هناك مرتكزات او اسس تقف عليها وتعتمد الانشطة الانسانية ومنها الرياضة، فالرياضة التي تسمو على الكثير من هذه الانشطة بالنظر لماتقدمه من دروس وفن وامتاع ينعش الروح ويأسر القلب ويفرح العين وليس ادل على ذلك من المتابعة الكبيرة للرياضة والعابها على اديم الكرة الارضية.
الرياضات المختلفة الفردية والجماعية ومنها كرة القدم تعتمد على مرتكزات تتوزع بين اللاعبين والمدربين والملاعب ثم الاهم من كل هذا، الجمهور، ملح الرياضات وتوهجها فهو الهدف والوسيلة للارتقاء باية لعبة للوصول بها الى بر المتعة والاثارة، في كرة القدم كمثال اول يلعب الجمهور دورا كبيرا في نجاح المباراة او اخفاقها حيث يتوقف ايقاع هذه المباراة ويتنفس برئات المتفرجين الذي يؤطر تشجيعهم وهتافهم كل المباريات ويمنحها النجاح والتفوق، ليس هذا فقط فحضور الجمهور الى الملعب وطريقة تشجيعه لفريقه المفضل تعتمد على ثقافة ورقي وتحضر هذا الجمهور.
منذ اكثر ما يقارب العامين توقفت الانشطة الرياضية بسبب وباء كورونا فاصيبت الملاعب وعلى مستوى العالم بالشلل وتوزع اللاعبين يمينا وشمالا في عطلة اجبارية لم يتوقع اكثر المتشائمين ان تطول فترة اغلاق الملاعب هذه المدة الزمنية، هذه الاجازة الاضطرارية اصابت الجميع بالحيرة والالم والتساؤل: متى تنفرج الازمة؟ حينها قررت اغلب الاتحادات الرياضية وعلى رأسها كرة القدم اعادة الحياة للملاعب المعطلة واستئناف الانشطة الرياضية مقابل اجراء قاس هو خلو الملاعب من الجمهور، تصوروا وجبة غذائية متنوعة وشهية ولكن دون حبة ملح!! الاندية العالمية الكبيرة وافقت على هذا القرار واستجابت للتحوطات الصحية كي تعاود فعالياتها وان كانت تسير بارجل عرجاء لانها تخضع لحسابات مالية كبيرة بسبب نفقاتها الباهضة التي يأكل جل زادها رواتب وعقود نجوم الكرة التي ترهق ميزانيات هذه الاندية.
اليوم الكل يتابع المباريات الكروية من خارج اسوار الملاعب اما داخلها فمباريات بدون روح، بدون تشجيع او صخب واغان، ورغم ذلك يحاول اللاعبون ان يملآوا هذا الفراغ الممل بفنونهم وسحرهم.
لانضيف جديدا اذا قلنا ان الكثير من الاندية والمنتخبات عرفت بجمهورها واعتمدت نتائجها على تشجيع هذا الجمهور، وهنا تحضرنا عشرات الامثلة لكننا نكتفي بالاستشهاد بجمهور نادي بروسيا دورتموند الالماني وملعبه الشهير سيغنال إيدونا بارك حيث نال هذا الجمهور لقب المثالي ولعدة مواسم كروية، وكذلك الجمهور الياباني خلال نهائيات المونديال الكروي في روسيا 2018 والذي كان يقوم بتنظيف المدرجات بعد انتهاء مباريات منتخبه بغض النظر عن نتائج هذه المباريات، ولنا في جمهورنا العراقي الوفي مثال حسن للرقي والجمال فهو كان بمستوى الطموح خلال المباريات الكبيرة وماشاهدناه خلال افتتاح بطولة غرب آسيا عام 2019 في ملعب البصرة الدولي خير دليل وشاهد.
عموما كلنا امل وامنيات ان تزول هذه الجائحة الخبيثة لتعود الملاعب مزدانة بالوان الجمهور المفرحة كي تعود المتعة الحقيقية والسحر الآخاذ.
سمير خليل