فضلت اختيار وزراء تدعمهم الكتل السياسية
بغداد- وعد الشمري:
تخلّتْ القوى الشيعية عن زجّ المستقلين في حكومة مصطفى الكاظمي، ووصفت تجربتهم بالفاشلة، وفيما أكدت استمرار التباحث حول الوزراء لضمان مرورهم في مجلس النواب، شكّت من ضغوط تمارسهـا الكتل السنيّة والكردية للحصول علـى مــا تعـدّه استحقاقهـا الانتخابــي.
وقال النائب عن تيار الحكمة عباس صروط في تصريح إلى “الصباح الجديد”، إن “موقفنا ما زال داعماً لرئيس الوزراء المكلّف مصطفى الكاظمي، ولم ننسحب عنه كما يتم الترويج عنه في وسائل الإعلام”.
وتابع صروط، أن “مهمة الكاظمي صعبة للغاية، لاسيما انه جاء بعد اعتذار اثنين من المكلّفين، عدنان الزرفي، وقبله محمد توفيق علاوي، وسط هذه الأجواء السياسية المعقّدة”.
وأشار، إلى أن “ضغوطاً يتعرض لها المكلّف من الكتل السنية والكردية، مع المطالبة بالإبقاء على بعض الوزراء الحاليين، وهو ما لا يمكن القبول به”.
وأكد صروط، أن “الفشل أصاب جميع حكومة عادل عبد المهدي، بوصفها كابينة غير منتجة، وسجل الشارع العراقي بحقها العديد من الملاحظات”.
ولفت، إلى أن “تجربتنا مع الوزير المستقل لم تكن ناجحة، فهو كان فريسة للكتل السياسية، بخلاف الذي يدعمه حزب معين، فبإمكانه أن يمارس دوره بانسيابية أكثر”.
وشدّد النائب عن الحكمة، على أن “الكتل التي تريد لها وزراء في حكومة الكاظمي عليها أن تُفصح عن نفسها بنحو علني، لكي تتحمل مسؤولية فشله، أو نجاحه”.
ويواصل، أن “الكتل الشيعية لديها 183 نائباً، وهي قادرة على تمرير الحكومة لوحدها لكنها لا تريد أن تتفرد في الحكم، بل تتعاون مع الآخرين في العبور إلى بر الأمان”.
وخلص صروط بالقول، إن “معايير اختيار الوزراء يجب أن تكون واحدة على جميع الكتل، لا أن تعطي القوى الشيعية حريّة للكاظمي، فيما يتمسك الآخرون بالمناصب تحت ذريعة الاستحقاق الانتخابي”.
من جانبه، ذكر النائب عن تحالف الفتح نعيم العبودي، في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “القوى الشيعية مع أن يأتي الكاظمي بمرشحين ويعرضهم قبل جلسة التصويت ونتباحث في إمكانية تمريرهم”.
وأضاف العبودي، أن “عدداً من الشروط الواجب توافرها في المرشح كان المكلّف قد ألزم نفسه بها، وهي النزاهة والكفاءة والتمتع بروح القيادة”.
وأوضح، أن “المناقشات ستسمح للقوى الشيعية أن تسجل ملاحظاتها على المرشح ويمكن في ضوء ذلك أن يتم استبدال غير المناسب”.
وأورد العبودي، “شرط المرشح المستقل لن يكون حاضراً في حكومة الكاظمي، لأنها تجربة فاشلة لا تتفق مع النظام البرلماني الذي يعتمد على الكتل السياسية”.
ويرى، أن “الخيار سيكون للكاظمي في تقديم مرشحين سواء كانوا مستقلين أم منتمين إلى كتل سياسية، لكن شرط أن يكونوا قادرين على الأداء بمهامهم”.
وانتهى العبودي، إلى أن “الاعتقاد السائد لدى مجلس النواب بأن الحكومة سوف تمر، حتى أن حصل ذلك أغلب الوزراء، وإذا حصلت اعتراضات فمن الممكن أن تطال بعض المرشحين الذين يمكن استبدالهم أو رفضهم في مجلس النواب”.
وتجد المتحدثة باسم تحالف النصر آيات المظفر، أن “أمام رئيس الحكومة المكلّف فرصة كبيرة في المضي بمشروع يلبي الطموح، ونحن على استعداد للتعاون معه”.
وأفادت المظفر، إلى “الصباح الجديد”، بأن “كتلتنا لن تقدم أي مرشح، لكن إذا طُلب منها ذلك فلن تمانع، كونها قادرة على تحمل المسؤوليـات التنفيـذيـة”.
وطالبت، الكتل السياسية ومن مختلف المكونات العراقية بـ “دعم المكلّف لاسيما في المرحلة الحالية”، ونصحت بـ “ترك التمسك بالمناصب”.
ومضت المظفر، إلى أن “تخويلنا للكاظمي ليس مشروطاً، لكن نطالبه بضمان تمثيل المرأة والمتظاهرين والشباب، في حكومته”.
يشار إلى أن رئيس الحكومة المكلّف مصطفى الكاظمي يواصل حواراته مع مختلف القوى السياسية لاختيار الوزراء وإعداد منهاج حكومي ضمن المهلة الدستورية البالغة 30 يوماً.