف لرصيدها في عملها الابداعي الفرح والسعادة.
تقول: “افتتح كلامي بقوله تعالى ( ولقد خلقناالانسان من سلالة من طين) تعلقت بالطين وصرت لا أعلم هل هو قطعه مني ام انا قطعه منه! اعشقه واشكو له همي كلما تعرضت إلى مشكلة، فاعزل نفسي معه لافرغ جل أسراري اليه، حتى أجد نفسي قد صنعت فخاريه جميله”.
وتضيف: “صار الطين علاجا لبعض همومي وجروحي من تراكمات الحياة، فكنت أضع في بالي دائما انه صديقي الوحيد، ولااخفي عليكم كم هو متعب العمل بالفخار والخزف ومكلف في الوقت نفسه، لكن مدى حبي له وتعلقي به، يذلل كل آثار التعب وخصوصا حين تخرج قطعتي الخزفية الجميلة من فرن الفخار وسعادتي الكبيرة بها”.
- على ماذا اعتمدت بشغفك بالخزف؟
- “حبي لمدينتي وبيئتي وتاريخ وآثار وشناشيل بصرتي الحبيبة وسكني في ابي الخصيب حيث الطين والنخيل والطبيعه الجميلة، جعلني اجسد هذا كله في أعمالي الخزفية على شكل جداريات او خزفيات، والخزف له صفه تاريخية من قبل آلاف السنين ومن الأشياء التي تميز بها بلاد الرافدين وبقيت آثاره موجودة الى الان، لإنه فن عريق ونحن بدورنا نحيي هذا الموروث وننقله للأجيال القادمة”.
- لديك تجربة او تجارب مع الاطفال وطلبة المدارس؟كيف تجاوزت صعوبات تعليمهم؟
- “كانت لي تجارب ودورات عديده لشتى الأعمار وخصوصا الأطفال، من خلال هذه الدورات اكتشفت مواهب كثيرة تحتاج إلى صقل لتصل إلى مرحلة الإبداع في المستقبل، في بداية الدورة وتحديدا اليوم الأول يشوب نفسيات الأطفال نوع من الخوف والخجل والتشنج، ولكن بمرور الوقت والايام تتلاشى وتختفي، يصيرون أكثر تعاونا وحبا للمساعده وتكوين علاقات صداقة جميلة، اضافة الى الحوار وطرح الأفكار وانسجامي معهم بشكل مدروس، والتوجيه السلس في إيصال كل معلومة عن الطين، وكيف نتعامل معه لاستخراج عمل جميل بأيديهم”.
وتضيف: “مع نهاية الدورة يظهر الاطفال تعلقهم بها وبي حد البكاء، فاشعر بفخرلانني ادخلت هذا الجمال داخل نفوسهم، كانت الغاية من الدورات، أن نستغل اوقات الفراغ لدى هؤلاء الاطفال بما هو مفيد ونبعدهم عن الألعاب الالكترونية والهواتف المحمولة، والحمد لله وفقت بهذه الدورات التي نالت رضى الأهالي وفرحتهم بأعمال اطفالهم الفخارية والخزفية حين عرضتها في المعرض المخصص لهم، وكان الحضور جميلا جدا والفرحة الأكبر حين قمت بتوزيع الأعمال لهم كهدايا، انا سعيدة جدا بفرحة الأطفال”. - هل يتفوق الخزاف العراقي اليوم على نظيره العربي؟ وبمن تستشهدين من خزافينا؟ كيف يواجه الخزاف العراقي اليوم الصعوبات المتعلقة بعمله؟
“بالنسبه للتفوق بين الخزافين يمكنني القول ان لكل خزاف طريقته واسلوبه في العمل وتقنياته ومواضيعه الخاصة، وطريقة توصيلها للمتلقي، ويوجد الكثير من الخزافين العراقيين المحترفين لهم بصمة واضحة داخل البلد وحتى خارجها مثل سعد شاكر ورعد الدليمي وقاسم نايف وندى عسكر والكثير من المبدعين العراقيين”.
وتتابع: “بالنسبه لصعوبات العمل في فن الفخار والخزف فأولها الكهرباء، وخصوصا إذا اعتمد الخزاف الفرن الكهربائي، ففي مرحلة الفخر وخصوصا مرحلة تشغيل الفرن بعد طلي الأعمال بالمواد الكيميائية وألوان التزجيج، اذ يجب أن تستمر من دون انقطاع لتحافظ الألوان على ثبوتها، فمن أساسيات العمل الناجح استمرار الكهرباء، لهذا السبب فبعض الخزافين يفضلون استعمال الفرن الغازي أو النفطي لتلافي هذه المشكلة وكل وحسب إمكانياته”.