العبادي والقرارات الصعبة ..!

قال رئيس الوزراء حيدر العبادي من السليمانية وبعد زيارته مام جلال ، انه سيتخذ قرارات صعبة وطالب حكومة اقليم كردستان ان تتخذ قرارات صعبة ايضا ..
هذا ليس اكتشافا في عالم السياسية ، وقلناه سابقا ، ان الظروف الصعبة تحتاج الى قرارات صعبة،وهذه القرارات تحتاج الى كارزما سياسية وجرأة وبعد نظر وقراءة صحيحة للواقع، وهذه في مثل ظروفنا تحتاج الى رجل قوي ومدعوم وقادر على تحمل مسؤولية قراراته ..
نعم امام السيد العبادي مهام اتخاذ القرارات الصعبة في المفاصل التي كانت سببا في تعطيل الحياة بكل مناحيها ،وهي قرارات سياسية واقتصادية واجتماعية ، تكون مترابطة ومكملة واحدة للأخرى ، لان قرارا يسهل لقرار آخر بانسيابية التنفيذ والتطبيق ..
لايمكن مثلا معالجة الفساد الاداري والمالي المعشش في مؤسسات الدولة من دون اصلاح جذري للجهاز الاداري ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب على وفق معايير الكفاءة والنزاهة والوطنية ..
لايمكن الكلام عن علاقة جيدة بين اربيل وبغداد من دون قرارات تبني جسورا للثقة بين الاقليم وبغداد،الجسور التي دمرتها عقود من الريبة والمخاوف والترصد ، وهي قرارات ستساعد الكرد كثيرا في اتخاذ خطوات مشابهة كما طالبهم العبادي ..
لايمكن الحديث عن مصالحة وطنية من دون قرارات تفتح ابواب الحياة والمستقبل للجميع بما فيهم البعثيون ممن لم تتلطخ اياديهم بدماء العراقيين وترك الامور للقضاء ، وهو قرار سيلاقي الكثير من المعارضة القوية ، لكنه من القرارات الصعبة ، وامامنا تجربتان ، الاولى قريبة في الجغرافيا والسياسة وهي تجربة اقليم كردستان ، وتجربة جنوب افريقيا ورائدها نيلسون مانديلا ، وهي ان بعدت عنّا في الجغرافية الا انها مشابهة لتجربتنا السياسية، لقد كان مانديلا جريئا واتخذ قرارات جريئة، فاستحق الاحترام بعد ان انقذ بلاده من الاحتراب ..
لايمكن الحديث عن انتخابات نزيهة مقبلة على مستوى الحكومات المحلية والبرلمان ، من دون قانونين ، الاول للاحزاب والثاني قانون انتخابي عادل ..
في كل مناحي حياتنا دمار وخراب تحتاج الى عمليات اصلاح جذري وقرارات جريئة وصحيحة تساعد على وضع حجر الاساس للانطلاق الى الامام..
لايمكن الحديث عن كرامة الانسان العراقي من دون قرارات وقوانين تحمي حقوقه الانسانية بصرامة من التجاوز والاهانة والاستخفاف بآدميته ..
لايمكن الحديث عن كل ذلك من دون حصر السلاح بيد الدولة وانقاذ البلاد من غابة البنادق تحت اي مسمى كانت..
ولا يمكن الحديث عن وضع امني واستتباب من دون الخوض في دهاليز المؤسسات الامنية وغربلتها واطلاق ثورة حقيقية للتغيير فيها وخصوصا في قياداتها المترهلة التي تعد علينا يوميا عدد الضحايا من دون ان تبحث لنا عن حلول للموت اليومي في شوارع البلاد ..
امام الرجل مهام صعبة ومعقدة لكنها ليست مستحيلة بتوفر الارادة السياسية الحقيقية ، وهذه تحتاج الى ان يتخلص العبادي من لوبيات الضغط الحزبي والكتلوي والطائفي ، وسيجد على الدوام ان قوى المجتمع العراقي الحيّة برغم ضعفها الحالي ستصطف معه وتتضاعف وتقوى ، خصوصا وانه يحظى بدعم دولي لم يتوفر لغيره سياسيا وفي محاربة الارهاب ..
ولديه حقيقة فرصة لان ينطلق خارج دائرة الشعارات والتسويفات وبسرعة ، فما يعاني منه الشعب العراقي يحتاج الى علاجات صحيحة وسريعة وقرارات جريئة وواقعية في الطريق الصحيح الشاق والقاسي، لكنه الموصل الى شاطيء الامان ..
عامر القيسي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة