وسط ملفات متشابكة يفتش رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي وحكومته عن مايمكن الشروع به وتقديمه على غيره من الملفات وفي ظل الاوضاع الصعبة التي تحيط بمستقبل العراق لابد من اتباع قاعدة الهرم المقلوب (المهم ثم الاقل اهمية ) في البحث عن حلول لمئات القضايا التي بقيت معلقة او التي تنتظر ايجاد اليات ومقترحات وافكار لتنفيذها ولاجدال اليوم ان الامن القومي والوطني لبلاد مابين الرافدين وماتتعرض له سيادة العراق من من تهديدات داخلية واقليمية وخارجية يتقدم على ماسواه من الملفات الاخرى وبالتالي تصبح قضية تحرير اراضي العراق من احتلال عصابات داعش والتنسيق العسكري والامني مع الولايات المتحدة الامريكية واصدقاء العراق لتحشيد تحالف دولي يستطيع اولا الوقوف بوجه اخطر هجمة ارهابية تتعرض لها المنطقة عامة والعراق خاصة ومن ثم الشروع باجتثاث هذه المجاميع من ارض العراق وماجاورها اولوية قصوى ..وقبل ذلك لابد للسيد العبادي وحكومته ان تشرع من اليوم في ايجاد مشروع اصلاحي كبير لبناء القوات المسلحة العراقية بعد ان تكشف للجميع ان بناء الجيش العراقي بعد 2003 تعرض لاهتزازت كبيرة تمثلت بفقدان موارده البشرية لاية محصنات وطنية تعزز من غرس قيم الانتماء والدفاع عن العراق مهما كانت الاخطار المحدقه بهذا البلد وان استيعاب هذا الجيش لافراده لم يكن استيعابا علميا مقرونا بالمهنية والكفاءة ولربما كان تسارع الاحداث في العراق وانشغال المؤسسة السياسية بعد 2003 في اعادة معالم الدولة العراقية التي تهدمت سببا في الارتجال والتسرع في بناء هذا الجيش وظهور معالم النقص في مرتكزات بنائه ..ان احداث الموصل وتكريت والانبار وفشل قيادات الجيش العراقي في تحقيق وقفة صامدة تعزز من نظرة الشعب العراقي للتاريخ التليد لهذا الجيش اصابت هذه المؤسسة العسكرية الكبرى بمقتل لاتزال اثاره ماثلة امامنا ومن دون اعادة النظر بكل مفصليات بناء هذا الجيش واعادة احياء قيم البطولة والارتباط الحقيقي بالعراق في نفوس مقاتليه وتنقيته ستبقى هذه المؤسسة عاجزة عن النهوض بدورها المعهود وهنا يمكن للحكومة الجديدة ان تستثمر طاقات المتطوعين من الشباب العراقي الذين التحقوا في ساحات التدريب والذين اشتركوا في معارك تطهير المدن العراقية من الارهاب وان تعمل على توظيف هذه الطاقات وفق قانون جديد يضع اليات لاستقبال هؤلاء الشباب وانضمامهم للمؤسسة العسكرية وتاهيلهم نفسيا وفكريا وجسديا لممارسة دورهم في المرحلة المقبلة واعتبارهم النواة الرئيسية لتشكيل جيش عقائدي جديد يتحلى بالشجاعة ويستعيد زمام الدفاع عن العراق اما التفريط بهؤلاء المتطوعين وغمط استحقاقاتهم في الانضمام للجيش العراقي فهود الجحود والخذلان بعينه لمن قدم نفسه وروحه للجود بها في ساحات الوغى والجود بالنفس غاية الجود ..!! ومهما تحدث القادة السياسين والعسكريين وبرروا فشل الجيش في مواجهة الارهاب بوجود مؤامرات وخيانات وتخاذل فان العراقيين لن يشعروا بالامان الا عندما يجدوا جيشا وطنيا يرتقي لماضيه المجيد يلوذون به في الملمات لايعرف الخيانة ولايخترقه التامر !
د.علي شمخي