ديالى ـ خاص:
شرعت ادارة محافظة ديالى بتنفيذ خطة هي الاكبر من نوعها منذ عقود في انقاذ اكثر من 130 الف مواطن من اهالي بلدروز شرق بعقوبة من الموت عطشا، وفيما كشفت مصادر محلية بان قيادي بارز في داعش يسيطر على سدة الصدور اعلن حرب المياه على المناطق التي رفضت مبايعة البغدادي وهدد بالمزيد، اكدت مصادر امنية ان معركة تطهير سدة « الصدور» معقدة وتحتاج الى قوات خاصة مدعومة بالطيران الحربي.
وقال رئيس المجلس البلدي في قضاء بلدروز مؤيد نوروز لــ «الصباح الجديد»، ان «اكثر من 200 عجلة حوضية نصفها قادم من العاصمة بغداد بدات بتنفيذ محاور خطة اغاثة هي الاكبر من نوعها منذ عقود لانقاذ اكثر من 130 الف نسمة من الموت عطشا وهم من اهالي قضاء بلدروز والمناطق المجاوره بعد وصول ازمة شحة مياه الشرب الى درجة خطيرة جدا باتت ملامح الكارثة الانسانية تلوح بالافق في ظل نزوح العشرات من الاسر ونفوق الحيوانات وتضرر مساحات شاسعة تقدر ب50 الف دونم بينها 5 الاف من البساتين المثمرة».
واضاف نوروز ان «الخطة والتي تشارك بها الدوائر الحكومية على اختلاف عناوينها بالاضافة الى اسناد المؤسسة الامنية عملت على مدار الساعات الماضية في نقل كميات كبيرة من مياه الشرب الى اهالي بلدروز من الوحدات الادارية القريبة»، لافتا الى ان نقل المياه اجراء موقت لكن الحل الامثل يبقى في تطهير سدة الصدور واعادة تدفق المياه في قناة الروز الاروائية التي تمثل المغذي الاساس لمحطات الاسالة في بلدروز وبقية المناطق القريبة».
من جانبه قال النائب عن محافظة ديالى فرات التميمي ان» مايحدث في بلدروز جريمة ابادة جماعية يحاول داعش تطبيقها عبر اسلوب حرب المياه ضد كل منطقة ترفض افكاره ومبادئه المتطرفة».
واضاف التميمي ان» بلدروز على شفا كارثة انسانية صعبة والحوضيات لن تحل المشكلة ابدا»، داعيا «الاجهزة الامنية الى تحرك عاجل يضمن تطهير سدة الصدور من قبضة داعش قبل فوات الاوان».
وبين التميمي ان» سيطرة داعش على سدة الصدور لم يتضرر منها قضاء بلدروز حسب، بل شمل الضرر عشرات القرى في المقدادية بعدما بدأ التنظيم بتنفيذ المرحلة الثانية من قطع المياه بهدف ايذاء الاهالي ودفعهم للنزوح القسري بسبب العطش وخسارة الاراضي الزراعية».
الى ذلك اكدت مصادر محلية في قضاء المقدادية ( 40كم شمال شرق بعقوبة) ان « منطقة الصدور بما فيها السد الكونكريتي تخضع لسيطرة داعش منذ 6 اسابيع ويتحكم بالقيادة هناك قيادي يدعى ابو انس الاوزبكي كان يعمل في احدى دول الخليج لعربي لسنوات عدة قبل انخراطه في التنظيم قبل اشهر».
واضافت المصادر ان» الاوزبكي قال في احدى خطبه الأخيرة في مسجد بقرية حنبس القريبة من منطقة الصدور والتي تخضع هي الاخرى لداعش بان قطع المياه عن بلدروز وبقية المناطق القريبة منها جاء عقاباً لمن لم يمتثل لنداء البيعة لدولة الخلافة الاسلامية وقائدها البغدادي وعدَّ حرب المياه اسلوباً شرعياً في معاقبة المرتدين» حسب تعبيره.
واكدت المصادر ان» الازوبكي يحاول قطع المياه عن مناطق اخرى من خلال سيطرته على ناظم المياه في سدة الصدور ما يعني بان حياة نحو 500 الف نسمة باتت في خطر حقيقي اذا ما قطعت كافة منافذ المياه القادمة من السدة».
فيما اكدت مصادر امنية مطلعة في ديالى ان» معركة تطهير سدة الصدور معقدة وتحتاج جهد امني مضاعف لان مسلحي داعش عمدوا الى تفخيخ كل الطرق المؤدية الى السدة اضافة الى نشر العشرات من مسلحيه في كتائب قنص داخل المنازل القريبة في مسعى لاعاقة اي تقدم».
واضافت المصادر ان» تطهير سدة الصدور تحتاج الى قوات خاصة مدعومة بجهد من الطيران الحربي لتقليل حجم الخسائر المادية»، لافتة الى ان « داعش نجح خلال الاسابيع الماضية من تجنيد اكثر من 300 شخص من ابناء منطقة الصدور والمناطق المجاورة لها من اجل ان يكونوا في صفوف مفارزه بعد اعلانهم البيعة للبغدادي».
في السياق ذاته اكد رئيس مجلس ديالى مثنى التميمي ان» معركة تطهير سدة الصدور ستبدأ قريبا جدا بعد استكمال الاجراءات العسكرية واللوجستية»، لافتا الى ان «داعش عدو الجميع وما يفعله من جرائم بحق الابرياء غير مقبول وسنرد عليه بقوة في القريب العاجل».
واشار التميمي الى ان» ادارة ومجلس ديالى تعمل على مساعدة المناطق المتضررة من جراء قطع داعش المياه عنها عبر حلول مؤقتة لحين عودة تدفق المياه بعد تطهير سدة الصدور من قبضة تنظيم داعش».
فيما اشار عبد حسن احد الشخصيات العشائرية في بلدروز الى ان «هناك استياء شعبي كبير بسبب ازمة المياه»، لافتا الى ان «العشائر مستعدة لتشكيل قوة عسكرية من ابنائها لدعم الاجهزة الامنية في معركة تطهير سدة الصدور».
وانتقد حسن» تأخر حسم معركة تطهير سدة الصدور رغم مرور 15 يوما على الحصار المائي لقضاء بلدروز والذي وصل الى حافة الانهيار لان الماء اساس الحياة وفقدانه يعني الموت»، داعيا «الاجهزة الامنية الى التحرك العاجل من اجل افشال ما يحاول داعش تحقيقه عبر دفع الاهالي للنزوح وترك كل شي خلفهم».