«النفط«: المهربون يبيعون الخام العراقي بـ 25 دولاراً للبرميل

في ظل ارتفاع المخزون الأميركي
بغداد ـ سها الشيخلي:
كشفت وزارة النفط عن قيام مهربون للنفط الخام العراقي ببيعه بسعر 25 دولاراً للبرميل مما تسبب بانخفاض اسعار النفط العالمية الى ما دون المئة دولار، وفيما ارجعت مصادر نيابية هذا الانخفاض الى زيادة المخزون العالمي، قلل مراقبون من خطورة الانخفاض الطفيف على الاقتصاد العراقي.
وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد الى « الصباح الجديد» يوم امس الجمعة ، ان الدول المصدرة للنفط ومنها العراق تجد ان معدلات سعر النفط التي تزيد عن 100 دولار هي اسعار معقولة ، وان المسؤولين عن وضع الموازنة العامة احتسبوا سعراً لا يقل عن 90 دولار للنفط العراقي في موازنة العام الحالي2014 وهذا يعني ان اي انخفاض في الاسعار قد يربك حسابات دول عديدة منها العراق» .
واضاف ان اهم «العوامل التي تؤدي الى خفظ اسعار النفط هي وجود زيادة في العرض اكثر مما هو عليه الطلب، وهي معادلة اقتصادية معروفة «، مبيناً ان «ما يحدث الآن هو حالة غريبة جداً وغير مسبوقة مع وجود اضطرابات وعدم استقرار في كل من ليبيا واليمن والعراق ومناطق اخرى كثيرة، وبدلا من ارتفاع الاسعار بدأت نجدها بدأت بالتراجع» .
واوضح ان «ارتفاع المخزون الاميريكي للنفط الى جانب تهريب النفط العراقي من قبل العصابات الارهابية وبيعه خارج الحدود باسعار متدنية واعتماد الكثير من الدول على شراء ذلك النفط المهرب، والذي تبيعه العصابات بسعر اقل من 25 دولار للبرميل الواحد قد اسهم في انخفاض اسعار النفط، وقد حدث ذلك في ليبيا والعراق».
ويوضح جهاد ان « الذي اربك موازنة هذا العام توقف صادرات النفط من بعض المناطق وخاصة نفط كركوك، حيث توقف ضخ النفط منذ تاريخ 2 اذار، وكان التصدير يتراوح من 300-400 الف برميل يوميا، اي اننا خسرنا مليار و200 مليون دولارا شهريا جراء توقف خط جيهان التركي، وسنويا تتراكم هذه الخسارة.
من جانبه قال عضو لجنة النفط والطاقة البرلمانية النائب عزيز كاظم علوان الى « الصباح الجديد « ان « اسباب انخفاض اسعار النفط عالميا يقف ورائها حاجة السوق، فالنفط حاله حال اية سلعة تخضع الى العرض والطلب، كما ان الظروف الأمنية التي تعيشها دول عدة هو احد اهم الاسباب، وان مخزون دول امريكا ارتفع بشكل ملحوظ وتسبب هذا الانخفاض».
وتحدثت مصادر نفطية عالمية مؤخراً عن ان أسعار النفط في الأسواق العالمية بدأت بالإنخفاض خلال الأيام القليلة الماضية، مما دفع خبراء في الشأن الاقتصادي إلى التعبير عن مخاوفهم من تداعيات هذا الإنخفاض على الاقتصاد العراقي.
الى ذلك قال الخبير الاقتصادي احمد البريهي « لا توجد هناك اسباب موضوعية تؤدي الى انخفاض سعر النفط فعرض النفط والطلب عليه تتحكم بارتفاع وانخفاض الاسعار، وان هذا الانخفاض في السعر تحكمه التوقعات» .
واضاف ان «سوق النفط اندمج مع الاسواق المالية وتزايد هذا الاندماج عالميا منذ عام 2005 بحيث اصبحت الاسواق المستقبيلية او ما يسمى ( البراميل الورقية ) تؤثر في الاسعار الفورية للنفط وقد شرحت ذلك في كتابي ( اقتصاد النفط والاستثمار النفطي في العراق ) «.
واوضح البريهي « انا لا اخشى من هبوط اسعار النفط بمقادير لا تؤثر على الوضع المالي في العراق ، نعم هو انخفاض دون المئة دولار للبرميل الواحد ولكن ما زال هذا الا نخفاض طفيفاً» .
وبين ان «لدينا مشكلة مالية بسبب تكاليف الحرب والتخريب، ونتيجة انهيار الوضع الامني في الشمال، وايضا توجد الكثير من المشاريع المتعاقد على تنفيذها قد توقفت، ولهذا السبب دعوت ومن خلالكم اكرر الدعوة لتشكيل فريقي عمل من الخبراء الثقاة، الفريق الاول يقوم باعداد خطة لزيادة انتاج النفط والفريق الثاني يعالج عجز الموازنة العامة ، وينبغي تشكيل هذين الفريقين دون ابطاء والكف عن التعامل مع المسألة الاقتصادية بالانطباعات السريعة» .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة