تعتزم تشكيل قوات مشتركة من الجيش والبيشمركة
السليمانية – الصباح الجديد – عباس كاريزي:
في مسعى منها لتطبيع الاوضاع في المدينة تسعى السفارة الاميركية في العراق لاحياء مقترحها القديم بتوزيع السلطات في محافظة كركوك على مكوناتها الاساسية الثلاث الكرد والعرب والتركمان.
وقدمت الادارة الاميركية مشروعا لتحقيق التوزان والشراكة بين مكونات المدينة يتضمن تسليم الملف الامني داخل المدينة لقوات الشرطة المحلية، وان تضطلع قوات البيشمركة والجيش العراقي بحماية اطراف المدينة بنحو تكون شمالاً بيد قوات البيشمركة ومن الجنوب تحت سيطرة الجيش العراقي.
وقال القيادي في قوات البيشمركة مسؤول محور غرب كركوك سابقا وستا رسول، في حديث للصباح الجديد، ان الامريكان اتخذوا عددا من الاجراءات بغية تطبيع الاوضاع في كركوك وتسليم الملف الامني فيها للشرطة المحلية والمحاكم، وان توكل لقوات البيشمركة والجيش العراقي مهمة الحفاظ على امن وحدود المدينة.
واضاف رسول، ان هذا الموضوع ينبغي ان يكون على شكل مراحل يبدا بتشكيل لجنة تنسيقية مشتركة بين البيشمركة وقوات الجيش العراقي، تشرف عليها القوات الاميركية، بعدها يتم تشكل لجنة رفيعة المستوى بين وزارة البيشمركة ووزارة الدفاع العراقية تشرف على الية توزيع القوات وتحدد مهامها الامنية
وحول رفض التركمان لعودة قوات البيشمركة الى كركوك، قال رسول ان هذه التصريحات التي ادلى بها رئيس الجبهة التركمانية ارشد صالحي لا تمثل الراي الحقيقي للتركمان في المحافظة، لان قوات البيشمركة قدمت تضحيات كبيرة خلال السنوات السابقة وخصوصا بعض ظهور داعش لحماية مختلف مكونات المدينة دون استثناء.
وحول زيادة عدد قوات الامريكية في قاعدة (K1) وتحركاتهم في كركوك، اشار رسول الى ان تواجد القوات الاميركية في تلك القاعدة ليس بجديد وهو يعود الى عام 2015، وان تلك القوات لم تتدخل في الشؤون الادارية للمحافظة او كيفية تصدير النفط منها.
الى ذلك كشف اعضاء في مجلس النواب عن مختلف مكونات محافظة كركوك شاركوا بداية الاسبوع الجاري في اجتماع داخل السفارة الامريكية، عن ابرز النقاط التي تم التطرق اليها بين الطرفين، من بينها تسليم الملف الامني للشرطة المحلية داخل مدينة كركوك، وتواجد قوات البيشمركة مع الجيش العراقي بمحيطها.
وشارك في الاجتماع كل من شاخوان عبد الله ممثلا عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، وريبوار طه ممثلا عن الاتحاد الوطني، وحسن توران ممثلا عن التركمان مع ممثل المسيحيين عماد يوحنا، فيما غاب العرب عن الاجتماع.
وقال شاخوان عبد الله في تصريح، إن الاجتماع كان بطلب من السفارة الامريكية في بغداد، الذي كشفوا فيه عن مشروعهم لتطبيع الأوضاع في كركوك، والذي يتضمن عدة نقاط تتعلق بالملف الاقتصادي والسياسي والأمني.
ولفت الى ان الجانب الاميركي تطرق إلى ضرورة إعادة انتشار قوات البيشمركة في محيط مدينة كركوك الى جانب الجيش العراقي لحماية أطراف المحافظة، وعدم بقاء أية قوة عسكرية داخل كركوك ماعدا الشرطة المحلية وتسليم الملف الأمني لها، مؤكدا ان الامريكيين قالوا بان لديهم مشروع استثماري مهم لكركوك.
من جانبه قال نائب رئيس الجبهة التركمانية، حسن توران في بيان، أن التركمان طرحوا وجهة نظرهم حول ضرورة تحقيق إدارة مشتركة وبنسبة 32% لكل مكون، معلناً معارضة حزبه لعودة قوات البيشمركة الى كركوك.
بدوره قال النائب ريبوار طه، ان الامريكان يسعون لمعالجة المشاكل من النواحي السياسية والعسكرية والقانونية والاقتصادية، ويؤكدون على تسليم الملف الأمني في المدينة للشرطة المحلية وتوكيل مهمة حماية اطراف المدينة لقوات البيشمركة والجيش العراقي.
وكان امين عام وزارة البيشمركة في حكومة الاقليم الفريق جبار ياور قد اعلن في تصريح للصباح الجديد، عدم وجود أي قرار رسمي حول عودة قوات البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها بضمنها كركوك.
وقال ياور، ان وزارتي البيشمركة والدفاع توصلتا إلى قناعة بضرورة وجود عمليات مشتركة للقضاء على إرهابيي داعش وإنهاء التحركات الإرهابية بمناطق ديالى وصلاح الدين وكركوك ومخمور والموصل.
واوضح قائلا انه لحد الان لايوجد أي مباحثات واجتماعات رسمية بين وزارتي الدفاع في الحكومة الاتحادية والبيشمركة حول عودة قوات البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها،
وأضاف «نحن بانتظار اجتماعات رسمية بين الجانبين، لاتخاذ الإجراءات والآليات المناسبة».
وكان الفوج الاول التابع للواء 61 من الفرقة الخاصة، قد وصل امس الاول الى مدينة كركوك، لاستبدال قوات مكافحة الارهاب التي انسحبت من المدينة، اثر تلقيها امرا من رئيس الوزراء لقائد العام للقوات المسلحة بالانسحاب واستبدالها بقوات أخرى من الجيش العراقي.