الحرج الاجتماعي يمنع الضحايا من تسجيل شكاوى
نينوى ـ خدر خلات:
حذر خبير عراقي في مجال البرمجيات من وجود هجمة الكترونية شرسة تقف خلفها مافيات وعصابات نصب واحتيال اجنبية بواجهات نسائية، تستهدف مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي وتوقعهم بالمحظور، وتسجل لهم لقطات فيديوية باوضاع شبه اباحية ثم تبتزهم ماليا، مرجحا ان الاف الدولارات تذهب اسبوعيا لحساب هذه الشبكات في خارج العراق، وليس للضحايا الا ابتلاع الصمت والاستعداد لمواجهة فضيحة اجتماعية.
وقال الخبير بهاء حسن الخالدي في حديث الى “الصباح الجديد” ان “عصابات ومافيات وربما اشخاص اعتياديون في شتى دول العالم يستغلون الثورة التقنية في عالم التواصل الالكتروني للحصول على اموال بوسائل يمكن القول انها قذرة”.
واضاف “الضحية قد يكون من اي بلد كان، وبضمنه العراق، حيث ان التوسع في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، زاد من فرص عمل هذه المافيات التي تعرف كيف يؤكل الكتف، وتتربص بالضحايا لامد قد يستمر لبضعة اشهر قبل ان تحصل على مبتغاها”.
وحول كيفية وصول تلك العصابات للضحايا، افاد الخالدي بالقول “في البداية يقوم حساب مستعار باسم فتاة في الغالب، بالتواصل مع عدة اشخاص، ثم تقوم الفتاة بارسال طلبات صداقة الى اصدقاء محددين ضمن مجموعة ما، وهنا طبعا يتم تصنيفهم لدى تلك الشبكة المحتالة، حيث ان العمل منظم وليس فوضويا ابدا، ثم تتواصل مع من وافق على طلب الصداقة، حيث يكون الضحية شبه واثق منها لان الكثير من الاصدقاء المشتركين يجمعهما”.
وتابع “ثم هنالك مرحلة التقارب بين الفتاة والضحية، حيث المحادثات شبه اليومية، ثم تتكرر المحادثات لاكثر من مرة في الليل، حيث تتعمد الفتاة الحديث ليلا حسب التوقيت العراقي، ثم يتم الحديث بجرأة اكبر عن امور جنسية، ويتطور الامر الى طلبها لممارسة الجنس الالكتروني، اي ان يعرض كل منهما للاخر بعض الاجزاء الحميمة، والفتاة هي من تبادر لذلك كي تحكم شباكها حول الفريسة، التي ان فعلت ذلك ايضا، ستجد رسالة في صباح اليوم التالي تبلغها انه تم تسجيل فيديو اباحي لها (للفريسة) وان لم تدفع مبلغا قد يتراوح بين 10 الى 20 الف دولار سيتم ارسال نسخ من الفيديو الى قائمة الاصدقاء المقربين”.
ولفت الخالدي الى ان “الحرج الاجتماعي يمنع الضحايا من تقديم شكاوى، بل انهم يدفعون المال بعد شيء من المفاوضات، ويحولونه لحسابات في خارج العراق يتم ارشادهم اليهاـ ويبتلعون صمتهم خشية الفضيحة الاجتماعية”.
مرجحا ان “الاف الدولارات تتحول الى حسابات تلك الشبكات المحتالة من قبل السذج من الذين يبحثون عن متعة الكترونية لا تفيدهم بشيء يذكر”.
وحول وجود قصص بهذا الشأن، افاد الخالدي “هكذا قصص لا تتسرب لوسائل الاعلام، لكنها موجودة في محيطنا ولا يمكن اخفاءها الى الابد، لان الشبكة المحتالة تقوم بنشر الفيديوهات للضحايا الذين يقومون فور معرفتهم بما اصابهم من عمليات نصب بمحاولة ازالة حساباتهم، اضافة الى ان بعض الضحايا يدفعون الاموال لكنهم يفاجئون فيما بعد بارسال لقطاتهم الاباحية الخاصة الى قائمة اصدقائهم، حيث الفضيحة الاجتماعية تنتظرهم وينكشف سرها”.
وحذر الخالدي من “استمرار هذه العمليات، التي تستهدف مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في كل انحاء العالم وبضمنه العراق”. داعيا الى عدم الوقوع بفخ هذه الشبكات وعدم الانجرار لاحاديث حميمة مع اولئك الفتيات والسيدات اللواتي يضعن ديكورا بسيطا خلفهن ليبدو انه منزل بسيط ومتواضع، من اجل تطمين الضحية اكثر وكسب ودها وثقتها”.
منوها الى ان “القليل جدا من الضحايا يكشفون ما تورطوا به لمقربين يثقون بهم، حيث ان الغالبية العظمى من الضحايا لهم المام بسيط بالتقنية الالكترونية الحديثة، ويطلبون المساعدة التي تتلخص بازالة الحساب لا اكثر، وهذه خطوة متأخرة جدا ولا تنفع بشيء”.
ويرى الخالدي ان “تتبع طريق تلك الاموال المرسلة كفدية لتلك الشبكات المحتالة قد يسهم في كشف من يقف خلفها، لكن عدم وجود شكوى رسمية يعرقل ذلك، فضلا عن ضرورة وجود تنسيق وتواصل بين جهات مختصة في حكومة المواطن الضحية وحكومة بلد تلك العصابات والشبكات الاحتيالية”.