متابعة الصباح الجديد :
يحقق مسؤولو الصحة الكوريون الجنوبيون في عدة تفسيرات محتملة لعدد صغير ولكنه متزايد من مرضى كورونا المتعافين، والذين ثبتت إصابتهم بالفيروس مرة أخرى لاحقا. في حين أعلن باحثون من جامعة هارفارد الحاجة إلى تمديد الحجر الصحي الذاتي، حتى عام 2022، مشيرين إلى أن خطورة تفشي المرض ستصبح مستمرة.
ويقول الخبراء إن من بين الاحتمالات الرئيسية: عودة العدوى أو الانتكاس أو الاختبارات غير المتسقة.ويعتقد الخبراء أن أحد أسباب انتكاسة الأشخاص، قد يكون أن الفيروس يهاجم الخلايا المناعية، المسماة الخلايا اللمفاوية التائية، التي تلعب دوراً رئيساً في قدرة الجسم على تحديد العدوى والبدء في الاستجابة.وعلى الرغم من أن العدوى الجديدة ستكون السيناريو الأكثر إثارة للقلق، بسبب آثارها على تطوير المناعة لدى الناس، فإن كلا من مراكز الوقاية والسيطرة على الأمراض KCDC والعديد من الخبراء، يقولون إن هذا غير مرجح. وبدلًا من ذلك، تقول KCDC إن الأمر يرجع إلى نوع من الانتكاسة أو “إعادة تنشيط” الفيروس.
وقال الخبراء إن الانتكاسة قد تعني أن أجزاء من الفيروس تدخل في حالة سبات لفترة من الوقت، أو أن بعض المرضى قد يعانون من حالات معينة أو مناعة ضعيفة تجعلهم عرضة لإحياء الفيروس في نظامهم.
وقارن كيم جونغ كي، عالم الفيروسات في كلية الصيدلة بجامعة كوريا، الانتكاسة بعد العلاج بنابض يرتد بعد الضغط عليه. وقال: “عندما تضغط على زنبرك يصبح أصغر، وعند رفع اليد، يندفع النابض”.
وقال سول داي وو، الخبير في تطوير اللقاحات والأستاذ في جامعة Chung-Ang: “السلطات الصحية في كوريا الجنوبية لم تعثر بعد على الحالات التي ينقل فيها المرضى “المنتكسون” الفيروس إلى أطراف ثالثة، ولكن إذا ثبت مثل هذه العدوى، فستكون هناك مشكلة كبيرة”.
وأشارت دراسة حديثة للأطباء في الصين والولايات المتحدة إلى أن فيروس كورونا الجديد، يمكن أن يدمر الخلايا اللمفاوية التائية، والمعروفة أيضا باسم الخلايا التائية، والتي تلعب دوراً محوريا في جهاز المناعة في الجسم وقدرته على مكافحة العدوى.
من جانب أخر أظهرت تجربة أجراها فريق من العلماء الفرنسيين، أنه يمكن لفيروس كورونا المستجد تحمل درجات الحرارة المرتفعة لفترة طويلة من الوقت، فيما قد يكون دحضًا جديدًا لنظرية تلاشيه في الأجواء الساخنة.
اذ قام البروفيسور ريمي شاريل وزملاؤه في جامعة إيكس مرسيليا في جنوب فرنسا، بتسخين الفيروس الذي يسبب مرض “كوفيد 19” حتى 60 درجة مئوية (140 فهرنهايت) لمدة ساعة ووجد أن بعض السلالات ما تزال قادرة على التكاثر.
وكان على العلماء تقريب الحرارة إلى درجة الغليان لقتل الفيروس تمامًا، وفقًا لورقتهم البحثية التي لم تتم مراجعتها من قبل الأقران والمنشورة على موقع “بايو ركسيف”. النتائج لها آثار على سلامة تقنيي المختبرات الذين يعملون مع الفيروس.
وقالت الورقة إن عملية التسخين أدت إلى انخفاض واضح في العدوى ولكن بقيت سلالات حية كافية قادرة على بدء جولة أخرى من العدوى. تم إجراء بروتوكول “60 درجة مئوية لمدة ساعة” في العديد من المختبرات على مجموعة واسعة من الفيروسات القاتلة، بما في ذلك الإيبولا.
بالنسبة للفيروس التاجي الجديد، قد تكون درجة الحرارة هذه كافية للعينات ذات الأحمال الفيروسية المنخفضة لأنها يمكن أن تقتل نسبة كبيرة من السلالات، لكن يقول الباحثون إن ذلك قد يكون خطرًا على العينات التي تحتوي كميات عالية جدًا من الفيروس.
وجد الفريق الفرنسي أن ارتفاع درجة الحرارة يمكن أن يساعد في حل المشكلة. على سبيل المثال، تسخين العينات إلى 92 درجة مئوية لمدة 15 دقيقة يمكن أن يجعل الفيروس غير نشط تمامًا. (يغلي الماء عند 100 درجة).
ومع ذلك، يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة هذه أيضًا إلى تفتيت الحمض النووي الريبوزي للفيروس بشدة وتقليل حساسية الاختبار. لذا اقترح الباحثون استعمل المواد الكيميائية بدلاً من الحرارة لقتل الفيروس وتحقيق التوازن بين سلامة العاملين في المختبرات وكفاءة الكشف.
في حين أعلن باحثون من جامعة هارفارد الحاجة إلى تمديد الحجر الصحي الذاتي، بسبب جائحة كورونا، حتى عام 2022، مشيرين إلى أن خطورة تفشي المرض ستصبح مستمرة.
ويحذر الرسم البياني المتوقع لنشاط الفيروس من وقوع موجة ثانية من وباء “كوفيد – 19” في شتاء هذا العام. ويعتقد العلماء أن عواقبه ستظل مدمرة كما هو الحال الآن.
وأضاف الباحثون أن الحجر الصحي الذاتي المطول هو الشيء الوحيد القادر على إيقاف معدل الإصابات وإنقاذ حياة ملايين الأشخاص حول العالم.وتابعوا أنه من الممكن دحض هذه النظرية فقط في حال حدوث مناعة قوية عند البشر ضد العدوى الفيروسية، إضافة إلى ذلك سيسهم التقدم الكبير في تطوير اللقاح في مكافحة فيروسات التاجية.وأردف الباحثون أنه في ظل التطور الإيجابي للأحداث (في حال إتباع الحجر الذاتي) سيكون من الممكن التحدث عن الانتصار على الفيروس في حلول عام 2024، على وفق صحيفة “الغارديان”،
محذرين في حال لم يحدث ذلك، ستصبح موجات انتشار الأوبئة أكثر انتظاماً، وستودي سنوياً بحياة الكثير من الأشخاص.