“الطنطل” و”السعلوة” لا يجديان نفعا مع الطفل

احلام يوسف

يعاني الكثير من الاهالي من اطفالهم المشاكسين والذين لا يمتثلون الى اوامر الاب والام ويعاندونهما بصورة مستمرة.

غالبا ما يمتلك الطفل الاول صفات العناد والمشاكسة لأنه غالبا يعامل بدلال مبالغ به. هناك اطفال لو خُيروا بين طرفين، يختار الطرف الذي يعلم انه يغيض امه او ابوه، لمجرد العاند ولأنه يريد ان يثبت شخصيته.

كيف يمكن ان نتعامل مع مثل هذا الطفل؟ وهل هو امر يحتاج اللجوء الى طبيب نفسي كي يرشد الاهل الى الطريقة المثلى للتعامل معه، ام هي صفات مؤقتة تنتهي بمجرد ان يكبر ؟

الدكتور بالطب النفسي عبد الاله عزيز اكد في بداية حديثه ان الطفل المطيع هو من يجب ان نخاف عليه! اذ قال: “الطفل المشاكس والذي يعاند الاهل بصورة مستمرة ويختار عكس ما يريده الاهل، قد يكون متعبا وقد يشعر الاهل بالخوف على مستقبله، لكن الطب النفسي الحديث اثبت ان هذا الطفل يمتلك شخصية قوية علينا ان نعززها بداخله لكن بطريقة ذكية”.

وتابع: “الطفل المطيع هو من يجب ان يقلق الاهل عليه، فالطفل الذي يستجيب لكل رغبات الاهل ويعمل بما يملون عليه به، لديه شخصية ضعيفة، وسيكبر عليها طالما ان الاهل يهللون لطاعته ويشيدون به امام الاخرين. نعم هو مريح بطفولته لكنه متعب عند الكبر، وقد تتحول الى حالة خطرة فيما بعد، فمثل هؤلاء سهل جدا ممارسة عملية غسيل الدماغ معهم”.

وعن الطريقة الامثل للتعامل مع هذه النماذج يقول: “يجب على الاهل ان يستشيرونه بالأشياء البسيطة التي يفهمها ويستوعبها، مثلا ترتدي الام فستانا وتسأله عن رأيه، او تطلب منه ان يقترح لبسا معينا له، عندما يزورون الاسواق تسأله عن الاشياء المفضلة لديه، او حتى الاشياء الضرورية التي يجب ان تشتريها بالتدريب وبمرور الوقت سيكون له رأيه الخاص”.

وعن الطفل العنيد وطريقة التعامل معه يقول: “النقطة الأهم، ان لا تصرخ الام بوجه الطفل، لان الصراخ يمكن ان يغرس صفة الخوف بداخله، ما يجعله شخصا مترددا ازاء أي موضوع او قرار. على الاهل ان يفهموا ان الطفل لا يرى نفسه طفلا، بل يتصور انه بعمرهم، لذا يجب مع كل مشكلة عناد او مشاكسة او مشكلة يتسبب بها، ان نتحدث معه وكأنه بعمرنا ويفهم أي كلمة نقولها له، ونشعره بالمسؤولية تجاه أي فعل يقوم به”.

وتابع: “احذروا تماما من ترويع الطفل بأشخاص وكائنات مخيفة، كأن يتم تهديده اذا اراد ان يقوم بفعل ما، بلص يختطفه، او عفريت شرير (الطنطل او السعلوة) يأخذه الى مكان اظلم او يأكله، لأنه سيفعله فيما بعد فقط للتأكد من انك تكملت بصدق معه، فان كان كذلك ووجد ان الامر مجرد تخويف فسيتسبب الاهل بأزمة ثقة معهم، يمكن ان تؤدي الى مشكلات اكبر فيما بعد”.

واكد الدكتور عبد الاله عزيز اهمية الحوار الواعي من حيث اختيار الالفاظ المناسبة ونبرة الصوت التي يجب ان يتحدث بها الاهل، وقال: “عندما يقوم الطفل بفعل مشاكس او يتسبب بمشكلة ما يجب ان نتحدث معه بنبرة جادة، ونراعي ان لا يشعر بإهانة لأننا يجب ان نعزز بداخله الاعتزاز بالنفس والكرامة، لذا فأول امر ان لا نؤنبه امام احد، حتى لو كان اخيه او احد الابوين، نختار غرفة نكون بها لوحدنا ونعاتبه بطريقة تشعره بأننا نعول عليه وعلى كونه طفلا مميزا وباننا نفخر به امام الاخرين فنريد لهذه الصورة ان تظل زاهية ونحدثه باحترام والتأكيد على اهمية استماعه لما نتحدث عنه، بصفتنا الابوية”.

وان ظل الطفل على ما هو عليه ولم يفد التأنيب بهدوء معه؟

يمكن ان نجرب العقاب، مثلا نجلسه على كرسي ونمنعه من مغادرة مكانه الا اذا اعترف بالخطأ ويجب ان نضع كرسي العقاب بالغرفة نفسها التي نكون متواجدين بها، لأننا لا نريد تخويفه،  او ان نحرمه من اللعبة التي يحبها، فان التزم واعتذر علينا ان نحتضنه ونسامحه اما اذا عاند وغادر الكرسي فيجب ان نرجعه اليه، ونخبره بان المدة زادت وستزيد بعد كل مغادرة له. وهنا يجب ان نحرص على عدم تدخل احد افراد الاسرة بالموضوع”.

وختم بالقول: “يجب على الاهل ان يفكروا بطرق عقاب مجدية وليس عيبا ان استشاروا طبيبا نفسيا او باحثا اجتماعيا لمعرفة الطرق الصحيحة والتي تجدي نفعا مع الطفل، وايضا طرق مكافأة في حال قام الطفل بعمل جيد يستحق الثناء”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة