الاتحاد الوطني عدّ مشاركته صعبة وربطها بالحصول على منصب محافظ كركوك
السليمانية ـ عباس كاريزي:
بينما اعلن مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني عزمه تقديم اسماء مرشحي الاحزاب وسيرهم الذاتية الى برلمان كردستان قبيل بدء العطلة التشريعية، عدّ الاتحاد الوطني مشاركته مع الديمقراطي في الكابينة الجديدة لحكومة الاقليم صعبة في ظل سياسة ونهج الاخير تجاه كركوك.
مصدر مطلع اكد للصباح الجديد، ان الاتحاد والديمقراطي عقدا امس الاول الاحد اجتماعا في مدينة اربيل اوضح خلاله الاتحاد وجه نظره تجاه الية مشاركته في حكومة الاقليم.
واضاف المصدر، ان ثلاثة ممثلين عن الاتحاد الوطني عقدوا اجتماعا مع رئيس الوزراء المكلف مسرور بارزاني بعيدا عن وسائل الاعلام، وقدموا له وجهة نظر الاتحاد الرافضة للمشاركة في الحكومة المقبلة من دون حسم ملف محافظ كركوك.
ولفت الى ان بارزاني وعد بمناقشة الموضوع مع والده مسعود بارزاني لمعرفة موقف الحزب الديمقراطي والرد على رسالة الاتحاد.
وتابع المصدر، ان الاتحاد ابلغ مسرور بارزاني صراحة بانه لن يشارك في حكومة الاقليم المقبلة دون تطبيع الاوضاع وتسمية محافظ جديدة لكركوك من حصة الاتحاد.
بدوره قال عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني سعدي بيرة في تصريح تابعته الصباح الجديد، ان علاقة الاتحاد مع الديمقراطي لا تخلو من المشكلات في المرحلة الراهنة، وان المكتب السياسي للاتحاد يعد عدم تجاوب الديمقراطي مع مطلب الاتحاد لحل ملف كركوك اضعاف لموقف الاتحاد ودوره في المدينة، لذا «من الصعوبة ان نكون مع الديمقراطي في حكومة اذا ما كانت هذه سياسته ونهجه تجاه كركوك».
واضاف بيرة، ان الاتحاد الوطني يدرك اللعبة التي يمارسها الحزب الديمقراطي ومحاولة طرح زعيمه على انه مرجع قومي للكرد، وان هذه اللعبة مكشوفة وغير مقبولة من قبلنا.
واوضح على الرغم من ان اجحافا كبيرا حصل خلال مراسيم تنصيب رئيس الاقليم الجديد بحق الرئيس مام جلال وكوسرت رسول وغيره من القيادات الكردية الفاعلة، الا انه اذا كان مسعود بارزاني يريد تقديم نفسه كمرجع فان باستطاعته لعب دور ايجابي في تطبيع الاوضاع السياسية على صعيد الاقليم.
واضاف «ان عمل الاتحاد مع الديمقراطي من جديد مرهون بمدى استعداد الديمقراطي لمعالجة ملف كركوك «، واردف نعم ازعجنا ذكر اسم مسعود بارزاني 11 مرة من قبل نيجيرفان بارزاني خلال مراسم اداء القسم القانونية له كرئيس للاقليم، من دون الاشارة الى دور الرئيس مام جلال.
واشار بيرة الى انه على الديمقراطي ان يعترف بأحقية الاتحاد في الحصول على منصب محافظ كركوك، خصوصا وانه يشكل الاكثرية بحصوله على ستة مقاعد من اصل 12 تتألف منها مقاعد المحافظة بمجلس النواب العراقي، وتابع «ان تسمية اي شخص لمنصب المحافظ من غير الاتحاد غير شرعي ومرفوض رفضا قاطعا من قبلنا، وان المحافظ ينبغي ان يكون من الاتحاد ولا احد غيره».
واستبعد بيرة ان يتم تشكيل حكومة الاقليم قبل الاول من شهر تموز المقبل نظرا لعدم حسم ملف كركوك بين الجانبين لحد الان.
وتعد مسالة كركوك وحسم منصب محافظها العقبة الابرز الان امام تشكيل حكومة الاقليم، نظرا لتمسك الاتحاد بعقد جلسة مجلس المحافظة وحصوله على منصب المحافظ بينما يرفض الديمقراطي ذلك بداعي احداث ال 16 من اكتوبر التي اعقبت اجراء الاستفتاء في 25 من أيلول عام 2017.
وما زالت مشاركة الاتحاد الوطني في حكومة الاقليم غير محسومة لحد الان، وان امتناعه من المشاركة ما زال احتمالا واردا في ظل رفض الديمقراطي البدء بإجراءات تطبيع للاوضاع في كركوك بالتزامن مع خطوات تشكيل حكومة الاقليم الذي كلف مسرور بارزاني بتشكيلها.
عضو المجلس القيادي للاتحاد الوطني فريد اسسرد اعلن ، ان الاتحاد بانتظار موافقة الديمقراطي على احد اسماء مرشحيه لشغل منصب محافظ كركوك، بعدها ب 48 ساعة بامكاننا ان نقدم له اسماء مرشحينا لشغل المناصب الوزارية في حكومة الاقليم.
واضاف، ان الموقف النهائي للمجلس القيادي للاتحاد المشاركة في حكومة الاقليم، شريطة ان يوافق الديمقراطي على ان يشغل مرشح الاتحاد منصب محافظ كركوك اولا ، وان يعقد مجلس محافظة كركوك جلسته الاعتيادية للتصويت على منصب المحافظ، حتى وان اجل ذلك الى ما بعد استكمال المناصب الوزارية في حكومة الاقليم، وبخلافه اردف اسسرد « لاداعي لعقد اي لقاء بين الاتحاد والديمقراطي لايتضمن حل مشكلة كركوك».
وكان رئيس الوزراء المكلف مسرور بارزاني قد حدد عقب اجتماع عقده مع المكونين التركماني والمسيحي في الاقليم 27 من شهر حزيران الجاري كموعد نهائي امام الاحزاب والقوى السياسية، لتقديم اسماء والسير الذاتية لمرشحيها، لتقديمها الى برلمان كردستان ليصادق عليها قبيل بدء عطلته التشريعية.
بدوره قال نائب رئيس برلمان كردستان القيادي في الحزب الديمقراطي هيمن هورامي، ان الوقت ليس في صالح الاحزاب السياسية، نظرا لبدء العطلة التشريعية لبرلمان كردستان في الاول من تموز المقبل، وبما انه ينبغي ان يتم منح الثقة لحكومة الاقليم المقبلة خلال الفصل التشريعي، لذا فانه على رئيس الوزراء الملف ان يقدم اسماء مرشحي الاحزاب قبيل هذا الموعد ليتم ادراجها وفقا للنظام الداخلي في برنامج وجدول اعمال جلسة برلمان كردستان.