وداد إبراهيم
كان لهدم وتخريب المواقع الاثارية، وتحطيم النصب والتماثيل التي تمثل ملوك حضارات نينوى على ايدي عناصر تنظيم داعش الإرهابي، الأثر الكبير على الكاتب والمترجم (محمد حسن علاوي)، الذي صار يراوده سؤال بشأن دقة تدوين كل ما موجود من اثار في نينوى.
بحث علاوي بين عناوين الكتب فلم يجد غير القليل، والتي لم تتوغل في كل ما موجود من اثار ومواقع في مدينة نينوى، حتى عثر على مؤلفات الآثاري والرحالة البريطاني (اوستن هنري لايارد) الذي عاش في نينوى لسنوات باحثا ومنقبا وكاتبا، فكان له عدد من الكتب التي تتحدث عن اثار المدينة، لتبدأ مع (علاوي) رحلة الترجمة لكتب لايارد من اللغة الإنجليزية الى العربية والتي استمرت اربع سنوات من عام 2017 حتى عام 2020 .
يقول علاوي: ” الرحالة البريطاني (اوستن هنري لايارد) ربطته علاقة كبيرة بآثار مدينة نينوى بعد ان عاش فيها ثلاث سنوات، واتصل بالعشائر وعاش معها وتعرف على القبائل، واستطاع ان يحقق اهم الاكتشافات الاثارية في نينوى منها (المكتبة الاشورية) التي تضم اكثر من عشرين مخطوطة من الالواح، واكتشف قصر الملك (سنحاريب) وعثر على الكثير من اللقى الاثارية والتي نقلها الى المتحف البريطاني، هذا الرحالة كتب اول كتاب (اثار نينوى) والذي صدر في بريطانيا عام 1845 وينقل فيه صورة حقيقية عن اثارنا وتفاصيل كثيرة عن مواقع تعد من اهم المواقع الاثارية في العالم”.
وتابع: “كَتَب لايارد عن الاكتشافات الاثارية بدقة اظن انه تفرد بها، إضافة الى انه يتحدث عن الحياة الاجتماعية في نينوى والعادات والتقاليد السائدة في القرن الثامن عشر. الكتاب طبع في بريطانيا، وطبع مرة ثانية في أميركا، ولاقى رواجا كبيرا، وحين بحثت اكثر، عرفت ان كل كتبه لم تترجم الى العربية برغم أهميتها لمعرفة كل المواقع الاثارية في نينوى. حاولت الحصول على كتبه من مكتبة الكونجرس، فالكتاب الذي يمضي عليه اكثر من مئة عام يمكن سحبه من المكتبة، فقمت بترجمة كل رحلات هذا الكاتب أولها كتاب (اثار نينوى) وهو كتاب ضخم بجزأين وكل جزء 250 صفحة. شاركني الترجمة زميلي المترجم (خضر على سويب) وطبع في مطبعة دار الرافدين في بيروت عام 2017 والدار كانت مهتمة بتوزيعه في المعارض العربية”.
واضاف: “الكتاب الثاني (اكتشافات نينوى) صدر عام 1854 في بريطانيا ترجمته عام 2019 اما الكتاب الأخير فهو (المغامرات الأولى في بلاد فارس وساسان وبابل) ترجمته عام 2020. صدر مؤخرا عن دار المأمون للترجمة والنشر واعتقد انه سيصل للقارئ العراقي المهتم بالآثار العراقية وبالحضارة التي عاشت الاف السنين على ارض نينوى، وكان هدفي ان يعرف القارئ حقيقة اثارنا وتاريخنا العظيم في هذه المدينة العظيمة”.
وعن الكتب الأخرى التي قام بترجمتها ذكر ان له أربعة كتب مترجمة من العربية الى اللغة الإنجليزية وهي (المدرسة البغدادية بالخط العربي) و(احداث بغداد في 12 قرن) و(الحروف الهجائية) ولديه كتاب الان بصدد ترجمته وهو (مفتاح الترجمة التحريرية). “علما إني ترجمت أكثر من 14 كتاب والاف الوثائق الرسمية والمراسلات واسهمت مع زملائي بترجمة أكثر من عشرة كتب، وترجمة تعاقبية لأكثر من 500 شخص في عدة مؤتمرات دولية.
ترجمة رحلات اثاري في نينوى بعد أكثر من مئة عام
التعليقات مغلقة