أهل جدة أدرى بـ(داعش)!

وضعت تركيا المشاركين في مؤتمر جدة في موقف محرج عندما اعلنت بأنها لن تكون جزءاً من اية تحالفات عسكرية لضرب تنظيم داعش في سوريا والعراق.. وبموازاة ذلك عبرت قطر والاردن وبعض البلدان المجاورة للعراق عن مواقف خجولة تجاه الحشد الدولي الذي تحاول الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا اخراجه الى العلن..!!
ولربما يجد المجتمعون في جدة جميعهم باستثناء العراق امام حدث عالمي أسهمت اصابع الغرب وتركيا وبدعم من دول الخليج في صناعته ومن ثم وجد هؤلاء هذه الصناعة او ماانتجته من بضاعة وقد ردت اليهم على هيئة وحش مدمر لايميز بين صديق او عدو .!
وبالعودة الى التاريخ القريب تشبه قصة داعش قصة القاعدة من حيث الشكل والمضمون فقد سهلت الولايات المتحدة الاميركية ودول الغرب وبدعم ومساندة من دول الخليج انخراط الاف المقاتلين الاجانب في صفوف القاعدة لمقاتلة جيش الاتحاد السوفياتي في افغانستان وأسهم الدعم الاميركي اللوجستي للقاعدة في نمو القدرات العسكرية لهذا التنظيم كما أسهم الدعم المالي في توسع نفوذ القاعدة ولم تمضِ شهور على اخراج القوات السوفيتية حتى تمخضت ارض افغانستان عن ولادة وحش صغير اسمه (طالبان ) ثم نما هذا الوليد وترعرع في موائد القاعدة ثم امتدت اذرعه الطويلة لتطيح بكل المنافسين من المجموعات السياسية المسلحة في هذه البلاد ليجد الافغان انفسهم امام حكم القاعدة بنكهة طالبان ولتجد الولايات المتحدة الاميركية والغرب نفسه امام مواجهة هذا المد الارهابي من دون ان يحتسبوا لهذا الزمن الذي عادت فيه هذه الصناعة ببضاعة سيئة هددت شعوبهم ودمرت اشهر المباني في وسط الولايات المتحدة الاميركية وقتلت الالاف من الاميركيين وضربت ماشاءت من البلاد في الشرق والغرب..
اليوم يجد الاميركيون والاوربيون والاتراك والخليجيون ومن جلسوا على طاولة الحشد في جدة يجدون انفسهم مضطرين للتعامل مع الاف المسلحين الذين دخلوا الى تركيا قادمين من اميركا واوربا وبلدان الخليج من اجل اسقاط حكم بشار الاسد لكن هؤلاء تشكلت اتجاهاتهم عند دخولهم الاراضي السورية وانتجوا خلطة جديدة اسمها (داعش) من دون ان يستطيع الغرب ولا الاتراك ولاالخليجون فرز هذا التشكل الجديد عن عناوين الجيش الحر وجبهة النصرة واحرار الشام وغيرها من المجموعات التي تتلقى اشكال الدعم منهم..
ولن يصدق احد ان هؤلاء الذين جلسوا في جدة غير معنيين بهذا التحول وبهذه الصناعة لكننا نصدقهم عندما قالوا وادركوا بأن لاسلطة لهم اليوم على هذا الارهاب وانهم باتوا اليوم مهددين به وغير قادرين وحدهم على وقف تمدده ونموه ..لن يغفر العالم لاولئك الذي أسهموا في دمار وخراب افغانستان وقتلوا الابرياء في آسيا وافريقيا كما لن يغفر العراقيون لمن انتج (داعش) والقاها في بلاد الرافدين .!
د.علي شمخي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة