الموصل – الصباح الجديد:
رفع فريق إسباني متخصص الستار عن نسختين لتمثالي ثورين مجنحين اكتُشفا في موقع نمرود الأثري، داخل حرم جامعة الموصل، ثاني كبرى مدن البلاد .
وكان التمثالان الأصليان للثورين المجنحين يزينان غرفة العرش للملك الآشوري آشور ناصربال الثاني (ملك آشور بين عامي 883 و859 قبل الميلاد).
وقد نشر تنظيم داعش الارهابي في فبراير/شباط 2015 تسجيلاً مصوراً يظهر مجموعة من مقاتليه وهم يهاجمون محتويات متحف الموصل التي لا تقدر بثمن ويحطمونها بواسطة آلات حفر ومعاول. ومن أبرز ما دمروه تمثالان للثور الآشوري المجنح ذي الوجه البشري.
وفي أحد الفيديوهات التي نشرها التنظيم، استعمال عناصره جرافات ومعاول ومتفجرات لتدمير موقع نمرود، درة الحضارة الآشورية التي تأسست في القرن 13 قبل الميلاد. لكنه لم يتوان بالرغم من ذلك عن المتاجرة بقطع أثرية في الاسواق السود.
وقد أنجزت مؤسسة «فاكتوم» الإسبانية نسخاً طبق الأصل عن هذين التمثالين بتقنية الأبعاد الثلاثية. وهما معروضان أمام مكتبة الطلاب في جامعة الموصل.
وقال السفير الإسباني في العراق خوان خوسيه إسكوبار الذي حضر المناسبة إن «هذه الهدية رسالة أمل بأن الموصل عادت إلى طبيعتها، وعلى الأهالي بناء مدينتهم».
وأوضح أستاذ التاريخ في جامعة الموصل أحمد قاسم لوكالة إن «هيئة الثور المجنح تجمع رموزاً عدة، فالرأس يدل على الحكمة، والأجنحة على السرعة، والجسم الذي يجمع ما بين الثور والأسد يدل على القوة».
وأشار إلى أن «هذه المبادرة تشير إلى مدى التعاون بين الجامعات العراقية والأجنبية والتي نتوقع أن تتطور بنحو أكبر لاحقاً».
من جهته، عد مؤسس «فاكتوم» آدم لوي أن النسخ بات لها معناها الخاص اليوم.
وقال «نريدها (التماثيل) أن تكون هنا كرمز، كدليل على ما هو ممكن مع التكنولوجيا عندما يعمل الناس مع بعضهم البعض لتبادل التراث الثقافي، والتفاهم، وتبادل ثقافاتنا التاريخية التي تربطنا جميعاً».
ومتحف الموصل هو الثاني من حيث الأهمية في العراق، إذ كان يضم قطعاً أثرية من الحقبة الهيلينية التي تعود إلى قرون عدة قبل المسيحية.
وقالت الطالبة في جامعة الموصل إيلاف مهند لوكالة «فرانس برس» «أنا سعيدة جداً و نطالب الحكومة العراقية بالعمل على استعادة ما سُرق من حضارة وتاريخ هذه المدينة».