معتقلون في نينوى: هزيمة التنظيم العسكرية كانت “متوقعة”
نينوى ـ خدر خلات:
لم يُبدِ عناصر معتقلون من تنظيم داعش الارهابي، في سجون محافظة نينوى، استغرابهم من الهزيمة العسكرية التي باتت شبه مؤكدة التي لحقت بتنظيمهم، مشيرين الى انهم كانوا يتوقعون هذه الهزيمة، مبينين ان مقتل واعتقال واختفاء من وصفوهم بـ “اشرس” عناصرهم ، وتراجع العشرات من الانتحاريين عن تنفيذ العمليات الانتحارية قد عجّل بهذه النهاية التي يرون ان استسلام المئات من مقاتليهم ستكشف خبايا و خطوط امداداتهم في صحاري العراق وسوريا.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى، في حديث الى “الصباح الجديد” شريطة عدم الكشف عن هويته لانه غير مخول بالتصريح لوسائل الاعلام، ان “اغلب عناصر تنظيم داعش المعتقلين في سجون محافظة نينوى، باتوا يتابعون باهتمام اخبار المعركة الاخيرة للتنظيم الارهابي بمنطقة الباغوز في الجانب السوري، كما انهم يتابعون باهتمام لقطات استسلام المئات من مقاتلي التنظيم لقوات السورية الديمقراطية”.
واضاف “خلال احاديث جانبية ومجتزأة، مع عناصر التنظيم المعتقلين لدينا، يمكن القول انهم يرون ان هذه الهزيمة كانت متوقعة ومنتظرة، برغم وحشية التنظيم، ومحاولته زرع الرعب في قلوب اعدائه بجرائم واعمال عنف قل نظيرها”.
ولفت المتحدث الى ان “بعض معتقلي التنظيم يرون ان مقتل المئات من اشرس مقاتليهم بميادين القتال في العراق خاصة، واعتقال ما لا يحصى من غيرهم، مع اختفاء مئات المقاتلين بظروف لا يمكن معرفتها، مثل هربهم وعودتهم لبلدانهم او لغيرها من الاسباب، قد عجلت بهذه النهاية التي لم تغب يوما عن تفكيرهم، لانهم شعروا ان العالم كله يحاربهم، بضمنها مجتمعاتهم وحواضنهم سواء في العراق او سوريا او غيرها”.
وتابع بالقول ان “عناصر التنظيم المعتقلين يتحدثون بسخرية عن مئات الانتحاريين الذين تراجعوا عن تنفيذ عمليات انتحارية لاسباب عديدة، بضمنها عدم رغبتهم بالاستمرار بالقتال، وهذا في اثناء معاركهم في العراق والموصل تحديدا، علما ان الذين سجلوا انفسهم كانتحاريين كانوا يتباهون امام بقية مقاتلي التنظيم، لكنهم تراجعوا عن ذلك لان الفوضى اصابت هيكلية التنظيم ولم يعد هناك من يتابع الذين سجلوا انفسهم كانتحاريين كي يطلب منهم التنفيذ”.
ولفت المصدر الى ان “الخلافات بين الدواعش الاجانب والدواعش المحليين، والصراع على الاموال المنهوبة والمناصب، اسهم في تعرية افكار التنظيم التي ظهرت انهم يسعون وراء امور مادية، على عكس مزاعمهم وايدولوجيتهم المتطرفة”.
ومضى بالقول “هنالك مخاوف لدى الكثير من عناصر داعش، مفادها ان الذين فضلوا الاستسلام عن القتال سيكشفون خطوط امدادات التنظيم في صحاري العراق وسوريا وفي المناطق غير المأهولة، كما سيكشفون الكثير من عناصرهم الذين تورطوا بجرائم ومجازر لكنهم ينفون ذلك في التحقيقات”.
ويرى المصدر ان “هواجس عناصر داعش في المعتقلات ينبغي الاهتمام بها، لانها تتشابه مع هواجس وتوقعات المقاتلين الذين استسلموا مؤخرا، وحتى اولئك العناصر المختفين في الصحارى والمناطق غير المأهولة من الذين يعتزمون مواصل القتال او تنفيذ عمليات محدودة كلما تسنح لهم الفرصة لذلك”.
ويشار الى ان تنظيم اعش الارهابي كان يزعم، خلال اجتياحه للاراضي العراقية والمناطق المجاورة في الجانب السوري، انه لديه نحو 20 الف مقاتل اغلبهم يرغبون بتنفيذ عمليات انتحارية، وكانوا يزعمون ايضا انه لا توجد هنالك قوة تستطيع الوقوف بوجههم.
وبات العالم يترقب حاليا، انهيار تنظيم داعش في اخر معاقله في منطقة الباغوز السورية، بعدما خسر جميع الاراضي التي سيطر عليها في عام 2014، والتي قدرها خبراء ومتابعين بانها كانت توازي مساحة بريطانيا.
وفيما تم استسلام اكثر من 2500 عنصر ومدني من عائلات التنظيم الى قوات سوريا الديمقراطية خلال الاسبوعين المنصرمين، تتضارب الانباء حول عدد الدواعش العراقيين، ففيما تتحدث مصادر عن وجود 650 عنصرا منهم، تقول مصادر اخرى ان عدد الدواعش العراقيين يناهز الالف مقاتل على التقدير، بضمنهم قيادات كبيرة في التنظيم المتطرف.