العالم العربي يعد من المناطق الفقيرة في المياه العذبة
بغداد ـ الصباح الجديد:
أقامت وزارة الموارد المائية / مركز انعاش الاهوار والأراضي الرطبة العراقية احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة
وتضمنت الاحتفالية كلمة القاها ممثل الوزير وكيل الوزارة المهندس حسين عبد الامير اكد فيها على أهمية الاراضي الرطبة وديمومتها مشدداً على الضرورة التنسيق بين شتى مؤسسات الدولة لإنعاش الاهوار وان الوزارة استفادت من موجات الأمطار والسيول التي شهدها العراق في الآونة الاخيرة بتعزيز الخزين الاستراتيجي للسدود والخزانات وتعزيز الاطلاقات المائية باتجاه الاهوار للمحافظة على إيكولوجية وبيئة الاهوار .
ومن الجدير بالذكر ان مركز انعاش الاهوار يحتفل ايضا باليوم العربي للمياه الذي يقام 3 اذار من كل عام بموجب ما أقرته الجامعة العربية في 2009/3/3 ، وعد يوماً رسمياً للمياه العربي لما لها من اهمية كونها ترتبط أرتباطاً وثيقاً بالتنمية المستدامة التي تحدد أهدافها الرئيسة في تحقيق الامن المائي من خلال ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وأدارتها أدارة مستدامة وتحقيق الامن الغذائي.
بعدها ألقيت محاضرات بهذه المناسبة متخصصة بالشأن المائي حيث تطرقت المحاضرة الاولى التي القاها المهندس علي محمد جواد عن الدراسة الاستراتيجية والعجز المائي المتوقع لغاية 2035 وكيفية معالجة هذا العجز من خلال تأهيل وأستصلاح ملايين الدونمات في العراق بأستعمال التقنيات الحديثة ، بعدها القيت محاضرة من قبل المهندس حيدر لفته من مركز انعاش الاهوار والاراضي الرطبة العراقية تحت عنوان ( تقييم طرق حساب نقل الرسوبيات في الانهار الطبيعية) تضمنت شرحاً مفصلاً عن ترسبات الانهر أضافة الى تأثيرها على سعة الخزن للنهر بهدف أعداد معادلة جديدة للنهوض بالواقع الاروائي والتخلص من المشكلات التي طالما تظهر بهذا القطاع الحيوي.
وقد تزامنت أحتفالية اليوم العربي للمياه مع الاجراءات التي تتخذها الوزارة للتهيؤ للموسم الصيفي المقبل وتوفير الحصص المائية للاراضي الزراعية أستعداداً للقضاء على شحة المياه.
ويحتفل العالم باليوم العالمي للمياه، لجذب الانتباه إلى أهمية المياه، والدعوة إلى الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة ، ويعود الاحتفال باليوم العالمي للمياه إلى مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية عام 1992 الذي أوصى بـحماية موارد المياه العذبة وامداداتها، حيث استجابت الجمعية العامة للأمم المتحدة لتلك الدعوة وحددت يوم 22 آذار (مارس) 1993 كأول يوم عالمي للمياه.
واوصت الأمم المتحدة هذا العام بزراعة الغابات الجديدة والعمل على إيصال الأنهار إلى وديان الفيضانات، وإعادة تأهيل الأراضي الرطبة، لأن ذلك سيوازن دورة المياه لتحسين الصحة وعيش الإنسانية.
وعلى وفق تقرير للبنك الدولي نشر في مايو (أيار) 2016، فإن ندرة المياه التي تتفاقم بسبب تغير المناخ قد تؤدي إلى فقدان بعض المناطق لما يصل إلى 6 % من إجمالي ناتجها المحلي، الأمر الذي يحفز على الهجرة، ويؤدي إلى تأجيج الصراعات.
ويضيف التقرير أن الآثار المجتمعة لنمو السكان وارتفاع مستويات الدخل وتوسع المدن ستؤدي إلى زيادة الطلب على المياه بشكل كبير، بينما سيصبح المعروض منها غير منتظم وغير مؤكد بدرجة أكبر.92% نسبة السكان الذين تتاح لهم مياه الشرب في العالم العربيتشير بيانات البنك الدولي إلى أن نسبة توافر مصدر محسن لمياه الشرب (نسبة السكان الذين تتاح لهم سبل الحصول على مياه الشرب) في العالم العربي عام 2015 بلغت 92 % مقارنة بـ83 % عام 1990.
وتوضح البيانات تراجع نصيب الفرد من الموارد المائية العذبة الداخلية المتجددة في العالم العربي من 304 عام 2012 إلى 291 عام 2014 (متر مكعب).وبلغت المسحوبات السنوية من المياه العذبة، لأغراض الزراعة 52 % ، و3 % لأغراض الصناعة عام 2015.
وبحسب دراسة للمعهد العالمي للموارد World Resources Institute عام 2015، فإن 33 دولة في العالم ستعاني بحلول العام 2040 من نقص حاد في المياه وجفاف كبير، منها 16 دولة عربية، حيث يبلغ نصيب الفرد الواحد من المياه سنويا ألف متر مكعب بينما نصيب الأمان المائي بحدوده الدنيا كما هو مقرر دولياً هو ثلاثة أضعاف هذا المقدار.
واقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بحق الإنسان في الحصول على كفايته من المياه للاستخدام الشخصي والمنزلي (ما بين 50 و 100 لتر لكل فرد يومياً)، على أن تكون تلك المياه مأمونة وبأثمان معقولة (لا ينبغي أن تزيد كلفة المياه على 3 % من مجمل الدخل الأسري)، وأن تكون متاحة مكاناً (ألا تبعد أكثر من 1000 متر من المنزل) وزماناً (ألا يستغرق الحصول عليها أكثر من 30 دقيقة).إلا أن بيانات منظمة الأمم المتحدة تشير إلى أن 1 من كل 10 أشخاص في العالم يعانون من شح المياه، وتؤثر ندرة المياه على أكثر من 40 % من سكان العالم، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة.
وتشير التقديرات إلى أن 783 مليون شخص لا يحصلون على مياه نظيفة، وأن أكثر من 1.7 مليون شخص يعيشون حاليا في أحواض الأنهار حيث يتجاوز استعمال المياه إعادة التعبئة.ويتدفق أكثر من 80 % من المياه العادمة التي ينتجها المجتمع إلى النظام البيئي دون معالجتها أو إعادة استعمالها ، ويستخدم 1.8 مليون نسمة مصدراً للشرب من المياه الملوثة بالبراز، ويفتقد 2.1 مليون فرد إلى خدمات مياه الشرب المأمونة مما يعرضهم لخطر الإصابة بالكوليرا والدوسنتاريا والتيفود وشلل الأطفال. ويفتقد 4.5 مليون فرد إلى خدمات المرافق الصحية، كما أن 90 % من الكوارث الطبيعية متصلة بالمياه؛ حيث تعود 80 % من مياه الصرف الصحي إلى النظام الإيكولوجي دون معالجتها أو إعادة استخدامها.
وتؤدي المياه غير المأمونة وسوء الصرف الصحي والنظافة الصحية إلى وفاة 842 ألف شخص سنوياً في جميع أنحاء العالم، ويمكن للمياه الملوثة أن تنقل أمراضاً مثل الإسهال والكوليرا والزحار والتيفويد وشلل الأطفال، ووفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية فإن مياه الشرب الملوثة تسبب أكثر من 500 ألف حالة وفاة بسبب الإسهال كل عام. ووفق آخر الأرقام، تستهلك الزراعة 70 % من المخزون العالمي للمياه، كما تستعمل 75 % من المياه المستعملة في الصناعة في إنتاج الطاقة.